هل المعاصي تقلل الرزق وتقصر العمر؟ .. سؤال ورد إلينا من المواطن أحمد خليل من محافظة المنيا قال فيه، إنه في ضيق شديد وبشكل دائم ويبحث عن حل شرعي للخروج من الفقر.
وأضاف في سؤاله: أعترف أنني كثير الذنوب والخطايا ولا أصلي إلا يوم الجمعة، فهل تكون المعصية سبباً في قلة الرزق؟ .. وهل المعاصي تقصر العمر كما يردد البعض؟.
الأزهر الشريف يكشف العلاقة بين الرزق والمعاصي
يقول فضيلة الشيخ علي طه من علماء الأزهر الشريف إن طاعة الله هي سبب كل خير في حياة المؤمن، وفي معصية الله كل الوبال على العبد في الدنيا والآخرة.
وأضاف فضيلته: أن المعاصي توجب سخط الله على العبد خاصة إذا تمادى في تكرارها، ناكراً مراقبة الله له، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما نزل بلاء إلا بمعيصة ولا يرفع إلا بالتوبة».
وجاء في الأثر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟
فقال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي، وقضي عني ديني. وروى الترمذي
والخلاصة أن المعاصي تزيد الهم والغم وتتسبب في فقر المؤمن وقد تتسبب في مرضه وموته وهو ما يطلق عليه تقصير العمر مجازاً.
والعكس تماماً فإن الطاعة تقرب العبد من الله وتزيد الرزق وتريح القلب وهو ما يعود بالأثر الطيب على صحة الإنسان وسعادته فيشعر الإنسان الطائع وقتها بما يقال عنه بركة العمر أو طول العمر.
ويروى أن رجلُ جاء إلى الحسن البصري يشكو إليه الجدب والقحط، فقال له: «أكثر من الاستغفار» يكفيك الجدب والقحط.
ثم جاءه رجلُ آخر يشكو الحاجة والفقر، فقال له: «أكثر من الاستغفار» يكفيك الحاجة والفقر.
ثم جاءه ثالثُ يشكو قلة الولد، فقال له: «أكثر من الاستغفار» يكفيك المرض ويرزقك الولد.
فتعجب القوم من إجابته فقال لهم أولم تسمعوا قول الحق سبحانه وتعالى: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * ويُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وبَنِينَ ويَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ ويَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا» [سورة نوح: 10-12].