الغيبة والنميمة أثناء الصيام محرمة شرعًا، وتتعارض مع قيم الإسلام وأخلاقه، حيث ينبغي على المسلمين الابتعاد عنهما وتجنبهما في جميع الأوقات، وليس فقط أثناء الصيام.
وقد حذر العلماء من هذه الصفة الدميمة مؤكدين انها تبطل الصيام، وقد نهانا الله عز وجل عن هذه العادة السيئة فقال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ” (سورة الحجرات، الآية 12).
وقد نهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الغيبة والنميمة في أحاديث عديدة، منها قوله: “أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره” (رواه مسلم).
وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة نمام” (رواه البخاري ومسلم).
وقد حذرنا القرآن الكريم مراراً وتكرارا من الوقوع في هذا الخطأ الكبير فقال تعالي: “أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ ۗ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”.
هذه الآية تحرم التلميز والتنابز بالألقاب والتشهير بالآخرين.
وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذكرك أخاك بما يكره» قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته»” (متفق عليه).
وجاء في حديث عن أبي برزة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، قيل: ثم ذكر رجل ذلك القعود يتكلم في الناس بالشر ويفشي الأسرار” (رواه البخاري ومسلم).
لذا، ينبغي على المسلمين تجنب الغيبة والنميمة في جميع الأوقات، وتحري الصدق والإخلاص في التعامل مع الآخرين، سواء كانوا في حالة الصيام أو غيرها.