لا مصالح شخصية في «مصر أكتوبر» .. والاستبعاد عقوبة المسيئين
100 ألف قيادة تنظيمية على مستوى الجمهورية وتدشين 200 مقر بالمحافظات
شغل محمد بدران ، أصغر رئيس حزب سياسى في مصر بل على مستوى العالم، وأول رئيس لإتحاد طلاب مصر منذ 34 عاما بعد فوزه على مرشح الجماعة الإرهابية فى 2010، واستمر في منصبه رئيسًا للإتحاد حتى إستقالته بعد قرار وزير التعليم الأسبق، بحل جميع الإتحادات الطلابية بالجامعات، ليؤسس حملة «مستقبل وطن» لدعم خارطة طريق 30 يونيو.
كما تم إختياره عضوا بلجنة الخمسين المنوط بها وضع دستور 2014 ممثلا عن طلاب الجامعات، ثم أسَّس حزب مستقبل وطن، وتولى رئاسته لمدة عام حصل خلالها على 53 مقعدًا في البرلمان، وجعل للحزب قاعدة أساسية بنوابه في الشارع، وكرَّمه حزب الوفد لكونه أصغر رئيس حزب شاب في مصر تقديرًا لدوره في دعم أمن واستقرار الوطن خلال ثورة 30 يونيه، حتى قرر تقديم إستقالته لإنشغاله بدراسته في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد حصوله على الدكتوراة عاد مرة أخرى إلى مصر، ليستكمل نشاطه السياسي والحزبي، وتولي منصب النائب الأول والأمين العام لحزب مصر أكتوبر.
وعلى يخت المحروسة “الملكى” رافق بدران الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أول يخت يعبر قناة السويس الجديدة ممثلا عن الشباب، مما أثار جدلا واسعًا في حينه بالأوساط السياسية آنذاك، حول أسباب اختياره هو دون غيره لهذه الرحلة.
يكشف بدران في حواره لموقع الأيام المصرية تفاصيل تلك الفترة، والحوار الذي دار بينه وبين الرئيس على اليخت، والسبب الرئيسي لإنضمامه لحزب مصر أكتوبر، فإلى نص الحوار:
– حدثنا عن حكاية صورتك مع الرئيس السيسي على يخت المحروسة؟
وجودى على المحروسة بجانب الرئيس عبدالفتاح السيسي كان بالصدفة، ولم أكن أعلم بانتشار الصورة بهذه السرعة، نظرا لوجودى مع مجموعة من الشباب ولم أكن وحدي، قائلا: “مش أنا اللي نشرت الصورة، ومكنتش بستخدمها كمتاجرة بالقرب من الرئيس، فشيء صعب تقيم الشخص في الصورة لكن التقييم بيكون بقيمته وعلمه ومبادئه”.
– ما الحوار الذي دار بينك وبين الرئيس السيسي وأنت بجواره على اليخت؟
الرئيس السيسي وجه لي كلمة لا أنساها، وهي “أن قناة السويس بناها الشباب والمصريين بجهد كبير جدا، وعلى مدار التاريخ أرواح كبيرة راحت عشان تبني القناة دي، عشان تكون مصدر دخل مهم لمصر، وفي الآخر ده كله بيتعمل عشان الجيل بتاعكم وجيل الشباب، عشان أي حد يقود العمل في مصر بنسيب له أثر كويس، وحياة أكثر سهولة، ماقدرش أواجه ربنا وأنا بسيب البلد في حالة صعبة لأجيال جاية”.
– حدثنا عن تجربتك مع مستقبل وطن وأسباب استقالتك من الحزب؟
بدأت في مستقبل وطن وأنا رئيس اتحاد طلاب جامعات مصر وعضو لجنة الخمسين، وكنت أخطط لنفسي بدعم من أساتذتي، أن يكون الحزب أكبر حزب سياسي فى مصر، إلا أن قيادة أي حزب سياسي تتطلب مؤهلات معينة، وقدر كبير من التدريب والتعليم ونقل الخبرات، لافتا إلى أن ذلك كان المخطط لنفسه بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهو ما دفعه للسفر واستكمال تعليمه، ومن ثم العودة إلى حزب مصر أكتوبر.
– بعد عودتك من أمريكا.. لماذا اخترت حزب مصر أكتوبر؟
حزب مصر أكتوبر مؤسس من 2011، وكان اللواء محمود خلف، قائد الحرس الجمهوري السابق، أول رئيس له، والوزير محمد العرابي أول أمين عام، حيث أسسه القيمة الكبيرة محمود فريد خميس، مشيرًا إلى أنه عاد للحزب بعد سنوات عديدة من الغياب، بعدما تم إعادة تفعيله من قبل الدكتورة جيهان مديح، رئيسة الحزب، والتي عرضت علي العودة.
– وهل سيقدم “مصر أكتوبر” نموذجًا مختلفًا؟
وجود كيان جديد يبعث أمل، ومن خلاله تضع وجهة نظرك فيه ورؤيتك وتوجهاتك وتنفذها بدون أي صراعات موجودة في أماكن ثانيةأمر جيد .. “قبل ما يكون في طموح في مناصب أو استحقاقات انتخابية، لدينا طموح أن نقدم نموذجا مختلفا في الحياة السياسية بمصر”.
