حكاية نصاب تلاعب على أحلام الشباب، فبدلاً من أن يحقق حلمه بالطرق المشروعة قرر أن يتجرد من كل مشاعر الإنسانية، وفكر فى جمع المال و تحقيق حلمه على اطلال البسطاء .
قرر أن يصنع ثروته و يتحول من صاحب شركة يكافح من أجل تحقيق الحلم المشروع إلي نصاب و محتال ليسقط شباب لا ذنب لهم سوي أنه حلموا بالسفر للخارج من أجل العمل و توفير المال و تحقيق الحلم .
بدأت الواقعة عندما قرر الثلاثيني أن ينشأ شركة إلحاق عمالة بالخارج، فى مدينة الغربية و تحديداً بمركز السنطة، مسقط رأسه، بدأ يتواصل مع مسئولي الشركات بالخارج من أجل توفير فرص عمل لراغبي العمل بالخارج، و تحرير العقود لهم و الحصول على نسبته المشروعة .
تفكير شيطاني
أستمر الحال على هذا الوضع .. لكن لم يدم طويلاً،وقرر أن يتحول من صاحب شركة يسعي لتحقيق حلمه و يساعد الأخرين على تحقيق أحلامهم و تحول ، إلي نصاب ومحتال .
بدأ التفكير الشيطاني عندما شعر أنه يستطيع تحصيل المال من أجل تسفير الشباب للخارج، والهروب منهم، ولكن لتحقيق تلك الفكرة الأجرامية كان لابد من محو عنوان شركته الحقيقية، فبدأ في الترويج لشركته على الأنترنت، ومقابلة العملاي في مكان بعيد عن بالقرب من شركته وسكنه .
النصاب أختار الطريق الأسهل
أعتقد أنه الأذكي و الأسرع فى تحقيق المال، تخيل أنه سيكون قادراً على النصب و الأحتيال على البسطاء دون أن يكشفه أحد، أختار الطريق الأسهل كما كان يعتقد، فالطمع كان شريكه و الاجرام كان طبعه .
بدأ فى تلقي طلبات الراغبين للسفر للخارج من أجل العمل، حالات انسانية صعبة، فمنهم من قرر بيع ذهب والدته، ومنهم من اقترض المال من أقاربه على أمل العمل فى الخارج بالعملة الصعبة، ورد الديون وتعويض الأحباء .. كل تلك النماذج التى كان النصاب شاهد عليها لم تهز انسانيته، بل كانت له دافع مستغلاً أنهم بسطاء لا يستطيعون استرداد المال منه عندما يتحصل عليه .
أستمر الحال و لكن شاء القدر أن يكشف رجل الأعمال المزيف الذي أستغل أحلام الشباب، فعندما تواصل معه أثنين من الشباب يقيمان فى محافظة أسيوط تربطهم علاقة صداقة امتدت لسنوات طويلة، طلبوا منه توفير فرصة عمل فى الخارج، وافق على الفور و حصل منهم على المال ولكنه فص ملح وداب .
كواليس القبض على النصاب
ظلت الاتصالات ومحاولات الضحايا فى الوصول لصاحب الشركة ولكن جميعها انتهت بالفشل، لم يجدو سبيل سوي تحرير محضر رسمي بالإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة بقطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة، مؤكدين تعرضهما لواقعة إحتيال من قِبل مسئولى إحدى شركات إلحاق العمالة المصرية بالخارج بمحافظة الغربية والإستيلاء على أموالهما بزعم توفير فرص عمل لهما بإحدى الدول، وبعد حصوله على المال تهرب واصبحا لا يستطيعون الوصول له .
على الفور بدأت التحريات وجمع المعلومات، وتبين صحة الواقعة وأن وراء إرتكابها “صاحب شركة إلحاق عمالة بالخارج، مقيم بدائرة مركز شرطة السنطة بالغربية”، كما تبين من خلال التحريات أنه قام بإستغلال طبيعة عمله وأعلانه بمواقع التواصل الإجتماعى عن توافر فرص عمل بإحدى الدول بمهن مختلفة ومرتبات مجزية ومن خلال ذلك تحصل من المجنى عليهما على مبلغ مالى، وتهرب منهم بعدما رفض رد المبالغ المالية المستولى عليها .
عقب تقنين الإجراءات تمكنت القوات من إستهدافه ونجح ضباط الأموال العامة من القبض عليه أثناء تواجده بدائرة مركز شرطة السنطة ، وبمواجهته أعترف بإرتكاب الواقعة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وجار العرض على النيابة لمباشرة التحقيق .