شهدت أسعار الذهب العالمي تراجعًا اليوم الخميس، ليسجل أدنى مستوياته في 18 شهرًا، وجاء ذلك وسط تقلبات شديدة بالأسواق العالمية، مع تسارع وتيرة المخاوف من التضخم والدخول في نفق الركود الاقتصادي، الذهب يسقط دون الـ1670 دولارًا.
فبعد أن كانت التوقعات تشير إلى بقاء الذهب كملاذ آمن ومعاودته الصعود، جاءت بيانات أمريكية جديدة لتعصف بالنفيس وتهوي به إلى أدنى مستوياته في 18 شهرًا.
وهبطت أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها منذ مارس 2021 اليوم الخميس، بفعل ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وصعود الدولار، كما قللت الرهانات على قيام مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) برفع سعر الفائدة بنسبة كبيرة مرة أخرى من جاذبية المعدن الأصفر.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 1.2 بالمئة إلى 1674.99 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 1450 بتوقيت جرينتش.
وانخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.1 بالمئة إلى 1690.90 دولار.
وقلص الذهب الخسائر لفترة وجيزة بعد تقييم المستثمرين لبيانات أظهرت ارتفاع مبيعات التجزئة الأمريكية بشكل غير متوقع في أغسطس، في حين أظهرت بيانات منفصلة أن طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 5000 إلى 213000 طلب معدل على أساس موسمي الأسبوع الماضي.
وانخفض متوسط عدد طلبات إعانة البطالة في الأربعة أسابيع الماضية بحوالي 8 آلاف طلب عن متوسط الأسبوع السابق المعدل بالخفض بحوالي ألف طلب إلى 232 ألف ليصل إلى 224 ألفًا.
ويترقب المستثمرون اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، وسط توقعات باتجاه البنك لزيادة الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، مع وجود احتمالية إقراره لزيادة أكبر قدرها 100 نقطة أساس، بعد انخفاض طلبات الإعانة للأسبوع الخامس على التوالي.
ويبدو أن الطريق يتم تمهيده لقرار الفيدرالي الذي ربما يكون الأعنف في 40 سنة، حيث جاءت بيانات البطالة لتمنح الفيدرالي قوة إضافية بأن الاقتصاد يسير في الطريق الصحيح بعد رفع متتال للفائدة.
يأتي ذلك بفعل مخاوف المتداولين من قيام الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة بواقع 100 نقطة بعد بيانات التضخم التي جاءت مخيبة للآمال يوم الثلاثاء الماضي، حيث ارتفعت التوقعات من صفر إلى 30%.
واستوعبت الأسواق بالفعل رفع سعر الفائدة بما لا يقل عن 75 نقطة أساس في نهاية اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي الأسبوع المقبل، وربما يصل الرفع إلى 100 نقطة أساس.