الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

اعتدنا أن تطلع رحلاتنا من محافظة بني سويف في مرحلة الطفولة إلى حديقة الحيوان بالجيزة، فكل رحلاتنا المدرسية لا يخلو برنامجها من زيارة الحديقة.
ويسعني أنا أقول لكم أني قرأت أكثر من مقال حول أزمة حديقة الحيوان بالجيزة، وهذا بعدما طلب من أخي ابن التسع سنوات أن أخذه في رحلة للحديقة في أواخر عام 2023، وعندما ذهبت للبوابة استعلم عن كيفية الدخول، قال لي أحد العساكر المندوبين للخدمة على بوابة الحديقة، أن الحديقة تخضع لعملية ترميم تتولى مسؤوليتها هيئة الإنتاج الحربي.
رجعت بشقيقي للبيت بعد وصلة من التأفف والبكاء على ضياع الفسحة، لكن ظل بذهني صدى بعض الشائعات التي حاوطت قصة غلق الحديقة، قالت شائعة من الشائعات أن هناك نية خفية في بيع الحديقة لشركة استثمار إماراتية، والبعض قال لا إنهم سيقومون بتطويرها مقابل حق الانتفاع لفترة من الزمن، وآخرين قالوا لا هذا ولا ذاك كل الحكاية أنهم سيحولونها لمولات تجارية.. وكلها أقاويل لا نعلم مدى صحتها، لكن الأكيد هو أن دودو مات ولم يأخذ أحدا باله، لمن لا يعلم من هو دودو، دودو هو شامبنزي.
منذ أيام قليلة، كتب أحد رواد السوشيال ميديا عن موت دودو، هذا الكائن الحي الذي يتراوح متوسط عمره في الطبيعي بين 40 لـ 50 عاما، أو يزيد عن ذلك بضع سنوات، وللأسف الشديد مات وهو ابن الـ 17 فقط، بعد معاناة شديدة من مرض السل.

جاء خبر وفاة دودو، ليكشف أن هناك أخبار كثيرة ترددت عن انتشار داء السل في الحديقة، ولمن لا يعلم قصة دودو، فهو شامبزي جاء مع مالكه شخص خليجي وعاش به في مصر وعندما جاء اليوم ليعود إلى بلده، اعترضت السلطات المصرية على خروج الشمبانزي دودو من المطار، وتم مصادرته إلى حديقة الحيوان في الجيزة منذ 2007  وحتى يوم 2 أغسطس في قفص حديدي.

 وطالب بعض المهتمين بشأن الحيوانات أن يتم فتح تحقيق فوري فيما يحدث في حديقه الحيوان بالجيزة، ومتابعة مستمرة للحالة الصحية للحيوانات وعدم الاعتماد على العمال فقط، كما طالبوا بالسماح لجميعات جمعيات حقوق الحيوان بالدخول والمتابعة المستمرة  للحيوانات بالداخل واعتبار أي رفض من جانب المسؤولين يعني الحكم على تلك الحيوانات بالموت البطيء.

ولا أخفيكم سرا أن هناك مشكلة تخص العاملين بحديقة الحيوان بالجيزة، والتي تعد أول وأعرق حدائق الحيوانات في إفريقيا، إذ تأسست عام 1891، وكانت تسمى جوهرة التاج لحدائق الحيوان في إفريقيا"، تحدث عنها الكاتب الصحفي مصطفى مشهور في مقال بعنوان “حديقة الحيوان.. حكايات في النفس"، والتي باختصار سردت قصة مجموعة العاملين بالحديقة والذين لم يتم البت في أمرهم، بعدما اسندت أعمال تطوير الحديقة للهيئة العامة للإنتاج الحربي وتحت ولاية وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي باعتبارها تابعة للهيئة العامة للخدمات البيطرية بإجمالي استثمارات تقدر بنحو مليار جنيه، من تحالف بعض شركات القطاع الخاص مقابل حصولها على حق انتفاع بنحو 25 عاما، ولكن لم يتم تحديد مصير العاملين بالحديقة وعددهم 128 عامل، حيث تنص فترة التطوير في العقد المبرم مع هذه الشركات المسؤولة عن التطويرلـ  18 شهرا، وبدأت منذ يوليو 2023، فيتسأل العاملون حول مصيرهم بعد الانتهاء من أعمال التطوير، خاصة أنه لم يتم تحديد فترة عملهم في العقود المبرمة، بل يتقاضون أجورهم من صناديق خاصة من حصيلة تذاكر دخول الزوار، وقد انتهت مدة عقودهم ولم يطمئنهم أحدا حتى الآن على مصيرهم بعد عودة العمل بالحديقة.

أتمنى أن تتبدد كل الشكوك التي دارت في ذهني باعتباري مواطن رأى حديقة الحيوان هي المتنفس الوحيد له وسط زحام القاهرة، وأتمنى أن تخيب ظنون رواد السوشيال ميديا بأن هذا الإهمال متعمد ووراءه دوافع خفية، وكنت أتمنى ألا يموت دودو ومدش ياخد باله. 

تم نسخ الرابط