الشائعات سلاح الغرب النووي لإبادة الدول العربية .. هذه هي الحقيقية بعد أن نجحت الدول الغربية في استخدام هذا السلاح لتفتيت الدول العربية.
وتعتبر الشائعات أحد أهم وأخطر أسلحة حروب الجيل الرابع وحروب الجيل الخامس، التي تستخدم منصات التواصل الاجتماعي للترويج لها.
وتعود خطورة الأكاذيب المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لسرعة انتشارها وتفاعلها مع الجمهور وصعوبة وقف تداولها أو التخلص منها.
مجلس الوزراء: 60 ألف شائعة تضرب القاهرة
وطبقاً لتقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، فإن عدد الشائعات التي ضربت القاهرة خلال العام الماضي 2021 بلغت أكثر من 60% شائعة بنسبة بلغت 23.5%.
وأكد التقرير أن عدد الشائعات التي تم إطلاقها في مصر العام السابق 2021 بلغت 53 ألف شائعة، منها 700 شائعة تتعلق بالحكومة، بهدف نشر حالة من السخط والإحباط بين المواطن والحكومة.
علماء الاجتماع يحذرون من سلاح الشائعات
يقول الدكتور محمد سلطان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن حروب الجيل الرابع هي بديل للحروب التقليدية النظامية، التي تهدف إلى التأثير علي العقل والأفكار والحالة النفسية والمعنوية للوصول إلى زعزعة الاستقرار والهدم الداخلي.
كما أنها حروب يتم التخطيط لها واستخدام وسائل متعددة لتحقيق أهدافها لعل من أهمها استخدام التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في الإعلام الرقمي الجديد، خاصة المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر عدد من الجمهور المستهدف.
وأضاف الدكتور محمد سلطان، يتم استهداف مصر بعدد كبير من الشائعات وبشكل يومي بهدف زعزعة الاستقرار وخلق حالة من عدم الثقة والتأثير علي الحالة المعنوية وهي شائعات في كل المجالات، خاصة السياسية والاقتصادية.
وأشار محمد سلطان إلى أن حائط الصد الأساسي لمواجهة هذه الشائعات هو إتاحة المعلومات حول القضايا المختلفة وفي توقيت مناسب، وتنمية الوعي لدي المواطنين، خصوصًا رواد وسائل التواصل الاجتماعي.
مطالباً بعمل حملات توعية للشباب بأهمية التحقق من صحة المعلومات والحصول عليها من مصادرها الأساسية وكيفية التعرف علي المعلومة الزائفة، وتنمية الوعي الحقيقي.
وأشار إلى ضرورة تأهيل متحدثين رسميين للوزارات والهيئات المعنية بالشائعات وكذلك إقامة منصات إلكترونية قوية لها يتم تسويقها بشكل جيد وتوفر كافة المعلومات للقضاء علي الشائعات في مهدها وتكون مصدرًا موثوقًا به للمعلومات.
ومن جانبه، شدد الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، على ضرورة سرعة رصد الشائعة والرد عليها فورًا بكل وضوح ومكاشفة وبيانات رسمية حتى لا نترك المواطن فريسة سهلة للإعلام المضاد.
مشدداً على ضرورة رصد الشائعات التي يقوم بها الإعلام المضاد والرد عليها في مهدها، قبل أن تنمو وتتحول لأزمة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية.
في تقرير سابق للجنة الاتصالات بمجلس النواب أكد التقرير أن هناك 10 ملايين حساب مزيف على مواقع التواصل الاجتماعي من بين 65 مليون حساب.
وأكد التقرير أن معظم الحسابات المزيفة تقوم ببث الأخبار المزيفة والأخبار الكاذبة، والشائعات المغرضة، وهو ما اضطر البرلمان المصري لإصدار بعض التشريعات الخاصة بالجرائم الإلكترونية وكذلك التشريعات الخاصة بالسوشيال ميديا وقانون حماية البيانات الشخصية وقانون المعاملات الإلكترونية.
الأزهر: الشائعات حرام شرعاً وإفساد في الأرض
وحول رأي الدين الإسلامي يقول الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتى الجمهورية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن إطلاق ونشر الشائعات الكاذبة والمغرضة بين أبناء المجتمع أمر محرم شرعاً باتفاق جميع العلماء.
وأكد عاشور أن الإسلام حرم نشر الأكاذيب المضللة لما يترتب علىها من أضرار جسيمة بالمجتمع، وهو أمر حرمه الله تعالى تحريماً صريحاً في القرآن الكريم حيث قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) النور/19.
وأضاف «عاشور» في تصريح خاص لبوابة «الأيام» المصرية إن الوعيد المغلظ في الأية الكريمة يختص بمن أحب أن تشيع الفاحشة بين المسلمين، فكيف بمن يعمل على نشر الأكاذيب بين الناس؟
وشدد الدكتور مجدي عاشور على أن القرآن الكريم وصف مروجي الأكاذيب بالمنافقين، وحذرنا من التعامل معهم واتباع خطوات الشيطان، فقال الله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء/ 83.
واختتم عاشور بقوله: حافظوا على بلدكم ودينكم بمنع إطلاق الأكاذيب أو تداولها لأن الكلمة أمانة وسيحاسب عليها العبد أمام الله يوم القيامة.