حملة مقاطعة الأسماك تدخل يومها السادس في محافظات مصر وسط مشاركة كبيرة من طوائف مجتمعية وسط حالة من التفاؤل بانخفاض الأسعار التي تراجعت بنحو 60% منذ الأيام الأولى للحملة.
وانتشرت حملة مقاطعة الأسماك كالنار في الهشيم في 11 محافظة ساحلية تعتمد على الأسماك في وجباتها الرئيسية قبل أن تنتقل لمحافظات في الدلتا والصعيد.
حملة مقاطعة الأسماك
وتسببت دعوات مقاطعة شراء الأسماك بشكل كبير على حركة البيع في سوقي المنشية وشيديا في محافظة الإسكندرية، حيث عبر البائعون عن انزعاجهم من تلك الحملة، بينما أعرب المواطنون عن رفضهم لشراء الأسماك معلقين جملة “بلاش سمك خلينا مع المقاطعة”.
أوضح إسلام عوض، بائع سمك متجول في سوق المنشية، أنه يضطر لبيع الأسماك بأسعار مرتفعة بسبب ارتفاع أسعار الأصناف التي يشتريها من تجار الجملة، ويجد نفسه مضطراً لإضافة هامش ربح.
من جانبه، قال سيد أحمد، “كان عليّ أن أخفض سعر سمك البلطي إلى 80 جنيها بعد أن وصل إلى 150، لكي لا تتراكم البضائع، ولكن لم يكن هناك اهتمام بالشراء من جانب الزبائن طوال اليوم”، معتبراً دعوات المقاطعة تسببت في خسارة كبيرة، بالإضافة إلى أن تجار الجملة لا يتأثرون بتلك الحملات لأنهم يبحثون عن بدائل مثل تصدير الفائض المحلي أو بيعه لمطاعم الأسماك.
من جهته، أشار أبو علي أحمد، تاجر تجزئة بسوق شيديا، إلى ارتفاع نسبة الإقبال على شراء الجمبري والكابوريا والقشريات في بداية فصل الصيف وانتهاء شهر رمضان، ولكن أصبحت نسبة الشراء منخفضة بشكل كبير بالنسبة للأحجام الكبيرة، فيما تراجعت الأسعار لزيادة حركة الشراء للأحجام الصغيرة.
وبسؤال سأل سيد محمد، بائع الأسماك المتجول، عن الأسعار، وأكد أن سعر البوري وصل إلى 200 جنيه و150 جنيها، وسعر البلطي 120 جنيها و100 جنيه، والبلطي الصغير وصل إلى 50 جنيها، والسردين وصل إلى 150 جنيها، والجمبرى وصل إلى 350 جنيها، معربا عن اعتراضه على الحملة التي دعا إليها بعض الناس لمقاطعة شراء الأسماك، حيث قال: “حملة خليها تعفن” ستؤدي إلى تدهور الأوضاع المالية للبائعين وإلحاق الضرر بالأسر.
من جهته، أكد عضو شعبة الأسماك بالغرفة التجارية بالإسكندرية، أن أسعار الأسماك قد ارتفعت بنسبة تجاوزت 30%، وأشار إلى أن الارتفاع يعود بشكل أساسي إلى زيادة تكاليف النقل وأدوات الصيد.
وأضاف أن الاعتماد المتزايد على أسماك المزارع قد يؤدي إلى نقص الأصناف المتاحة مثل سمك البلطي والبوري، وأن الدولة يجب أن تضع ضوابطا لتصدير الأسماك المنتجة بكميات محددة.
وفي الختام، أكد أهمية الأسماك كوجبة أساسية لسكان الإسكندرية كمصدر رئيسي للبروتين، ورأى أن المقاطعة قد تلعب دورا مهما في إعادة الاتزان إلى الأسعار.