بين المرض النفسي والروحي شعرة اختلاف، قد لا يعرفها الكثير، وفي هذا الاختلاف وقعت الكثير من الحالات ما بين براثن الاحتمالية في إصابة الروح أو النفس، فالتشابه ما بين إصابة الروح والنفس يكمن كونه مرض معنوى صعب تشخيصه، وكلاهما داء عصيب يحتاج المزيد من الجهد لمعالجته، ويختلفا كثيرًا عن الأمراض الجسدية الملموسة التي قد يعرفها الطبيب بمجرد زيارته، أما الأمراض المعنوية صعبة التشخيص ومن ثم صعبة العلاج وتحتاج وقت لمعرفتها، وبسببها قد تضيع بعض الحالات ضالة الطريق بحثًا عن العلاج الذى قد يمتد لشهور وأحيانًا أخرى لسنوات .
وفي هذا السياق تحدثنا فى حوار صحفى مطول مع الدكتور شهدى رجب خبير الصحة النفسية والفكر الاستراتيجي، حول الأمراض الروحية وأنواعها والفرق بينها وكيفية علاجها وتجنبها؟..
وإلي نص الحوار …
ما هو الفرق بين المرض الروحى والجسدي والنفسي ؟
هناك مرض جسدي يصيب الجسد، أي يصيب أعضاء الجسد، وهي أمراض ظاهرية نستطيع معرفتها بمجرد سماع الشكوى، أما المرض النفسى هو الذي يصيب النفس من ضيق وتوتر واضطربات نفسية وعصبية كبيرة أو متوسطة، وهناك المرض الروحى في العادة يصاب في الطاقة، وكأن طاقة الجسم أصيبت، فالجن عبارة عن طاقة، تدخل في الجسم وتتحرك في العروق تحت الجلد كالطاقة، وفي العادة يصيب الجن الإنسان وقت ضعفه، وضعف إيمانه .
ما هي أنواع الأمراض الروحية ؟
الحسد، والعين، والسحر بأنواعه من المأكول والمشروب، والمشموم، والمنجم والمدفون، وغيرها، من الأنواع المعروفة من السحرة الكافرين، والمس، وأيضًا له أنواع، على حسب نوع الجن الذي أصاب الإنسان،
ما هو الفرق بين الحسد والعين ؟
بالنسبة للحسد هو إنسان يحسد إنسان آخر على نعمه لديه يريد زوالها سواء تلك النعمة أتت أم لم تأتى، وهناك من يغبط، والغبطة مشروعة، ومعناها أن يتمنى المرء ما حصل عليه إنسان آخر دون زوالها من الآخر، أي التمنى المشروع لهذه النعمة، والغبطة حلال في الدين، أما الحسد هو توكيل جن موكل بالحسد في هذا الجسد وفي ذلك الوقت، يشتم رائحة ذلك الإحساس والشعور المنتشر في الجو، ويذهب إلى الإنسان المراد حسده، وذلك الإنسان المحسود إذا كانت هالته وطاقته الروحية ضعيفة يصاب على الفور بالحسد، أما إذا كان محصن بالأذكار الصباحية والمسائية وطاقته الإيمانية قوية فلا يصيبه سوء، ويصعب على الجن اختراقه.
أما العين، فهي تصيب الإنسان سواء به نعمه أم لا، والعين هي عين إعجاب، بمعنى أن إنسان أعجب بصفة في إنسان ما دون ذكر اسم الله، وهناك جن يوكل بتلك العين وهو بالأمراض الروحية أقل خطرًا من الحسد، والحسد أقل خطرًا من السحر.
ما هو السحر ؟
يعني أن ذلك الساحر يطلب من الجن تنفيذ أو تفعيل أمر معين، ويربطه بعقد معينة ويؤكد على ذلك الجن الذاهب إلى الشخص المسحور، أن يفعل كذا وكذا، ويربطه بعقد معينة فى الجسم ، ويحذره إذا خرجت من هذا الجسد ستحرق أو تعذب، لذلك يظل الجن الموكل بالسحر فى جسد هذا الإنسان ينفذ هذا الأمر طيلة حياته، حتى يقوى عليه الإنسان بالإيمان، أو يصبح ذلك الجسم نورًا ملعونًا على ذلك الجن الموكل فيخرج، لذلك كان هنا وجوب -لإتمام الشفاء- تلاوة الرقية الشرعية القوية من الرقاة الذين يتقون الله، ويساعدون الإنسان على خروج وفك السحر.
