بعث الرئيس عبدالفتاح السيسي بعدد من الرسائل خلال كلمته في الدورة الثانية من مؤتمر “بغداد للتعاون والشراكة” بمشاركة عدد من دول الجوار والدول الصديقة.
جدد التأكيد على دعم مصر الكامل لجهود الدولة العراقية بإطلاق مشروعات إعادة الإعمار وتمهيد الطريق لتحقيق نقلة تنموية تسهم بشكلٍ ملموس في ترسيخ مفهوم الوطن الآمن والمستقر ففي نجاح العراق.. نجاح لنا جميعًا.
أكد أن مصر تثمن الجهود والتضحيات الباسلة والغالية التي تكبدها الشعب العراقي الشقيق في مواجهة انتشار الإرهاب والفكر المتطرف وويلات الصراعات والحروب طويلة الأمد في سياق لم يخل من تدخلات خارجية أثقلت كاهل العراقيين وارتدت آثاره إلى كل شعوب المنطقة.
وأشار إلى أن ما حققته الدولة العراقية من إنجازات مهمة سمحت باسترجاع دور مؤسسات الدولة والقضاء على مشروعات الإرهاب الظلامية، وتحقيق أمن واستقرار وسيادة البلاد، وصون وحدة نسيجها الوطني.
الأيام ترصد رسائل الرئيس السيسي العشرة :
رسالة شكر لملك الأردن ولرئيس فرنسا
الرسالة الأولى كانت رسالة شكر بعث بها الرئيس السيسي لملك الأردن عبد الله الثاني على مبادرته لاستضافة هذه القمة بالبحر الميت وعلى كرم الضيافة وحسن الاستقبال وعلى جهوده وكذلك للرئيس الفرنسي ماكرون لحفاظه دورية انعقاد هذه القمة.
تعاهدنا معًا على حفظ سيادة العراق واستعادة دورها العربي والإقليمي الفاعل
الرسالة الثانية التي بعث بها الرئيس السيسي هو التأكيد على أن الجمع الكريم يلتئم للمرة الثانية بعد القمة الأولى التي احتضنتها “بغداد”، في أغسطس عام ۲۰۲۱ حين تعاهدنا معًا، على دعم الجهود الوطنية لأشقائنا في العراق، حكومةً وشعبًا، في سبيل تحقيق أمن واستقرار بلادهم، وحفظ سيادتها، واستعادة مكانتها التاريخية، ودورها العربي والإقليمي الفاعل.
في نجاح العراق.. نجاح لنا جميعًا
الرسالة الثالثة التي أوردها الرئيس السيسي في كلمته أن العراق بات يشهد تحسنًا ملموسًا في الأوضاع بالعراق متوجها بالتهنئة لرئيس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني”، وللشعب العراقي العزيز، على استكمال مراحل الاستحقاق الدستورية وبما يفتح المجال للانطلاق نحو المستقبل..ففي نجاح العراق.. نجاح لنا جميعًا.
رغبة صادقة في الانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة مع العراق
الرسالة الرابعة التي بعث بها الرئيس السيسي أن القمة تحمل دلالةً سياسية بالعزم على مواصلة توفير كافة سبل الدعم للعراق الشقيق والرغبةً الصادقة، في الانتقال إلى مرحلة جديدة من الشراكة من خلال تعزيز العمل في أطر التعاون الثنائي، أو المتعدد، كآلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن، أو غيرها.
القمة فرصة لتبادل وجهات النظر
الرسالة الخامسة التي جاءت بكلمة الرئيس السيسي أن القمة فرصة لتبادل وجهات النظر، واستكشاف آفاق جديدة، للتنسيق والتعاون بين بلادنا والعراق، دعمًا لمسيرته نحو الاستقرار وبما يعزز قدراتنا في مواجهة التحديات المرتبطة بالأزمات الدولية وما يستتبعها من تحديات عابرة للحدود في مجالات؛ الصحة، وأمن الغذاء، والطاقة، وسلاسل الإمداد وغيرها، وبما يحقق مصالح شعوبنا.
