مدارس المكفوفين على مستوى محافظات مصر أخرجت لنا ولا تزال نوابغ وعباقرة من ذوي الإعاقة البصرية أضاءوا العالم بنورهم.
تستعرض “الأيام” قصصًا لتلك الفئة في المجتمع ممن عانوا وأنجزوا وتفوّقوا على الصعوبات والتحديات التي واجهتهم، منهم حسن ماهر (26 عاما)، شاب من محافظة المنيا فقد بصره وراثيا في الثانوية العامة.. شقيقه وشقيقته (عبد الرحمن وخديجة) لديهما نفس الإعاقة البصرية.
تخرج حسن من كلية علوم القرآن بطنطا، وحفظ القرآن الكريم بالقراءات العشر ، ويدرّس القرآن للشباب من الدول العربية عبر الإنترنت، كما أنه مهندس صوتيات على أعلى مستوى من الدقة.
أظهر حسن تميزه في مجالات عدة منها فن المونتاج، الشعر، التأليف.. يمتلك لغة عربية قوية ويمتلئ منزله بالفنون التشكيلية والزخرفية من صنع يده، فرغم صعوبة ودقة التصميمات التي يقوم بها إلا أنه يخرج لنا لوحات فنية في منتهى الجمال والروعة.
يمتلك مهارات الكتابة على لوحة مفاتيح الكمبيوتر بسرعة فائقة جداً، حصل على مساندة ودعم نفسي كبير من أسرته، كل ما يشغله البحث عن طريقة لتيسير التعليم والحياة على زملائه المكفوفين، حيث أن معيشتهم شاقة للغاية.
الأيام انتقلت إلى قرية بني عوض مركز ببا، محافظة بني سويف لتسلط الضوء على نموذج آخر من النماذج المضيئة في المجتمع.. شيماء (19 عاما) معيدة بكلية العلوم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
شيماء من أسرة فقيرة ومنزل متواضع جدا، توفيت أمها وهي في سن صغير ، شيماء فتحت قلبها للأيام، تقول: صممت على التفوق منذ الصغر في رسالة ضمنية لأمي وكأني أقول لها .. استريحي يا أمي فقد حققت حلمك وأصبحت أستاذة جامعية ، فقد آن الأوان أن تسعدي بي.
تضيف شيماء: دائما كنت الأولى في جميع مراحل التعليم والأولى على مدرسة النور في الثانوية العامة بمجموع 94% والرابعة على الجمهورية.. الإعاقة البصرية لم تشغلني بقدر تصميمي أن أترك بصمة في هذه الحياة وأن أثبت للعالم أننا جزء منه يجب أن نندمج معه، وحلمي لم ينته بعد.