حذرت مصادر أمنية مصرية من عودة المخطط الإسرائيلي الذي يتم طرحه بشكل متكرر لإعادة توطين سكان غزة في سيناء، مؤكدة أن مصر سترفض مثل هذه المقترحات “الفاسدة تاريخياً وسياسياً”.
وحذرت المصادر المصرية، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، الثلاثاء، من المخططات الحالية التي تنفذها “بعض الجهات والقوى” لتهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم.
وأضافت المصادر أن مثل هذه الخطط تهدف إلى “منح [سكان غزة] الاختيار بين الموت تحت القصف الإسرائيلي أو النزوح خارج أراضيهم”.
وشددت المصادر على أن “بعض الأطراف والقوى تخدم مخطط الاحتلال وتمهد له، مستخدمة المبررات لشرعنة الحجج الفاسدة تاريخيا وسياسيا”.
وحذرت المصادر من تداعيات الأزمة المستمرة بين حماس وإسرائيل على النضال من أجل حقوق الفلسطينيين، مؤكدة أن المصريين والفلسطينيين يرفضون المخطط الإسرائيلي لتوطين سكان غزة.
وأضافت المصادر أن “مصر فعلت وستواجه هذا [المخطط] الذي رفضه أيضًا الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه وأرضه بالإجماع”.
وتأتي التحذيرات المصرية بعد وقت قصير من نقل رويترز عن متحدث عسكري إسرائيلي نصح الفلسطينيين الفارين من الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة بالتوجه إلى مصر.
وقال ريتشارد هيشت، كبير المتحدثين العسكريين: “أي شخص يستطيع الخروج، أنصحه بالخروج”.
ومع ذلك، قام مكتبه بتعديل المكالمة بعد فترة وجيزة، قائلا في بيان إن معبر رفح على الحدود بين سيناء وغزة، الذي كان مفتوحا يوم الاثنين، مغلق الآن.
ونقلت رويترز يوم الاثنين عن مصادر أمنية مصرية وشاهد قولهم إن العمليات عند معبر رفح تعطلت بعد غارة إسرائيلية على مقربة من جانب غزة.
وأعلنت إسرائيل “حالة الحرب” ردا على الهجمات المفاجئة التي شنها مقاتلو حماس يوم السبت، والتي أسفرت عن مقتل حوالي 1000 إسرائيلي حتى الآن وأسر عشرات آخرين .
يوم الأحد، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من سكان غزة، التي تشترك في الحدود مع مصر، “المغادرة الآن لأننا سنعمل بقوة في كل مكان”.
وفي وقت لاحق، قامت إسرائيل بإغلاق قطاع غزة من الغذاء والوقود والإمدادات الأساسية وشنت غارات جوية مكثفة، وهي الأكثر دموية على القطاع منذ 15 عاما.
ومنذ بدء القتال، كثفت مصر اتصالاتها مع زعماء العالم ومع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف التصعيد وحماية حياة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وحذرت مصر من تأثير مثل هذا القتال على الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية وعلى استقرار وأمن المنطقة.
كما ألقت القاهرة باللوم في التصعيد الحالي والسابق على غياب أفق لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.