هل بالضرورة العثور علي السحر لفكه عن الإنسان المأذى به ؟
بعض المفاهيم الخاطئة لدى الكثير، أنه لابد من الحصول على مكان السحر حتى يذهب أثره، بالطبع ليس بالضرورة، لأن بعض الأسحار متواجدة فى المحيطات أو بطون الحيوانات الميتة، فقط راقى يتقي الله يخرج ذلك الجن الموكل بقوة ويخرج من جسد المسحور، ويلتزم هذا الإنسان المصاب بالأذكار والاتكال التام على الله، وأن يلتزم هذا الإنسان بالأذكار والقرآن الكريم، مع علمه التام ويقينه بأن الشافي هو الله فقط دون غيره، وأن الرقاة مجرد سبب من الله لا أكثر من ذلك.
كيف للإنسان أن يتجنب الأمراض الروحية ؟
على الإنسان أن يتمسك بالأذكار الصباحية والمسائية، هو الدرع الواقى من كل سوء، سواء من الأمراض الروحية أو حتى الدنيوية، أو المس الشيطانى، فتفتح أبواب الخير أمام الإنسان، ونصيحتي لجميع الشباب التحصن بركعتين قيام لي ، وفيها يتنزل كل خير ويفتح فيها أبواب السماء ويجاب كل دعائك، والله تعالى قال: ما زال عبدى يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، وفي ظل تلك الأوجاع والأمراض التي تحل بالشباب أن يعي أي مبتلي جيدًا أن في طيات العسر نجد اليسر، كما قال الله في كتابه العزيز “إن مع العسر يسرا ” بحول الله ورحمته، لذلك التحصن بالأذكار مهم للغاية، مع الحفاظ على ورد قرآني يومي، والإكثار من الخيرات والحفاظ على الصلاة .
ما هي النصائح الموجهة لمن أصابه مرض روحي ؟
التوجه الكامل والتام إلى الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه، مع حسن الظن بالله، وتذكر الأنبياء، سيدنا أيوب عليه السلام ظل مبتليًا بمرضه 40 عامًا، حتى قال ربِ إني مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين والله قال فكشفنا ما به من ضر، فلابد من الصبر على الأذى، والتوجه الكامل بالكل والبعض إلى الله عز وجل، وتجنب هؤلاء الروحانيين الذين يتاجرون فى أعراض الناس وأرواحهم وأموالهم والتحري التام عنهم قبل التوجه إليهم، لمن هو راقي يتقي الله، سيشعر الإنسان المتجه إلى هذا الراقي بصدقه أم كذبه .
حدثني عن صفات الراقي الذي يعالج الأمراض الروحية؟
الصادق لا يتعامل ماديًا، لأن المتعامل ماديًا لديه مصلحة في إقناع المصاب بالأذى أن به مرض روحي سواء مس أو سحر أو حسد، أما إذا كان المراقب لا يتعامل ماديًا فليس من مصلحته أن يقنع المصاب بوجود مرض روحى لديه، رغم أن الذى يأخذ مقابل يعتبر ذلك شيء مشروع، ولكنى أتحدث عن الأفضل في العلاج، أما الأمر الآخر فهو التأكد أنه لا يعالج إلا بالقرآن، فلا يطلب صورة أو اسم.
ما هو أصل مصطلح المعالج الروحي ؟
هو مصطلح قديم مشتق من مصطلح طبيب روحانى وهو يمتد ليشمل الصالح والفاسد، فالكل يطلق عليه معالج روحانى، لكن، الذى يعالج بالقرآن مسماه المظبوط معالج بالقرآن، أى معالج بكتاب الله، وهذا مسمى يتسع الكثير، فمن يتعامل بكلام الله هو المعالج بالقرآن.
ما هو الفرق بين المس والأمراض الروحية الأخرى ؟
المس يكون هناك ثمة “عارض” وكلمة “عارض” تعني الجن الذي يسكن الجسم، مس الجسم وهو في حالة من التحدي لهذا الجسم لأنه يعتبر هذا الجسد منزله، وإذا كان مس عاشق يعتبر تلك الإنسانه المصابة زوجته، أو هذه الجنيه تعتبر المصاب زوجها، وبالتالي يتم تحضيرها كليًا أو جزئيا من المعالج بالقرآن، فهذا يكون مس، وحينما يتكلم الجن على لسان الشخص المصاب يحضر حضورًا كليًا، ويقول أنا أتيت لكذا وكذا، أما الحسد والعين فى العادة لا يخرج جن يتكلم، فقط يكون هناك أعراض بسيطة حركة بسيطة باليد أو العين، وبالعادة يتم علاج ذلك الشخص المحسود “بالحسد والعين” من خلال التثاؤب القوى.