الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

مركز المناخ: 42% من مساحة الأرض حول العالم قاحلة

مركز معلومات تغير
مركز معلومات تغير المناخ

قال الدكتور فضل هاشم، المدير التنفيذي لمركز معلومات تغير المناخ بـ وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن الجفاف يمثل التهديد الأكبر للإنتاج الزراعي، ومع ارتفاع درجات حرارة الأرض، أصبحت المناطق الجافة أشد قحولة، مما أدى إلى تدمير مجتمعات بكاملها. 

وأوضح أن العالم يعتمد بشكل كبير على محاصيل محدودة مثل الأرز، والقمح، والذرة، مما يجعل النظم الغذائية العالمية أكثر عرضة للتأثر بالظواهر الطبيعية المتطرفة، خاصة الجفاف، الذي يهدد بشكل مباشر المجتمعات الريفية التي تعتمد في معيشتها بشكل أساسي على الزراعة. 

وأكد أن هذا التحدي دفع إلى التفكير في زراعة محاصيل تتحمل الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، وتستهلك كميات أقل من المياه، بهدف تعزيز الأمن الغذائي.

مركز معلومات تغير المناخ 

42% من مساحة الأرض قاحلة

وأشار “هاشم” إلى أن المحاصيل المحلية تحتوي على موارد جينية حيوية لاختيار الأنواع المعدلة المناسبة للزراعة في ظروف الجفاف. 

وأوضح أن حوالي 42% من مساحة الأرض حول العالم تُعتبر مناطق شبه قاحلة أو قاحلة، مما يفتح آفاقًا واسعة لاستغلال نبات الصبار في تخزين الكربون.

التين الشوكي 

وذكر أن التين الشوكي يعد مثالًا ناجحًا لنباتات يمكنها النمو في البيئات الجافة بمتطلبات مائية منخفضة، ويُمكن استخدامه كغذاء للإنسان، وعلف للحيوان، ومصدر للوقود، فضلًا عن دوره في تخزين الكربون، مما يجعله في مقدمة المحاصيل الزراعية التي يمكن الاعتماد عليها لمواجهة التغيرات المناخية في المستقبل.

واستطرد أن الأبحاث تشير إلى أن التين الشوكي يمتلك إمكانيات كبيرة في توفير الغذاء والماء للإنسان والحيوان، فإلى جانب ثماره ذات الطعم المميز والفوائد الصحية العديدة، يمكن استخدام أوراقه كعلف مغذٍ للحيوانات. 

كما يلعب التين الشوكي دورًا هامًا في تخزين المياه، حيث يستطيع الهكتار الواحد من هذه النبتة احتواء نحو 180 طناً من الماء داخل فروعه، مما يجعله خيارًا واعدًا لدعم الأمن الغذائي والمائي في المناطق الجافة.

تغير المناخ العالمي

أفاد «هاشم» بأن توقعات تغير المناخ العالمي تشير إلى أن فترات الجفاف الطويلة ستصبح أكثر تكرارًا وشدة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وتراجع الموارد المائية المتاحة.

وأضاف: "في ظل التحديات المناخية الحالية، لا يمكن الاستمرار في الاعتماد على المحاصيل الغذائية التقليدية التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه ولا تتحمل الحرارة المرتفعة، ويعتبر التين الشوكي، وفقًا للباحثين، محصولًا مستدامًا للطاقة الحيوية ومتعدد الاستخدامات؛ إذ يمكن استخدامه كوقود حيوي أو غذاء، وفي حال عدم حصاده، يعمل كمخزن للكربون، مما يساهم في إزالة ثاني أكسيد الكربون من الجو بطريقة مستدامة".

وأكد أن زراعة التين الشوكي منتشرة في مصر على مساحة تقارب 5 آلاف فدان، حيث تُستخدم الثمار بشكل أساسي وتحظى بقبول لدى المستهلكين. هذا الإقبال يجعل من التوسع في زراعته أمراً واعداً، خاصة في المناطق الصحراوية.

نبات الدخن

ولفت المدير التنفيذي لمركز معلومات تغير المناخ، إلى أن نبات الدخن يُعتبر مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن والمركبات العضوية التي تعزز الصحة، ويمكن استخدام حبوب الدخن كحبوب تقليدية أو في إعداد العصيدة والوجبات الخفيفة وأنواع الخبز المتنوعة.

وبيّن أنه في المناطق الجافة من أفريقيا، يُعتمد على حبوب الدخن كغذاء رئيسي، حيث تُطهى مثل الأرز أو تُطحن كالقمح لصنع خبز يُعرف بـ"خبز الفقراء"، وفي غرب أفريقيا، يُطهى طحين الدخن في شكل عصيدة ويُقدم مع أطعمة مختلفة. لذلك، يدعم الباحثون زراعة الدخن في الدول النامية والمناطق المتأثرة بالجفاف، نظراً لقدرة المحصول على تحمل الجفاف والحرارة العالية.

وكشف أن في مصر تجري دراسة استخدام الدخن كبديل للقمح والحبوب، ويُعد صنف "شندويل 1" من الأنواع الحديثة التي طورها مركز البحوث الزراعية، حيث يمكن استخدامه في إنتاج الخبز البلدي، إضافة إلى قيمته الغذائية العالية، فإن الدخن يحتوي على فيتامينات ومعادن مفيدة لإنسان.

ونوه أن الدخن يمكن أن ينمو في تربة غير خصبة، ويقاوم العديد من الأمراض والآفات التي تصيب المحاصيل، وبفضل قدرته على البقاء في ظروف مناخية صعبة، يُعتبر الدخن خياراً مناسباً يمكن استغلاله لمواجهة التغيرات المناخية.

تم نسخ الرابط