– ما الهدف من تدشين مصر أكتوبر؟
الهدف من التدشين أن يكون حزب لديه قيم وعدل ومعايير ومبادئ، قائلا: “أهم شيء أن يكون لديك حزب تحترمه الناس، وليس به مصالح شخصية، ودائما يسعى لمصلحة البلد، فمصلحة الوطن أكبر من أى شيء.
– وما علاقة الحزب بالشارع والناس؟
الحزب سيكون معبرًّا عن الناس، والهدف منه تقديم إضافة للحياة السياسية في مصر، وهو دائمًا يسعى إلى تقديم وجوه جديدة أو حتى وجوه كانت موجودة من قبل واستُبعدت لأسباب استياء من المشهد السياسي، ولكن تعود مرة أخرى بمعايير معينة، وتمثل أغلبية الشباب في الشارع، وعلاقة الحزب بالمواطن لا بد أن تكون ممتدة، ويجب الانتماء للشارع من خلال حالة التأهيل والتعليم والتدريب، مشيرًا إلى أن المواطن يحتاج إلى تمكين اقتصادي قوي قبل أي شيء، مؤكدا أن الحزب سينزل إلى القرى والنجوع والدلتا والصعيد.
– ما هي خطط الحزب خلال الفترة المقبلة؟
الحزب سوف يبدأ تشكيلاته في المحافظات، مؤكدًا أن الحزب سيصل قياداته نحو 100 ألف قيادة تنظيمية على مستوى الجمهورية، فضلًا عن إعلان من 150 لـ200 مقر في نوفمبر، وسيكون المقر الرئيسي بجوار كوبري المصنع الحربي، مشيرًا إلى أن هناك خطة للوصول إلى المواطن العادي، قائلاً: “أي حزب من غير الوصول للناس في الشارع لا يكون حزبا سياسيا، هدفنا أن نكون حزبا قويا، ونشارك في السلطة من خلال مجلسي النواب والشيوخ والنقابات، وحتى اتحاد الطلبة، ولن تصل للمستوى المطلوب إلا بعد أن تكون علاقتك قوية بالمواطن المصري، بعيدًا عن الرشاوى الانتخابية والاستغلال الانتخابي.
– ما رؤية الحزب للوصول إلى المواطن العادي؟
لا يمكن أن أكلم المواطن عن أيديولوجية سياسية وتأهيل سياسي، وهو أصلا في وضع اقتصادي صعب، وغير قادر أن يوفر ضرورياته ومتطلبات أطفاله، وسيكون ذلك شيئا صعبا وغير مقنع في ظل أزمات عالمية، ووضع اقتصادي صعب، فيجب أن يكون لنا دور في بناء الإنسان وتمكينه اقتصاديا، لأن دخول المواطن في السياسة وهو غير مؤمن اقتصاديا سيتحول إلى إنسان فاسد.
– ما مشروعات الحزب المستقبلية؟
الحزب يعد مشروعات في التعليم والتعليم الفني، واللغات، والرياضة، وتجديد النخبة الفنية، فضلًا عن تقديم مشروعات في الخطاب الديني، والوعي في البيئة، أبرزها تدوير المخلفات، مشيرًا إلى أن الحزب سيعلن عن تنفيذها خلال يناير المقبل، لافتًا إلى أن طموح الحزب هو المشاركة في المحليات على 104 آلاف مقعد.
– هل سيشارك حزب مصر أكتوبر في الانتخابات المقبلة؟
أكد بدران أن الحزب لم يرشح أيًّا من أعضائه إلا إذا كان معبرا عن الناس والمواطن بشكل محترم ووطني، مع استبعاد أي شخص يسيء للحزب أو الشارع.
– هل يمتلك الحزب كوادر فى الشارع المصري؟
الحزب لديه معايير ثابتة في اختيار الكوادر، أبرزها، أن يكون لديه وطنية وكفاءة وعلم يضيف من خلاله للحزب في البرلمان، ويعبر عن الناس، ويدير بنزاهة من غير أي شوائب، فضلا عن حسِّه الوطني، قائلا: “مش هنرشح حد غير كده حتى لو معندناش مش هنرشح حد خالص”.
– هل هناك حلول لمشكلات الفلاحين والزراعيين؟
رؤية أمانة الفلاحين بالحزب ممثلة فى النقيب النوبي أبو اللوز أمين الفلاحين، تكمن فى أنه يستمع لمشكلات الفلاحين، حيث عقدنا مؤتمرا لمزارعي قصب السكر لمعرفة مشكلاتهم ومشاكل التسعير والكهرباء، والتي جاءت أعلى من ناتج المحصول، فضلا عن الاستماع إلى مشكلات عديدة في مجال الزراعة.
– وماذا عن جلسات الحوار الوطني التي يعقدها الحزب بكافة محافظات مصر؟
بدأنا بالفعل جلسات الحوار الوطني مع المواطنين، مستهدفين عقد 100 جلسة حوارية للاستماع إلى كل فئات المجتمع في كل المحافظات والمراكز، قائلا: “سنخرج بالتوصيات مثلما قالها أصحاب المشكلة، وسنحاول توصيلها إعلاميا وتنفيذيا، كما سنحاول أن نكون صوتا معبرا عن الناس، وستكون هناك سلسلة لقاءات كبيرة على مستوى الجمهورية سوف نعلن عنها قريبًا”.