مع إعلان دار الإفتاء المصرية حلول أول أيام شهر جُمادى الأول لعام 1444 هجرياً، يتسائل عامة المسلمين، عن سر تسمة الشهر بهذا الاسم.
وهل هناك دلالة تاريخية أو شرعية وراء تسمية شهر جُمادى الأول بهذه التسمية؟
ومن هو صاحب التقييم الهجري في التاريخ الاسلامي؟
علماء الأزهر يكشفون حقيقة تسمية شهر جُمادى الأول
يقول الشيخ على طه من علماء الأزهر الشريف، إن شهر جُمَادَى الأولى هو الشهر الخامس من التقويم الهجري، علماً بأن الشهور العربية كلها مذكرة إلا جُمادَى الأولى وجمادى الآخرة فإنهما مؤنثتان.
وأضاف، سُمّي الجماديان بهذا الاسم في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للنبي صلى الله عليه وسلم وتحديداً عام 412م. أي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأضاف، التقويم بشكل عام له أصل شرعي في القرآن الكريم حيث قال تعالى في سورة التوبة ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ… ﴾
وأضاف أن أغلب المصادر والمراجع التاريخية ترجع سبب تسمية هذا الشهر باسم جُمادى الأول، أن الماء كان «يتجمد» فيهما من شِدَّة البرد القارس.
وكان العرب يطلقون عليه الفصل الجامد أي الشديد برده، وكان بعض العرب يطلقون على فصل الشتاء كله جُمادى بسبب شدة البرد، وخاصة في الوقت الذي كانت تحل فيه الجماديان خاصة شمالي الجزيرة العربية.
وشدد الشيخ علي طه على أنه ليس هناك أصل شرعي لهذه التسمية ولكنها تسمية عربية وضعت واستخدمت منذ عصر الجاهلية، وهو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر.
وأساس تسمية شهر جُمادى الأول هي شدة البرد وتجمد الناس والنباتات في هذا الفصل حتى أن الناس كانوا يموتون في زمهرير الشتاء.
وأشار إلى أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر المسلمون باستخدام هذا التقويم في التأريخ للشهور والسنين والأحداث.
كما أمر الخليفة عمر بن الخطاب بتحديد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في 12 ربیع الأول (24 سبتمبر عام 622 م) لتكون مرجعاً لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجري.