كتبت: روان خالد – أصالة شيحة
افتتح اليوم المعهد القومي للبحوث الفلكية المؤتمر العربي للفلك والجيوفيزياء في دورته الثامنة بالقاعة الرئيسية للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان، وذلك برئاسة الدكتور جاد محمد القاضي رئيس المعهد، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
وفي حواره مع موقع “الأيام”، قال الدكتور جاد محمد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، إن المؤتمر قدم محاضرات عدة تتحدث عن الشهب، والنيزك والذزنبات في المنطقة العربية، وكيفية الإستفادة منها لحدث علمي.
وتابع: “هدفنا توعية المواطنين والمجتمع العام من خلال برامج التوعية وأهمية تلك المخاطر الناجمة عن تلك المذنبات والأجسام القريبة من الأرض، فضلاً عن الزلزال الذي ضرب لتركيا شهر فبراير الماضي، ولدينا خبير بتركيا يتحدث عن تجريته في هذا الزلزال سواء الرصد أو التحليل وكل المراحل التي مرت بها منطقة تركيا تجاه حادث الزلزال”.
حدثنا عن تناولكم في الجيوفيزياء الأثرية بمصر؟
أكد الدكتور جاد، أن مصر واحدة من أغنى دول العالم في محتواها الأثري، والموروث الثقافي، والتاريخي، من خلال استخدام الطرق الجيوفيزيقية، وهي كالتالي:
أولاً: الكشف عن المواقع الأثرية
ثانيا: دراسة تحديات ومخاطر التي تهدد في المناطق الأثرية علي رأسها الزلازل، وتسرب المياة الجوفية، وبالإضافة إلى توسعات المجتمعات العمرانية.
وجاء ذلك بالتعاون مع زملاء وزراة السياحة والآثار، والمجلس الأعلى للآثار، وعدد من البعثات الأثرية العاملة في مصر سواء الأجنبية أو المصرية.
وذكر أن يتم تطبيق الجيوفيزياء في هذه المجالات، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة مثل: الليزر ثلاثي الأبعاد، لتصوير الأماكن الآثرية وتوثيقها وإعداد نماذج ترميمها بشكل صحيح.
واستكمل أن الأماكن الأثرية لديها تهديدات وتحديات كثيرة، فضلاً عن أهمية توثيقها وترميمها بصورة سليمة.
وأشار إلى ورشة عمل الجيوفيزياء التي يقدمها معهد بحوث الفلكية، والجيوفيزيقية في المؤتمر العربي للفلك، والجيوفيزياء بدورته الثامنه، نعرض عدد من المحاضرات التي تتناول تلك المحاور لاستخراج توصيات مفيدة يتم طرحها للمجلس الأعلى للآثار وزارة السياحة للآثار والعمل بها لحماية الآثار المصرية.
ما هي توصيات الأبحاث التي تمت على الزلازل سواء من الناحية الجيولوجية أو الهندسية؟
توقع الدكتور جاد في حديثه، إلى عدة توصيات في هذا الاتجاه أهمها تحديث أكواد المباني وأكواد الأحمال الزلزالية ليس على مصر فقط، بل على مستوى العالم والأماكن التي بها زلازل متكرر وكبير، مضيفًا: “نعمل على كيفية التوعية ومخاطر الزالزل لدى المواطن، وكيفية الإدراك والتعامل عندما يشعر المواطن بموجهة زلزالية، أو يصل له معلومة عن حدوث نشاط زلزالي، وكيفية حماية نفسه وأسرته، وممتلكاته، واستثماراته”.
ونوه إلى أن المجتمعات العاملة في مجال المخاطر الزلزالية، تتبع الحماية المدنية سواء الإسعاف أو المطافي وكيفية التعامل في تلك هذه المخاطر، إضافة إلى إدارة الأزمات في المدن والمحافظات للتعامل مع تلك الأزمات والكوارث، وهذه توصيات تخرج من لجان المؤتمر وورش العمل التي يتم رفعها لإدارة الأزمات والكوارث سواء على مستوى مجلس الوزراء أو وزارة الدفاع، والجهات المعنيه للحفاظ على المواطن المصري.
ما هي أحدث تقنيات أكواد البناء والأحمال الزلزالية في الأبحاث الهندسية لتصميم المباني التي تتحمل الزلزال الكبيرة؟
أشار إلى أن هناك ضخ استثمارات كبيرة في البنية التحتية وإنشاء مدن عمرانية من الجيل الرابع بمصر، وتطبيق معايير وإجراءات البناء بصرامة للحفاظ علي بلدنا الحبيبة، وكل مبنى فيما يخص حالته الإنشائية إذا كان يحتاج إلى تدعيم أو تقوية أو لن يسمح بإنشاءه فبالتالي ينبغي الإزالة حافظا علي أرواح المواطنين.
حدثنا عن تطورات مشروع المرصد الوطني الفلكي؟
شدد على أن مشروع المرصد الوطني الفلكي بعد التحديات الناتجة عن التوسع العمراني بشرق القاهرة كان لإنشاء مرصد فلكي جديد للبعد عن التلوث الضوئي وبالفعل المعهد قام بدراسة حوالي 20 قمة جبلية في مصر وتم الوصول إلى أفضل قمة علي أحد جبال جنوب سيناء وسيكون المرصد بمرآه قطرها 6.5 متر تواكب العصر والتقدم التكنولوجي، وأيضا تضع مصر على طريق جديد في الأرصاد الفلكية تتميز به، ومازال المرصد الوطني الفلكي أكبر تلسكوب في الشرق الأوسط، فضلاً عن رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي، وحاليا يتم إنشاء محطة جديدة مقرها بمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان بالتعاون مع إدارة الفضاء المركزية بالصين، وتدشين هذه المحطة خلال الأسابيع القليلة القادمة لإضافة جديدة لقدرات مصر في رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي.
وقال الدكتور جاد القاضي، أن رصد الزلازل بدأ منذ قرابة 200 عاما، مضيفًا بأن محطة حلوان كانت الأولى والوحيدة في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الشبكة القومية لرصد الزلازل تضم قرابة 80 محطة موزعة على أنحاء الجمهورية.
وأوضح أن بداية الرصد كانت باستخدام وسائل بدائية نسبية، فكان عند حدوث الزلزال تشير الإبره على ورق حساس يتم تحميضه وكان يستغرق وقت قرب ساعة.
وتابع بأنه مع التقدم التكنولوجي وعلم الكمبيوتر والحاسبات، أصبح حاليا الموجات الزلزالية توصل بصورة ديجيتال في أقل من ثانية بيتم تسجيلها وتحليلها باستخدام البرمجيات وبرامج الذكاء الصناعي.
وشدد على أن التقدم التكنولوجي في الرصد والتحليل ساهم في عملية تحسين رصد الزلازال على مستوى العالم.