مع اقتراب ليلة النصف من شعبان، تتزايد أسئلة القراء على موقع البحث الشهير “جوجل” وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حول فضل ليله النصف من شعبان وموعدها وصيامها، وماذا حدث ليلتها وغيرها من استفسارات القراء.
وانطلاقا من حرص موقع الأيام المصرية على الرد والإجابة على جميع استفسارات القراء نجيب ي السطور التالية على كل أسئلة القراء واستفساراتهم بالعودة إلى رأي دار الإفتاء المصرية وشيوخ الأزهر الشريف.
ونرصد في السطور التالية رد دار الإفتاء على المشككين في فضل ليلة النصف من شعبان المباركة؛ بما ورد من فضلها في الأحاديث والآثار، فهي ليلة يطَّلع الله فيها فيغفر لجميع خلقه إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مشاحن أما المتخاصمون فمحرومون من هذه الليلة، ولا يجوز إنكار فضل هذه الليلة.
التقويم الهجري اليوم.. النهارده كام شعبان ٢٠٢٤
كما تزايدت معدلات السؤال حول التقويم الهجري وكم يوافق من شهر شعبانن واليوم في التاريخ الهجري هو الأربعاء، 11 شعبان 1445 هـ، الموافق 21 فبراير 2024 م، ويعد شهر شعبان هو الشهر الثامن في التقويم الهجري.
يوم النصف من شعبان 2024.. ليله نصف شعبان ٢٠٢٤.. 15 شعبان يوافق كام ميلادي 2024
ووفقا لما اعلنته دار الإفتاء المصرية، فتبدأ ليلة النصف من شهر شعبان من مغرب يوم السبت المقبل 14 شعبان وحتى فجر الأحد.
فضل ليله النصف من شعبان
قالت دار الإفتاء المصرية، إن النصف من شعبان هي ليلة مباركة، ورد في فضلها العديد من الأحاديث التي ترفعها إلى درجة الحسن والقوة، ومن الأحاديث الواردة في فضلها:
حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!»، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة-» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد واللفظ لابن ماجة.
من أعظم أوجه تفضيل شهر شعبان على غيره من الشهور أن فرض الله تعالى فيه صيام شهر رمضان، وذلك من العام الثاني من الهجرة.
وناشدت دار الإفتاء المصرية المسلمين، بالحرص على أن اغتنام تلك الليلة وأن تكون من أهل المغفرة في ليلة النصف من شعبان، بان تكون متسامحًا؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ» أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات.
وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أنه من ضمن الأعمال المستحبة في شهر شعبان الكريم التعاون على فعل الخيرات، وإظهار الحب والمودة والألفة بين المسلمين، مع الاهتمام بنشر روح الفرح خصوصا مع اقتراب قدوم شهر رمضان المبارك؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول مهنِّئًا أصحابَه ومبشِّرًا أمَّتَه في آخر أيام من شعبان: «أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ». أخرجه النسائي
حكم صيام النصف من شعبان
وتساءل عدد كبير من القراء حول حكم صيام نهار ليلة النصف من شعبان وقيام ليلها، وأجابت دار الإفتاء المصرية، مؤكدة أن إحياء تلك الليلة المباركة مشروعٌ على جهة الاستحباب، وأن اغتنام نفحات هذه الليلة؛ بأن يقوم الفرد بقيام ليلها وصوم نهارها؛ رغبة في نيل فضلها والحصول على ثوابها، وما ينزل فيها من خيرات وبركات.
وعن صيام النصف الثاني من شعبان، قال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الشيخ عويضة عثمان، يجوز صيام النصف من شعبان، مشيرا إلى أن العلماء توقفوا عن مسألة النهى عنه لافتا إلى أنه إذا كان الشخص يتبع عادة صيام الاثنين والخميس، يمكنه متابعة صيامه في شهر شعبان دون مشكلة، مستشهدا بحديث سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “لا تقدموا رمضان بصوم يومٍ ولا يومين، إلا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصُمْه”. متفقٌ عليه.
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يختص أيام شهر شعبان بالصيام؛ فلما سُئل عن ذلك قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». أخرجه النسائي وأبو داود وصححه ابن خزيمة
دعاء نصف شعبان
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الدعاء في ليلة النصف من شعبان أمر حسن لا حرج فيه ولا منع؛ مؤكدة أن ذكر الله تعالى والثناء عليه والتضرع والدعاء إليه كل ذلك مشروع؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ»، ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾. رواه الترمذي.
ماذا حدث في ليلة النصف من شعبان
أشار الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن ليلة النصف من شعبان تعتبر من أعظم الليالي، نظرًا لأنها شهدت تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام، بعد مضي ما يقرب من 16 شهرًا من الصلاة في اتجاه بيت المقدس.
وأضاف الشيخ عويضة عثمان، أن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان، وهو ما رواه الإمام أحمد والطبراني. وفي هذه الليلة، يُغفر للمستغفرين ويُرحم المسترحمين.
وفي حديث قام النبي صل الله عليه وسلم، يصلي إلى آخره حتي قال للسيدة عائشة أتدرين أي ليلة هذه، قالت الله وسوله يعلم، قال، هذه ليله النصف من شعبان، إن الله عز وجل يتطلع إلى عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويترك أهل الحقد كما هم.