يعتبر مسجد القاياتي من أقدم المساجد الموجودة في محافظة المنيا وهو الأثر الإسلامي الوحيد الموجود على أرض مركز العدوة أقصى شمال محافظة المنيا ، وهو قريب الشبه من مسجد آيا صوفيا التركي الشهير.
وبحسب تقارير متواترة يرجع تاريخ إنشاءه إلى الفترة العثمانية ، ويقع مسجد القاياتي على ربوة مرتفعة تفوق الـ 5 أمتار عن سطح الأرض في قرية القايات التابعة لمركز العدوة شمال محافظة المنيا.
وأنشئ هذا المسجد عام 1250 ميلادية على يد شمس الدين القاياتي قاضي قضاه مصر في العصر المملوكي، ويقال أن الذي بناه عبداللطيف بن حسن بن عطية بن عبد الجواد القاياتي وهو أحد أحفاد الصحابي البارز أبا هريرة رضي الله عنه.
ويضم المسجد قبة ضريحية مزخرفة بشكل أثري من الخارج وساحة للصلاة ومنبر من أندر المنابر ، قريب الشبه بالمسجد الكبير المعروف حاليا باسم آيا صوفيا بتركيا.
ووفق معلومات موثقة يضم المنبر 3 آلاف قطعة من الأرابيسك المعشّق دون استخدام المسمار ، وبه باب جرار ، وتستخدم في بعض الأوقات مصلى للسيدات، وساحة المسجد تتجاوز 800 مترا ، ويوجد بجوار المسجد المقر الشتوي التخت بوش، وهو مكان إلقاء الدروس، حيث يوجد في مقدمته عمود من المرمر بتاج روماني كما يوجد بجوار المسجد 18 ضريحا .
ويوجد أعلى أحد أبواب المسجد “صليب” يعود إلى ثورة 1919 كعلامة اتحاد الهلال مع الصليب في مشهد يجسد الوحدة الوطنية.
وبحسب أهالي القريبة فإن المسجد يمثل للجميع مكانة في القلوب ؛ فالكل متعاون ومتكاتف وحتى الآن تقام سرادقات العزاء وتجمعات الصلح بين المتخاصمين فيه، كما يقوم أعلام ومشايخ القرية بتحفيظ الأطفال القرآن الكريم ويجتمعون كل مساء لمراجعة وقراءة القرآن وتلاوة الذكر الحكيم منذ عشرات السنين .
ومما يرويه أهالي بالقرية أنه عندما قرر المهندس المعماري إنشاء هذا المسجد اختار ربوة مرتفعة أعلى جزء في القرية حتى أنك ترى المسجد من على أبعد المسافات كعلم ومنبر إسلامي مميز ، ووضع مدة تقارب الثلاثة أشهر لإتمام عملية البناء إلا أنه فوجئ بتجمع أهالي القرية والقرى المجاورة وقتها وبمساعدة بعضهم البعض لتسريع وتيرة العمل ، حتى فوجئ المهندس المختص بالانتهاء من المبنى في غضون ثلاثة أيام فقط ، حتى ظن أن هذا البناء تم بمعاونة الجن !