خبير علم المصريات: عروسة المولد أصلها فرعوني (خاص)
تتزين آلاف المحلات التجارية بالأضواء وتتجمل خلال شهر ربيع الأول من كل عام، احتفاءً وابتهاجًا بقدوم عيد المولد النبوي، وذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتعلن مئات ورش صناعة الحلوى في مصر بشكل خاص حالة الطوارئ كل عام، استعدادًا لاستقبال تلك المناسبة السعيدة التي ينتظرها جميع المواطنين، للمشاركة في تلك الطقوس التي تعود إلى أكثر من ألف عام.
وأكد الخبير الأثري المتخصص في علم المصريات د.أحمد عامر، أن تاريخ صناعة “عروسة المولد”، بدأ لأول مرة في عصر المصريين القدماء، فتلك المناسبة هي مصرية خالصة، حيث إرتبطت لدى المصريين القدماء بـ "إيزيس"، وبالتالي فإن الاحتفال بـ “عروسة المولد” يرجع في الأصل إلى عصور مصر القديمة.
ويشير الخبير في علم المصريات إلى أن الاحتفال بـ "عروسة المولد"، ويراه عدد من الباحثين في التراث الشعبي، أن هذه المناسبة تعود إلى العصر الفاطمي، معتقدين أنهم كانوا أول من صنعوا العروس من الحلوى، وزينوها بالألوان احتفالاً بالمولد النبوي، التي تملأ محالات بيع الحلوى في مصر، معتقدين أنها كانت تمثل زوجة الخليفة الفاطمي.
وأوضح “عامر”، أن الفاطميون أول من صنعوا العروس من الحلوى فى المولد، وتجمل بالأصباغ، ويداها توضعان فى خصرها، وتزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها، ومنذ ذلك الحين أصبحت الحلوى من المظاهر التى ينفرد بها المولد النبوى الشريف فى مصر، وكان هناك أكثر من ألف شكل لحلويات المولد، ولكن العروسة والحصان هم الأشهر لما يمثلون من فرحة.
عروسة المولد بين العصر الفاطمي والفرعوني
قال خبير علم المصريات: “هناك عدة روايات حول تاريخ عروس المولد.. تفيد بأن الخليفة الفاطمى كان يشجع جنوده المنتصرين على أعدائه بتزويجهم بعروس جميلة” مضيفًا أن تلك الواقعة أصبحت عادة وقت إحتفالات النصر كل عام، أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى، لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين وإلى عامة الشعب والأطفال.
وأشار “عامر” إلى أن هناك رواية أخرى تقول إن الحاكم بأمر الله، كان يحب أن تخرج إحدى زوجاته معه فى يوم المولد النبوى، فظهرت فى الموكب بثوب ناصع البياض، وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوى برسم الأميرة والحاكم فى قالب الحلوى على هيئة عروس جميلة، والحاكم تم صنعه فارسًا ممتطى جوادًا، كما أن الفاطميين هم أول من صنعوا حلوى المولد، وكانوا يقيمون إحتفالات بجميع المناسبات الدينية.
وتابع الخبير الأثري أن حكاية حصان المولد، كان هناك رأيان حول أصل حصان المولد، الرأي الأول أنه يمثل الخليفة صاحب الفتوحات والإنتصارات، وهو يجلس فوق الحصان ويحمل السيف، أما الرأي الأخر في وقت الحاكم بأمر الله، منع جميع الاحتفالات في مصر لمدة طويلة وأبقى الاحتفال بالمولد النبوي فقط، وقد إستغل المصريون يوم إحتفالات المولد النبوي لإقامة حفلات زفافهم.
ويوافكيم موقع "الأيام المصرية" كل ما هو جديد لحظة بلحظة.
