يعتقد أهل الواحة أن عين المرأة التي يموت عنها زوجها تكون قوية، وتجلب الحسد، لذا تعيش فى عزلة لأربعين يوما، ولا تتزوج قبل مرور عام على وفاة زوجها.
ويتشاءم أهالي سيوة من المرأة التي يموت عنها زوجها ولا يقابلونها ولا ينظرون الى عينها ولا يشتركون معها في حوار لأربعين يوما مطلقين عليها لقب الغولة نظرا لاعتقادهم أن من تراه الغولة بعينها يصبح متوفيا في نفس الأسبوع أو أحدا من أهل بيته .كان ذلك شائعا بين أهالى سيوة إلى حد قريب.
وذكر الكثير من الرحالة والكتاب في زياراتهم عن سيوة سواء القديمة أو الحديثة موضوع الغولة.. وقبل أن نبدأ في سرد من أين أتت تلك التسمية وعلى من يطلقها أهل سيوة يجب أن نعرف أن تلك الطقوس التي كانت تشغل بال السيويين زمنا هي الآن جزء من التاريخ وليس هناك وجود لهذا المعتقد الآن بسبب التوعية الدينية التي وصلت الى الواحة والتعلم بين أبناء الواحة التي أصبحوا فيه من المتفوقين . لكننا هنا نسرد فقط تأريخ لمعتقدات شعبية ظلت لفترة تترسخ في ذهن أهل واحة سيوة ويؤمنون بها لحد وقت قريب.
ووصف الكاتب» حسين الرفاعي «في كتابه سيوة عام1931 بأن البنات كن يتزوجن على سن التاسعة أو العاشرة، سواء كان الزوج شيخا كبيرا، أو شابا، لكن رفع الحكومة في العهد الملكي لسن زاوج البنات إلى السادسة عشرة، أدى للحد من تلك الظاهرة.
ويقول الدكتور مصطفى جاد أستاذ التراث في المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون.
نجد في الطقوس المرتبطة بالأرملة في واحة سيوة، والتي يطلق عليها اسم “الغولة”. حيث تشير المصادر الميدانية إلى أنه فى حالة موت الزوج “فإن امرأته تحبس نفسها عن رؤية الناس أربعة شهور قمرية – أصبحت الآن أربعين يوماً فقط – وتلبس خلالها سراويل بيضاء، ويُصرح لخادمة فقط – يطلق عليها الشوشان – بأن تحضر لها الأكل والشرب ولا تجالسها، وتسمى المرأة فى هذا الوقت بالغولة. وعند نهاية المدة المعينة ينادي منادي المدينة بأن الغولة فلانة ستخرج للاستحمام في عين طموسى في صباح يوم كذا، فيقعد كل فرد في داره أو مكانه، ولا يبارحه حتى تنتهي مراسيم الاستحمام وتعود لمنزلها”.
ويحتاط الجميع من رؤية الغولة قبل مراسم الاستحمام، ويظلون في حالة خوف ورعب من الشر الكامن فيها والذي قد يلحق بأحدهم إذا ما نظر إليها.. وعند العين تكفكف النسوة الدمع مؤقتاً ريثما تنزع الأرملة ما تبقى عليها من حلي وأدوات زينة، وتنضوي عنها ملابسها كلها، وتغتسل في مياه العين بمساعدة الشوشان وتوجيهها. وبعد الاغتسال ترتدي ملابس حدادها.
وفي اليوم التالي يتكرر التحذير نفسه بأن يعتلي أحد الرجال من أقارب الأرملة سطح بيتها صائحاً قدر استطاعته “الغولة فلانة جاية”، وتخلو الطرق والحواري المنتظر مرور الموكب بها من الدار للعين، حيث يصل إلى عين طموسى مرة أخرى، وتخلع الأرملة زي حدادها هذه المرة وتستحم في العين وتغتسل، وترتدي ملابسها المعتادة، وتعود إلى بيتها لتستأنف حياتها الجديدة.