بلطجي كفر البطيخ قطع إيدي وكان هيموت ابني.. كلمات قالتها السيدة الخمسينية بدموعها الحارقة؛ لتمسح وجهها بطرف عباءتها وهي تسرد تفاصيل واقعة سفاح دمياط المؤلمة.
جلست السيدة على المقعد المقابل لضابط التحقيق، ووجهت نظرها ليدها الملفوفة بالقطن، وأطرقت برأسها آسفةً على حالها وتذكرت المضايقات التي تعرضت لها من بلطجي كفر البطيخ.
راحت السيدة تروي تفاصيل تحول حياتها إلى جحيم علي يد بلطجي كفر البطيخ، فتارة يحرض الأطفال علي قذفها بالحجارة بالشارع، وتارة يمشى وراءها ويمطرها بسيل من السباب.
كانت الخلافات بين بلطجي كفر البطيخ ونجل السيدة التي تجاوز عمرها 50 عامًا، هي السبب الأساسي في المضايقات التي تتعرض لها الأخيرة؛ وسرعان ما أتى اليوم المشؤوم الذي قرر فيه إبراهيم الخياط تلقين السيدة ونجلها «علقة ساخنة» على مرأى ومسمع من أهالي المنطقة.
سفاح دمياط خلع ملابسه ومزق جسد العجوز بـ«سنجة»
خلع إبراهيم الخياط سفاح دمياط ملابسه وانطلق إلى الشارع ممسكًا بـ«سنجة» وهرول مسرعًا نحو السيدة العجوز التي كانت ممسكة بيد نجلها، وخلال لحظات، انهال البلطجي على الأم وابنها بالضرب بالسلاح الأبيض أمام الأهالي الذين خافوا أن يطالهم أذى.
ضرب البلطجي الشاب بالسنجة ليصيبه بجروح في مختلف أنحاء جسده؛ لتشاهد الأم فلذة كبدها الملقى على الأرض غارقًا في دماءه، فتهرول مسرعة محاولة إنقاذه، ليصيبها البلطجي بسلاحه في يدها؛ لتطلق الأم صرخة عالية قبل أن تفقد الوعي وينقلهم الأهالي إلى المستشفى.
بعد ساعات فتحت السيدة الخمسينية عيناها لتشاهد محاليل معلقة وموصولة بذراعها الممدد على سرير المستشفى؛ لتكتشف الكارثة بعدما وجدت يدها ملفوفة بالشاش الطبي والممرضة تخبرها في أسف: «الإيد اتبترت.. الحمد لله إنها جت على قد كدة.«
أصيبت السيدة بحالة صدمة ألجمت لسانها بعدما فقدت أحد أطرافهاعلى يد سفاح دمياط، لتمتنع عن الحديث لعدة أيام، ثم تقرر الاستغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلة: «بلطجي كفر البطيخ قطع إيدي وكان هيموت ابني.. النبي وصى على سابع جار وإحنا جارنا كان عاوز يموتنا في الشارع».
القبض علي بلطجي كفر البطيخ
وألقت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، القبض على إبراهيم الخياط المعروف إعلاميًا ببلطجي كفر البطيخ، بعد تسببه في بتر يد سيدة والشروع في قتل نجلها بمركز كفر البطيخ بمحافظة دمياط.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيانٍ لها، أنه عقب تداول منشور على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي فيس بوك متضمنا تضرر أحد الأشخاص من بلطجي كفر البطيخ لقيامه بالتعدي على شقيقه ووالدته باستخدام سلاح أبيض كان بحوزته بدمياط، وبالفحص تبين أنه بتاريخ 21 الماضي تبلغ لمركز شرطة كفر البطيخ بمديرية أمن دمياط بحدوث مشاجرة بدائرة المركز بين كل من طرف أول: أحد الأشخاص، ووالدته مصابان بعدة جروح قطعية، وطرف ثان: أحد الأشخاص، جميعهم مقيمين بدائرة المركز، بسبب خلافات الجيرة، وبسؤال الطرف الأول اتهم الطرف الثاني بالتعدي عليه ووالدته بسلاح أبيض “سكين” كان بحوزته وإحداث إصابتهما.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط الطرف الثاني وبحوزته السلاح المستخدم في الواقعة، وبمواجهته أقر بارتكابه الواقعة على النحو المشار إليه، كما تم نقل المصابان إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم.
إحالة بلطجي كفر البطيخ إلى الجنايات
أمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بإحالة المتهم إبراهيم الخياط إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبته فيما اتهم به من استعراض القوة، والتلويح بالعنف والتهديد، واستخدامهم ضدَّ سيدة وابنِها بكفر البطيخ.
وأعلنت النيابة العامة في بيانٍ لها، أن بلطجي كفر البطيخ قصد ترويع المجني عليهما وتخويفهما وإلحاق الأذى بهما، وكان من شأن ذلك إلقاء الرعب في نفسيهما، وتكدير أمنهما وسكينتهما، وتعريض حياتهما وسلامتهما للخطر، وذلك حال حمله سلاحًا أبيض (سكينًا)، وقد وقع بناءً على ارتكاب هذه الجريمة جنايةُ الشروع في قتل المجني عليه المقترنة بالشروع في قتل والدته، وهو ما أحدث بترًا بإحدى يديها، وإصابات بالغة بالمجني عليهما.
هذا، وقد أقامت النيابة العامة الدليل قِبَل بلطجي كفر البطيخ من شهادة المجني عليهما وسبعة شهود آخرين، ممَّن رأوا الواقعة حال حدوثها، ومجري التحريات في الواقعة، فضلًا عما ثبت بتقارير مصلحة الطب الشرعي بشأن الإصابات التي لحقت بالمجني عليهما جرَّاء الواقعة التي يجوز حدوثها في التاريخ وبالتصوير اللذَيْن انتهت إليهما التحقيقات، فضلًا عن ضبط إبراهيم الخياط وأداة الجريمة «سنجة» بحوزته.