في الحلقة السابقة طرحنا مجموعة من الأسئلة المثيرة للجدل من أهمها: هل أعضاء الجماعات التكفيرية مسلمون أم كافرون؟
وهل تعتبر هذه الجماعات «الفرقة الناجية» أو المؤمنة كما يطلقون على أنفسهم؟
وهل ديارهم حقاً هي «ديار الإيمان» بينما ديار المسلمين الآخرى «ديار الكفر»؟
الشيخ مصطفى العطفي يكشف حقيقة إيمان الجماعات التكفيرية؟
يقول فضيلة الشيخ مصطفى العطفي وكيل وزارة الأوقاف سابقاً، إن الجماعات التكفيرية تحمل أفكاراً شاذة، وعقيدة فاسدة، فلا هم أهل الأيمان ولا هم الفرقة الناجية.
وأضاف العطفي، إن الأزهر الشريف لا يحكم على أي أحد بالكفر ما دام ينطق الشهادتين، إلا أن جمهور العلماء قد صنف هذه الجماعات بأنهم أصحاب عقيدة فاسدة.
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف، إن فكرهم الديني فكر عقيم وشاذ عن حدود الدين، ويخالف القرآن الكريم جملة وتفصيلاً، لأن القرآن الكريم ما جاء إلا لنشر مبادئ الحب والسلام والتسامح والإخاء بين كافة الناس بما فيهم غير الموحدين، فقال تعالى في كتابه العزيز: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ».
وهي المعاني التي أكدتها آيات القرآن الكريم في أكثر من موضع حيث يقول الله تعالى: «وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ».
والآية تحريض صريح من الله عز وجل على السلم والسلام والتصالح بين جميع الناس وليس المسلمين فقط.
الجماعات الإرهابية نصبت نفسها أوصياء على الدين، وتمنح البشر صكوك الكفر والإيمان
واضاف فضيلة الشيخ مصطفى العطفي، على الرغم من وجود عشرات الآيات القرآنية التي تدعوا إلى التسامح والتصالح والتواصل والسلم والسلام بين البشرية.
وأنه لا وصاية لأحد على أحد في الدين، وأن الدين كله لله، وأنه كما قال تعالى: « لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ».
إلا أن هذه الجماعات كفرت كفراً بيناً بكل آيات القرآن الكريم، وأفتت بتكفير المجتمع استناداً إلى أحاديث ضعيفة منسوبة إلى النبي صلي الله عليه وسلم، ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يصح ثبوتها عن النبي.
واعتبرت هذه الجماعات أن عداء غير المسلمين عبادة وقربى لله، وأن قتل الأبرياء واستباحة الأموال والأعراض هو قمة الجهاد في سبيل الله، مع أن القرآن الكريم اعتبره قمة الإجرام والفساد في الأرض.
ليس هذا فحسب بل إن القرآن الكريم توعد هؤلاء الساعين في الأرض فساداً بأشد أنواع العقاب في الدنيا والآخرة حيث قال تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [المائدة: 33].
إقرأ أيضاً:
هل أعضاء الجماعات التكفيرية مسلمون أم كافرون ؟ «1»
ضبط خلية إرهابية من النساء في تونس