إسلام عماد
دقائق ثقيلة عاشها العالم في ترقب ورعب من اندلاع شرارة الحرب العالمية الثالثة، مع متابعة عشرات الملايين من الأشخاص حول العالم وصول طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي إلى تايوان.
زيارة أخذت بعدا سياسيا كبيرا هز أركان المعمورة، مع تبادل التهديدات والتصريحات العدائية بين الولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية الصين الشعبية، حول الزيارة.
الصين التي تعتبر تايوان جزءا لا يتجزأ من ترابها الوطني ومن سيادتها وأمنها القومي، أعربت عن رفضها للزيارة التي تعتبرها موافقة أمريكية ضمنية على تطلعات تايوان للانفصال عنها، وأطلقت تصريحات شديدة الخطورة بلغت في بعض الأحيان حد التهديد بإسقاط طائرة بيلوسي لمنع وصولها إلى تايوان.
أما الولايات المتحدة، فقد أكدت رفضها للتهديدات الصينية وأبدى البيت الأبيض استعداده لحماية طائرة بيلوسي خلال وصولها إلى تايوان فيما رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن إثناء بيلوسي عن القيام بالزيارة على اعتبار أنها تمثل رأس السلطة التشريعية بالولايات المتحدة ولا يمكن إجبارها على الخضوع لقرارات السلطة التنفيذية.
بدورها وعلى مدار الأيام الماضية حشدت الصين قوات عسكرية كبيرة إلى الإقليم الصيني المحاذي للحدود البحرية مع تايوان في إشارة إلى نيتها عرقلة الزيارة، فيما رصدت عدسات الهواتف المحمولة للمواطنين الصينيين، إرسال بكين صواريخ عابرة للقارات بإمكانها حمل رؤوس نووية إلى الإقليم المحاذي لتايوان.
مع هذا ورغم كل هذا التوتر بين القوتين النوويتين العظميين، قامت بيلوسي برحلتها المثيرة للجدل إلى تايوان حيث شاهد الملايين عبر شاشات التلفاز حول العالم، أمس الثلاثاء، هبوط طائرة بيلوسي بسلام في تايبيه عاصمة تايوان في ظل إجراءات أمنية مشددة بالمطار وفي محيطه، فيما أشارت مصادر صحفية غربية إلى أن طائرات أمريكية وتايوانية مقاتلة كانت برفقة طائرة بيلوسي وتقوم بتأمينها في الجو.
بدورها ردت الصين بتصريحات شديدة اللهجة أكدت فيها أن “من يحاول اللعب بالنار سيحترق بها” واستدعت السفير الأمريكي بالصين لإبلاغه احتجاجها على سلوك بيلوسي.
وأعلنت الصين في الوقت نفسه عن مناورات بحرية ضخمة على 6 محاور محيطة بتايوان وعلى مسافة قريبة جدا من تراب تايوان وصفها بعض الخبراء الغربيين بالوضعية الملائمة لـ”الغزو”.
وفيما تستمر زيارة بيلوسي إلى تايوان لمدة يومين، يتواصل صدى هذه الزيارة والذي قد يستمر لسنوات قادمة، حيث يؤكد خبراء أن تلك الزيارة أنهت حالة السلام البارد بين الولايات المتحدة والصين، وأطلقت شرارة صراع عالمي جديد قد تكون تايوان أولى ساحاته.