روشتة تحقيق الاستقرار الكامل في العراق
أما الرسالة السادسة فكانت التأكيد على أن الأزمات المتعاقبة أثبتت أن تحقيق الاستقرار الكامل له متطلبات لا غنى عنها وهي :
- تعزيز دور الدولة الوطنية الجامعة
- تمكين مؤسسات الدولة من الاضطلاع بمهامها في حفظ الأمن وإعلاء سيادة القانون والتصدي للقوات الخارجة عنه وصون مقدرات وثروات الشعوب، وهو ما سيوفر المناخ المناسب، لدفع عجلة الاقتصاد والتنمية المستدامة، وترسيخ دعائم الحكم الرشيد.
- إعلاء ثقافة الاعتدال والتسامح وقبول الآخر وبما يضمن التمتع بالحق في حرية الدين والمعتقد وتجاوز مفاهيم الطائفيةوالتشدد والانقسام، والأفكار الرجعية التي لا مكان لها في عصرنا الراهن فالعالم يتسع للجميع والاختلاف لا يمكن التعاطي معه، بالاستمرار في صراعات ممتدة لا غالب فيها، ولا مغلوب.
التوقف عن فرض سياسة الأمر الواقع
الرسالة السابعة التي جاءت بكلمة الرئيس السيسي تجديد الالتزام بالمبادئ الثابتة في العلاقات الدولية والتي ينص عليها روح ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده وفي مقدمتها حسن الجوار، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، وعدم الاعتداء والاحترام المتبادل لسيادة الدول، والتوقف عن فرض سياسة الأمر الواقع، وأهمية العمل على تحقيق المنفعة المشتركة.
رفض مصر لأي تدخلات خارجية في شئون العراق
أما الرسالة الثامنة التي جاءت بكلمة الرئيس السيسي هو رفض مصر لأي تدخلات خارجية في شئون العراق وأهمية مواصلة الجهود المشتركة، لرفع قدرات مؤسسات الدولة العراقية في مختلف المجالات للحفاظ على أمن وسيادة هذا البلد العريق، وهو ما ستنعكس آثاره على أمن سائر دول المنطقة.
آلية التعاون الثلاثي تخدم مصالح شعوب الدول الشقيقة
الرسالة التاسعة مفادها أنه إيمان مصر بفوائد التعاون المتبادل البناء دفعها للتشارك مع العراق والأردن في تدشين آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث، كأحد أطر العمل العربي المشترك الرامية إلى تحقيق التكامل، على نحو يخدم مصالح شعوبنا الشقيقة، في ضوء ما يربطها من علاقات تاريخية وأخوية، ووحدة مصير وأهـداف مشـتركة.
وجدد الرئيس التأكيد في هذا الخصوص على اعتزامنا المضي قدمًا، في تنفيذ المشروعات المشتركة، الجاري دراستها حاليًا في إطار الآلية وبما يسهم في تحقيق التنمية المأمولة لشعوبنا ويتيح المجال لهم، للاستفادة المتبادلة من قدرات بعضها.
السيسي للعراقيين : حققتم الكثير في سبيل استعادة بلادكم وعليكم استكمال إنجازاتكم
وأما الرسالة العاشرة فكانت إلى شعب العراق الشقيق، قائلاً : “يا شعب بلاد الرافدين العظيم إنني على ثقة تامة، في قدرتكم على المضي قدمًا، صوب مستقبل أكثر ازدهارًا متسقًا مع حضارتكم العريقة، التي أسهمت في تشكيل تاريخ الإنسانية وكلي يقين، أن ما تتسمون به من تعددية، وما تمتلكونه من إمكانيات، سيتيح لكم تجاوز أي تحديات مهما بلغت، لقد حققتم الكثير في سبيل استعادة بلادكم وعليكم استكمال إنجازاتكم، على طريق البناء والتنمية والتطوير وستجدون في مصر دائمًا عونًا لكم، وسندًا لتطلعاتكم وخياراتكم ليبقى العراق دائمًا، إحدى قلاع العروبة، ومن أهم مراكز الحضارة في العالمين العربي والإسلامي.