بملابس سوداء وعيون خضراء أذبلها البكاء، دلفت والدة سلمى بهجت إلى محكمة جنايات الزقازيق بخطوات حائرة وتذكرت كلمات رددها زوجها: « حقها راجع ».
تنفست أم سلمى بهجت الصعداء وجلست داخل قاعة المحكمة وبيدها مصحف صغير وبدأت تردد الآيات القرآنية وتدعو الله أن ينتقم ممن حرمها من فلذة كبدها.
ترقرقت دمعة من عيون والدة سلمى بهجت بعدما ظهر قاتل ابنتها داخل القفص، وعاد إلى ذهنها مشهد جثة ابنتها الممددة على الأرض غارقةً في دمائها.
أغمضت السيدة عيناها وشعرت بانقباضة في قلبها، بعدما تخيلت مدى الألم التي شعرت به ابنتها وهي تحاول الإفلات من قاتلها الذي انتُزعت من قلبه الرحمة وطعنها ما يزيد عن 31 طعنة في كافة أنحاء جسدها انتقامًا منها.
أمضت والدة الطالبة سلمى بهجت ساعة ونصف داخل قاعة المحكمة على أحر من الجمر، وتنهدت بارتياح بعد علمها أن قاتل ابنتها ارتكب جريمته المروعة وهو في كامل قواه العقلية والنفسية.
شعرت السيدة بالسعادة تغمر قلبها بمجرد سماعها القاضي وهو يقرر إحالة أوراق قاتل ابنتها إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في حكم إعدامه، وتصرخ قائلة: « حقك رجع يا بنتي ».
أما في الجيزة، وبعد ساعات من قرار المحكمة بإحالة أوراق قاتل سلمى بهجت للمفتي، وقفت والدة الطفلة « أمل » أمام محكمة الجيزة في الساعات الأولى من الصباح، تنتظر لحظة الحكم على قاتل ابنتها.
تذكرت السيدة جثة ابنتها العارية التي وجدتها وسط بركة من الدماء في أحد أيام شهر فبراير الماضي، ولكنها تنهدت بارتياح بعدما ربت ابنها الأكبر « مايكل » على كتفيها وارتسمت على وجهه ابتسامة مُطَمْئة.
جلست السيدة وزوجها وأبنائها الثلاثة داخل المحكمة وهي تلقي نظرة عابرة على والدة المتهم الواقفة ببرود أمامها، حتى جاءت اللحظة الحاسمة وظهر « أندرو » داخل قفص الاتهام قبل النطق بالحكم عليه.
“قضت المحكمة بإجماع بالإعدام شنقًا”، جملة خرجت من المستشار عبد الشافي عثمان، وأثلجت قلب والدة طفلة البراجيل، لتطلق زغرودة داخل قاعة المحكمة من سعادتها بعودة حق ابنتها، بينما كانت والدة المتهم تصرخ قائلة: « حرام عليكم ولدي ».