أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن جائحة كورونا أظهرت للعالم حقيقة ما تحدثنا عنه خلال رئاسة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14 في ٢٠١٨، حول التأثير الواضح لأنشطة الإنسان على النظام البيئي وما يقدمه خدمات للبشرية، حيث حرصنا في بداية انعقاد المؤتمر على تعريف العامة بأهمية التنوع البيولوجي الذي يقدم المأوى والغذاء والمياه، ثم أتت الجائحة لتثبت ان الممارسات التي تتم حول العالم أثرت بشكل واضح على النظام البيئى والتنوع البيولوجي والطريقة التي نستطيع أن نؤمن بها المأوى والغذاء والمياه لمجتمعاتنا.
وأوضحت الوزيرة أن رحلة مصر في رئاسة مؤتمر التنوع البيولوجي COP14 لم تكن سهلة، حيث بدأنا العمل من الصفر على مسودة إطار عمل التنوع البيولوجي لما بعد ٢٠٢٠، مع صعوبة التقاء المفاوضين والعلماء لوضع ابحاثهم وآخر ما توصلوا اليه على مائدة التفاوض في ظل الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، لكن مع روح التحدي والتكاتف بين الجميع من رئاسة المؤتمر وسكرتارية الاتفاقية وكل فرد وعالم استطعنا التغلب على تلك المحنة، واستكمال العمل على مسودة إطار العمل ورفع الطموح للاتفاق على هدف واقعي قابل للتنفيذ ولديه آلية تمويلية للتنفيذ، والتأكيد على دور التكنولوجيا والتطور العلمي في خدمة التنوع البيولوجي والمساعدة على إيجاد أفضل الطرق لصون الموارد الطبيعية، وتقييم رأس المال الطبيعي.
التنوع البيولوجي وتغير المناخ والتصحر
وأضافت الوزيرة، أن مصر خلال رئاستها لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14 كانت طموحة في دمج حقيقي للرابطة بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي، فبعد عام ١٩٩٢ عندما وافق العالم على اتفاقيات ريو الثلاث (التنوع البيولوجي وتغير المناخ والتصحر) تم العمل على كل منهم على حدة ولم تحقق كثير من أهدافها، مما دعا للنظر لأهمية الربط بينهم مرة أخرى.
ودعت وزيرة البيئة إلى العمل الجماعي من لشبونة حتى شرم الشيخ ثم مونتريال بديسمبر القادم، حتى نرى في مؤتمر شرم الشيخ للمناخ COP27 باعتباره مؤتمر للتنفيذ تحقيق لهدف الحفاظ على درجة الحرارة ١.٥ درجة، والهدف العالمي للتكيف واستدامة نوعية الحياة لكل المجتمعات المتأثرة بتغير المناخ، حيث سيحرص مؤتمر المناخ COP27 على وضع الطبيعة والتنوع البيولوجي في قلب مناقشات المناخ، وسيتم تخصيص يوم كامل للتنوع البيولوجي في ظل الحاجة الملحة لتنفيذ فعلي على أرض الواقع والبناء على نجاحات مؤتمر جلاسكو للمناخ COP26 في هذا الشأن، مع العمل على نتائج مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات.