المولد النبوي الشريف.. هل تغيرت طرق الاحتفال به حتى وصل إلينا؟
المولد النبوي الشريف هو احتفال سنوي يحتفي به المسلمون في جميع أنحاء العالم بمناسبة ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك في اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الإثنين ويقول: "هذا يوم ولدت فيه".
يوافيكم موقع الأيام المصرية بتفاصيل نشأت المولد النبي حتى وقتنا هذا.
الفاطميون وبداية الاحتفالات
كان الفاطميون أول من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، إلى جانب العديد من المناسبات الدينية الأخرى التي أصبحت جزءًا من تقاليدهم. إلا أنه في عام 488 هـ، أمر الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي بإلغاء الاحتفالات بأربعة موالد رئيسية، وهي مولد النبي محمد، ومولد الإمام علي، ومولد السيدة فاطمة الزهراء، ومولد الإمام الفاطمي الحاضر.
عودة الاحتفالات في العصر الأيوبي
عاد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في عهد الأيوبيين، وكان ذلك بشكل منظم في عهد صلاح الدين الأيوبي، والملك مظفر الدين كوكبوري كان يحتفل بهذه المناسبة سنويًا، ويصرف مبالغ كبيرة تصل إلى ثلاثمئة ألف دينار على الاحتفال.
طرق احتفال الأيوبيين بالمولد النبوي
قبل يومين من المولد، كان يتم إخراج العديد من الإبل والبقر والغنم وتقديمها في مسيرات موسيقية بالأناشيد والطبول إلى الميدان، حيث تذبح وتطبخ، وفي صباح يوم المولد، يجتمع الناس والأعيان والرؤساء للاستماع إلى خطب الوعظ، ثم تقام عروض عسكرية ويُدعى الناس لتناول الطعام من الموائد العامة التي تحتوي على كميات كبيرة من الطعام والخبز.
اهتمام الدولة العثمانية بالمولد النبوي الشريف
استمر الاحتفال بالمولد النبوي في العهد العثماني، بل ازدادت هذه الاحتفالات اهتمامًا، وكان سلاطين الدولة العثمانية يولون أهمية كبيرة لهذه المناسبة، حيث كان الاحتفال يقام في أحد المساجد التي يختارها السلطان، وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني، كان الاحتفال يقام في جامع الحميدي، حيث يتجمع كبار الدولة في انتظار وصول السلطان الذي يأتي في موكب مهيب، ثم يبدأ الاحتفال بتلاوة القرآن وقصص مولد النبي، يليها قراءة كتاب "دلائل الخيرات" في الصلاة على النبي، وختامًا ينشد المنشدون في حلقات الذكر.
وحتى يومنا هذا،احتفظ المسلمون بعادات الاحتفال على غرار ما كان عليه في الماضي، حيث تُقدم الأطعمة والحلوى التي أصبحت تُعرف الآن بـ"حلويات المولد".
