بعد تصريحات الهلالي.. أحمد كريمة: إقامة الصلاة لوقتها أمر مأمور به شرعا
بعد الجدل الذي أثير حول تصريحات الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، عن الصلاة، كثرت التساؤلات بين المواطنين بشأن حكم تأخير الصلاة.
عالم أزهري يوضح حكم تأخير الصلاة
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، أن الشرع أكد على ضرورة المبادرة لأداء الصلاة في أول وقتها، موضحًا: "أهل العلم الذين يُعتد بعلمهم بيّنوا أن الشارع أمر بإقامة الصلاة، مما يستوجب على المسلم المبادرة إلى أدائها فور دخول وقتها."
واستشهد كريمة بعدة آيات قرآنية تبرز أهمية المحافظة على الصلاة في وقتها، منها قوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾، وكذلك قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)، إلى جانب قوله: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ)، وأيضًا قوله تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾، بالإضافة إلى قوله: (سابقوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ) وقوله: (وَفِى ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَٰفِسُونَ).
وأكد في تصريح خاص لـ موقع الأيام المصرية، أن جميع هذه الآيات تُعد دليلًا قطعيًا على وجوب المبادرة إلى أداء الصلاة فور دخول وقتها، وهو أمر مأمور به شرعًا.
حكم تأخير الصلاة في حالة وجود عذر
قال "كريمة" إنه في حال وجود أعذار شرعية، يجوز تأخير الصلاة، موضحًا إنه في حال واجه المسلم عذرًا مشروعًا، مثل السفر أو المرض، يمكنه الجمع بين صلاتين ذات الوقت المشترك مثل الظهر والعصر جمع تقديم أو تأخير، وكذلك الحال بالنسبة للمغرب والعشاء.
وأضاف أن الأعذار المقبولة تشمل السفر والمرض، وكذلك النوم الذي يُرفع معه القلم عن الإنسان، وأيضًا النسيان وما يشابهه من ظروف تمنع أداء الصلاة في وقتها.
وأشار إلى أن بعض الأعمال قد تحول بين الإنسان وأداء الصلاة في وقتها، مثل نوبات حراسة الجنود، أو عمل سائقي القطارات والطائرات، منوهًا أنه في هذه الحالات يجوز تأخير الصلاة مع نية الجمع بين صلاتين ذات الوقت المشترك.
واختتم حديثه بالتأكيد على أنه في حال عدم وجود أعذار تمنع الإنسان من أداء الصلاة في وقتها، يبقى الأصل الشرعي هو المبادرة لأداء العبادة في أول وقتها، مؤكدًا أن هذا هو المطلوب شرعًا.
سعد الدين الهلالي يُبيح تأخير الصلاة
وفي وقت سابق، انتشر مقطع فيديو للفنانة إلهام شاهين كانت تحكي خلاله عن مخرج أوقف التصوير واصطحب طاقم العمل لآداء الصلاة.
واستنكرت الفنانة فعل المخرج، موضحة أنه لا يجوز قطع العمل وإيقافه من أجل الصلاة، الأمر الذي أثار غضب المواطنين.
وكان الدكتور سعد الدين الهلالي دافع خلال لقاء تليفزيوني عن وجهة نظر شاهنين، مؤكدًا أن موجات الهجوم التي أُثيرت ضدها لا تستند إلى أصول دينية صحيحة، مشيرًا إلى أن كل الأحاديث التي قيلت في هذا الأمر هي اجتهادات شخصية متشددة.
وذكر أن وجهة نظر إلهام شاهين جاءت من منظور أن العمل ضرورة لكسب الرزق، وبالتالي يمكن تأجيل الصلاة إلى آخر وقتها الشرعي، معللًا ذلك بأن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان يجمع بين الصلوات في بعض الأوقات بدون عذر كالسفر أو المطر، وهو ما يعكس رخصة شرعية متاحة عند الحاجة على حد قوله.