الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

إعلام عبري: مواقف كامالا هاريس تجاه إسرائيل تُثير القلق

كامالا هاريس
كامالا هاريس

نشرت صحيفة “جيورزاليم بوست” الإسرائيلية، مقالًا تقول فيه إن الترشيح التاريخي لـ كامالا هاريس يعكس تغير التركيبة السكانية والسياسة الأمريكية، ما يترتب عليه آثار كبيرة على الاستراتيجيات والعلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

تشير الصحيفة العبرية إلى أن ترشيح كامالا هاريس، الرسمي كمرشحة رئاسية لـ الحزب الديمقراطي في الانتخابات في مؤتمر الحزب حطم عدة أرقام قياسية في التاريخ الأمريكي واليهودي وحتى الإسرائيلي، فهي ليست أول امرأة تترشح للرئاسة فسبقتها هيلاري كلينتون.

وليست كامالا هاريس، أول مرشحة سوداء، كان باراك أوباما قد شغل منصب الرئيس بالفعل، لكنها أول مرشحة “امرأة، سوداء، هندية، جامايكية، ومتزوجة من يهودي”، وتعكس تفاصيل السيرة الذاتية هذه تغييرات ديموغرافية وثقافية كبيرة في المجتمع الأمريكي، مع آثار مهمة بالنسبة لإسرائيل. 

كامالا هاريس

كامالا هاريس والأقليات

توضح صحيفة “جيورزاليم بوست” الإسرائيلية، أن ترشيح كامالا هاريس يسلط الضوء على نمو مجموعات الأقليات التي تصوت في الغالب لصالح الديمقراطيين، خاصة وأن “هاريس” ابنة المهاجرين، ووالدها من جامايكا ووالدتها من الهند، ما يعكس ترشيحها باعتبارها ابنة مهاجرين من كلا الجانبين، ولم يكن أي منهما من الأمريكيين البيض "النموذجيين".

وعلى النقيض من ذلك، باراك أوباما ابنًا لمهاجر أفريقي ولكن لديه أم أمريكية بيضاء، ما يعكس الزيادة الكبيرة في عدد الأقليات السكانية “السود والمهاجرون الآسيويون، واللاتينيون الذين يميلون إلى التصويت للديمقراطيين".

الحزب الديموقراطي والأسرة

بعض النساء في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا سيما النساء غير المتزوجات، يصوتنّ للديمقراطيين، الذين يُنظر إليهم على أنهم أكثر تأييدًا للمرأة، ويُنظر إليهم على أنهم يحترمون استقلالية المرأة أكثر، ومن القضايا الانتخابية حق المرأة في الإجهاض، وهو حق قوضته المحكمة العليا بسبب تعيين قضاة محافظين من قبل الرئيس السابق ترامب.

وتشير الصحيفة العبرية، إلى أنّ “هاريس” أول امرأة مرشحة بدون أطفال تعكس أيضًا وجهة النظر الديمقراطية السائدة بأن استقلال المرأة وتطويرها الوظيفي يمكن أن يأتي على حساب عدم إنجاب الأطفال.

كامالا هاريس

التحول السياسي يغضِب الحزب الجمهوري

ومن ناحية أخرى، فالمعسكر الجمهوري غير راضٍ في المقام الأول عن هذه التغييرات، وفعلى الرغم من أن الحزب الجمهوري أصبح أكثر تنوعا، أبرزها المجموعات العرقية المختلفة التي زادت من دعمها للجمهوريين، إلا أن مؤيديه الأساسيين من الرجال المسيحيين البيض.

ويعكس شعار الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" الذي دافع عنه الرئيس السابق دونالد ترامب صدى تطلع الجمهوريين إلى العودة إلى الأوقات التي كانت فيها هيمنة المسيحيين الأوروبيين البيض السمة المميزة لأمريكا.

ترامب والمرشح لنائبه دي جي فانس

ويدعم هذا المعسكر أيضًا نموذج الأسرة “بشكل تقليدي”، حيث يُتوقع من المرأة التضحية من أجل وحدة الأسرة.، وتم اختيار جي دي فانس “أبيض ومسيحي ومتزوج وأب لثلاثة أطفال” لمنصب نائب الرئيس. 

وأبرز أحد تصريحات حملة فانس التي يتم اقتباسها بشكل متكرر انتقاده لما أسماه "سيدات القطط"، والتي تشير إلى النساء غير المتزوجات اللاتي يربين القطط بدلاً من الأطفال.

ويوضح هذا الانقسام جوهر الصراع بين معسكرين متميزين بشكل متزايد، وبينما يشتاق الجمهوريون إلى الماضي، فإن شعار المعسكر الديمقراطي هو "لن نعود إلى الوراء".

دي جي فانس

الانتخابات الأمريكية في عين إسرائيل 

يأمل العديد من الإسرائيليين في فوز دونالد ترامب ترامب ودعم المعسكر الجمهوري، حيث يتمتع ترامب بسجل قوي مؤيد لإسرائيل، في حين أن مواقف كامالا هاريس أقل وضوحًا وحسمًا، مما يغذي القلق بشأنها.

ومنذ انتخابات 1992 إلى 2020، فاز الديمقراطيون بسبعة من أصل ثمانية انتخابات رئاسية، وفي نفس الفترة الزمنية، حصل الجمهوريون على الأغلبية في التصويت الشعبي مرة واحدة فقط  في عام 2004. 

وفي عامي 2000 و2016، عندما فاز بوش وترامب، حصلا على أصوات أقل من منافسيهم وفازوا بالرئاسة فقط بفضل المجمع الانتخابي الفريد. وهذا يمكن أن يعكس حقيقة أن المعسكر الديمقراطي ينمو بينما يتقلص المعسكر الجمهوري، والفارق العمري بين المعسكرين يقول   ثلثا الشباب الأميركيين يميل  إلى التصويت للديمقراطيين، في حين يصوت ثلثا الأميركيين الأكبر سنًا فوق 60 عامًا للجمهوريين. 

ولم تعد أمريكا أمة  “البروتستانتية الأنجلوسكسونية البيضاء”، ففي المعركة الديموغرافية بين المجموعتين يخسر الأميركيون ذوو الميول الجمهورية هيمنتهم لصالح مجموعات متنوعة عرقيًا تصوت في أغلبها للديمقراطيين.

تم نسخ الرابط