مكاسب مؤتمر المناخ، يظل السؤال الأبرز عقب انتهاء فعاليات قمة المناخ التي استضافتها مصر في مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 6 لـ 19 نوفمبر الجاري،
وسواء كانت هذه المكاسب تتعلق باستفادة مصر بشكل مباشر أو كانت تتعلق باستفادة الدول الأفريقية وباقي دول العالم المتضررة من تأثيرات التغيرات المناخية.
وأصدرت وزارة البيئة تقريرا حول ما تم إنجازه في المؤتمر على مختلف النواحي اللوجستية والفنية ومخرجات المنطقة الخضراء، والمكاسب على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية،
نجح المؤتمر في حشد المشاركات المختلفة من أنحاء العالم، حيث شارك فيه 50 ألف شخص بينهم 120 من رؤساء الدول والحكومات ونواب الرؤساء والممثلين رفيعي المستوى المشاركين في الشق الرئاسي.
وأكدت وزيرة البيئة حرص الرئاسة المصرية للمؤتمر على عقد اجتماعات تنسيقية يومية مع سكرتارية الأمم المتحدة لمتابعة الموقف اللوجستي وحل المشكلات الطارئة وإقامة المنطقة الزرقاء على مساحة 50 ألف م2 زيادة في حين كانت في مؤتمر جلاسكو مساحة 12 ألف م2 فقط، والتوسع في إقامة المنطقة الخضراء على مساحة 20 ألف م2 والتي كانت في جلاسكو 4.5 ألف م2.
مكاسب مؤتمر المناخ
شهدت فعاليات مؤتمر المناخ إطلاق مجموعة من المبادرات ومنها دليل شرم الشيخ للتمويل العادل بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي والمنظمات الدولية ومجموعة البنك الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وبنك التنمية الأفريقي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والأمم المتحدة، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وسيتي، لاستخدام الدليل لدعم الدول النامية للحصول على التمويل لتنفيذ مشروعات لتغير المناخ.
إطلاق مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام
كما تم إطلاق مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام FAST بالتعاون مع وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة، ومبادرة حياه كريمة من أجل الصمود في أفريقيا بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي،.
وأيضا تم إطلاق مبادرة بشأن تغير المناخ والتغذية I-CAN بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة، GAIN، ووكالات الأمم المتحدة الأخرى.
كما تم إطلاق مبادرة لاستجابات المناخية لاستدامة السلام CRSP -مركز القاهرة الدولي لحل النزاعات وحفظ السلام وبناء السلام- بوزارة الخارجية – برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأطلق المؤتمر كذلك مبادرة انتقال الطاقة العادلة والميسورة التكلفة في إفريقيا AJAETI -وزارة البيئة المجلس القومي للمرأة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة- بوركينا فاسو، ومبادرة تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة لتسريع التحول المناخي (ENACT) – وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة – SEforAll ، IEA، IRENA، BCG.
وأيضا تم إطلاق مبادرة أصدقاء تخضير الخطط الاستثمارية الوطنية في أفريقيا والدول النامية / وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومبادرة تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة لتسريع التحول المناخي (ENACT) وزارة البيئة / برئاسة مشتركة من قبل ألمانيا ودعم فني من الاتحاد الدولي لصون الطبيعة / اليابان، والاتحاد الأوروبي، وملاوي، وباكستان، وسلوفينيا، والولايات المتحدة الأمريكية.
مكاسب مؤتمر المناخ.. 25 مليار دولار من أمريكا
خصصت الولايات المتحدة الأمريكية 25 مليار دولار أمريكي لتمويل خارطة الطريق لـ NbS، وتستثمر ألمانيا 1.5 مليار دولار أمريكي سنويًا للحفاظ على التنوع البيولوجي.
وجرى إطلاق مبادرة المرونة الحضرية المستدامة للأجيال القادمة SURGe بين وزارتي الإسكان والتنمية المحلية بالشراكة مع الأمم المتحدة وICLEI، ومبادرة المخلفات العالمية بحلول عام 2050 وزارة البيئة بالشراكة مع البنك وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة و10 دول أفريقية، والنقل منخفض الكربون من أجل الاستدامة الحضرية LoTUS ، بالتعاون مع وزارة النقل وSLOCAT وBCG.
أثبتت الدولة المصرية قدرتها على تنظيم حدث دولي بهذا الحجم
كما حققت مصر عددا من المكاسب على المستوى الوطني والإقليمي والدولي من استضافة المؤتمر، فعلى المستوى الدولي أثبتت الدولة المصرية قدرتها على تنظيم حدث دولي بهذا الحجم عكس التنسيق والتناغم بين كافة الوزارات والجهات المعنية بالدولة، وتسليط الضوء من الإعلام الدولي على مصر، وخاصة في التعامل مع ملف تغير المناخ على المستوى الدولي وكذلك الوطني والقدرة التنظيمية والجدية في تنفيذ التزاماتها.
وعلى المستوى الأفريقي، أبرز المؤتمر دور مصر الريادي لقارة أفريقيا من خلال تفعيل المبادرة الأفريقية للتكيف التي أطلقها رئيس الجمهورية، وذلك بعد النجاح في الحصول على دعم مالي تم تقديمه من الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتقدمة بقيمة 150 مليون دولار واستضافة وحدة إدارة المبادرة بالقاهرة، وشحذ 100 مليون دولار للدول الأقل نموا (صندوق الدول الأقل نموا والجزرية، صندوق الخاص لتغير المناخ).
وعلى المستوى التفاوضي لأول مرة يتم إدراج بند الخسائر والأضرار في أجندة المؤتمر بعد رفض إدراج هذا البند لسنوات عديدة من قبل الدول المتقدمة، وتم الانتهاء من التفاوض على بند 6 الخاص بسوق الكربون وكذلك برنامج عمل التخفيف والمضي قدما في كل من التكيف والتمويل لمناقشتهم في الإمارات.
مكاسب مصر من مؤتمر المناخ
على المستوى الوطني حققت مصر عددا من المكاسب، حيث نجحت في حشد التمويل لبرنامج نوفي (ربط الطاقة والغذاء والمياه) تنفيذا جزئيا لخطة المساهمات الوطنية المحدثة وذلك من خلال منظمات التمويل الدولية بمبلغ حوالي 10 مليارات دولار لبرنامج نوفي ونوفي + في مجالات الطاقة والزراعة والمياه متضمنا مشروعات لقطاع النقل، والتوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
اتفاقيات بقيمة 83 مليار دولار،
كما تم توقيع اتفاقيات بقيمة 83 مليار دولار، وتحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء مما يساهم في تشجيع حركة السياحة العالمية للمدينة، وفتح شراكات واستثمارات جديدة على المستوى الوطني مع شركاء التنمية والقطاع الخاص في مشروعات تغير المناخ وبالأخص في قطاع الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر، مما سلط الضوء على مصر لتكون مركزا إقليميا للطاقة الجديدة والمتجددة وفتح المجال أمام القطاع الخاص للسوق الطوعي للكربون وهي نقطة تتيح للقطاع الخاص العمل في ملف تغير المناخ وبيع شهادات الكربون،.
كما تم رفع الوعي الجماهيري لموضوعات تغير المناخ وخاصة فئة الشباب، وإطلاق الخطة الاستثمارية للاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وإطلاق أول سوق مصري وأفريقي طوعي لإصدار وتداول شهادات الكربون.