ليلة العمر داخل سرادق العزاء.. حكاية أفراح أطفأتها الأقدار
تُعتبر ليلة الزفاف من أسعد اللحظات في حياة أي شخص، يتوج الحب والانتظار بفرحة العمر التي تجمع الأهل والأصدقاء في احتفال يملؤه البهجة والأمل، ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن يتحول هذا اليوم من حلم إلى مأساة تقلب الأفراح إلى أحزان عميقة، تترك خلفها صدمة ووجعًا لا يُنسى، في هذه اللحظات الفاصلة بين السعادة القصوى والحزن العميق، نفقد أحباء كانوا يستعدون لبدء حياة جديدة، لنروي قصصًا تحولت فيها الزغاريد إلى صرخات، واحتفالات العُرس إلى جنازات تترك الماً وحزان في الوجدان.
ليلة زفاف تتحول إلى مأساة في سنهوا
في قرية سنهوا بمركز منيا القمح، محافظة الشرقية، كان العريس إسماعيل محمد عبد الصمد وعروسته علا يستعدان للاحتفال بأهم ليلة في حياتهما.
إسماعيل، الشاب الذي قضى خمس سنوات في الغربة، عاد أخيرًا ليكلل سنوات الكفاح بحفل زفاف طال انتظاره.
كانت القرية بأكملها تعيش حالة من الترقب والسعادة، بعدما وجه العريس دعوته لأهل القرية لحضور الحفل. ارتدى إسماعيل بدلة الزفاف، وشارك موقع قاعة الحفل عبر حسابه على "فيسبوك"، ثم خرج وسط موكب من السيارات تصاحبه الزغاريد والتصفيق.
من الفرح إلى الجنازة في قرية فاو بحري بقنا
وفي قرية فاو بحري بمركز دشنا شمال قنا، ككان شقيقان يحتفلان بزفافهما في نفس الليلة. عدلي وأبوبكر، شقيقان انتظرا هذا اليوم بفارغ الصبر، وكل منهما كان يستعد لبداية حياة جديدة مع شريكة حياته، مراسم الزفاف كانت مليئة بالبهجة والسعادة، والعرسان وأسرهم تلقوا التهاني والمباركات من الأهل والأصدقاء.
ولكن بعد ساعات قليلة من انتهاء الحفل، بدأ عدلي يشعر بآلام شديدة في صدره، وتم نقله للمستشفى، ولكن الأطباء أعلنوا وفاة العريس عدلي نتيجة أزمة قلبية مفاجئة لتحول المنازل إلى أماكن للعزاء بعد أن كانت تستعد لاستقبال المهنئين.
حادث مأساوي على طريق طنطا المحلة
وفي حادث آخر، ولكن هذه المرة في محافظة الغربية، تحديدًا على طريق طنطا المحلة، كانت العائلة تستعد لحفل زفاف أحمد الدسوقي، بعد أن أتموا حفل الحناء، قرر أحمد وشقيقه التوجه إلى القاعة لاستكمال الاستعدادات النهائية للحفل، ولكن الطريق كان يحمل لهم مفاجأة مأساوية، حيث تعرضوا لحادث سير أودى بحياة العريس وأصاب شقيقه بجروح خطيرة.
الحادث وقع بسبب بعض الحركات الاستعراضية بالسيارات، والتي انتهت بشكل مأساوي، وتم نقل جثة أحمد إلى المستشفى، لتحول حفل الزفاف إلى عزاء في مشهد مأساوي يظل عالقاً في أذهان اسرته حيث كان الجميع يترقبون وصوله إلى القاعة، ولكن القدر شاء أن يصل إلى المستشفى جثة هامدة وأنتهت أحلام العريس في لحظة.
العروس تنتظر والعريس يرحل في أسيوط
وفي محافظة أسيوط، تحديدًا في قرية بني مر، كانت هناك قصة أخرى تجمع بين الفرح والحزن في لحظة واحدة.. العريس أحمد مصطفى أبو العيون، كان يستعد للزواج بعد سنوات طويلة قضاها في الغربة، كان يحلم بأن يكون يوم زفافه هو يوم ميلاده، ليجعل من هذا اليوم حدثًا لا يُنسى.
سرعان ما أرسل الدعوات إلى الأهل والأصدقاء، وكانت العروس تنتظره في صالون التجميل لتبدأ رحلتهما المشتركة.
ولكن بينما كان أحمد يستعد لارتداء بدلة الزفاف، تأخر في الخروج من شقته وعندما دخل أحد أفراد العائلة للبحث عنه، وُجد أحمد ملقى على الأرض داخل الحمام، وقد فارق الحياة نتيجة استنشاق بخار الماء، الخبر كان صدمة لكل من يعرفه، فالكل كان ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، ولكن الحلم تحول إلى كابوس.
