منذ 10 سنوات قرر فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد تغيير سياسته التعاقدية مع الفريق الملكي، والاعتماد على سياسة جلب اللاعبين الشباب سواءاً كان ذلك لتدعيم صفوف فريق الشباب بالنادي”الكاستيا” من أجل صقل موهبته ثم تدعيم الفريق الأول بالمميزين منهم؛ أو منها ما يكون تدعيما مباشرا لصفوف الفريق الأول.
واعتمد بيريز خلال توليه رئاسة النادي في فترته الأولى على سياسة جلب اللاعبين الكبار بمبالغ طائلة والفريق المدجج بالنجوم، والتي عرفت فيما بعد ب”الجلاكتيكوس”، وهي كلمة اسبانية تستخدم لوصف النجم أو ذلك اللاعب الذي يتمتع بقدرات ومهارات كبيرة؛ وكانت على مرحلتين.
أول تعاقدات ريال مدريد الإسباني
كان أول تعاقدات بيريز في المرحلة الأولى البرتغالي لويس فيغو لاعب برشلونة حينها الذي تم التعاقد معه عام 2001 مقابل 62 مليون يورو، وهي الصفقة التي لعبت الدور الأكبر في فوزه برئاسة النادي الملكي، وتبعها العديد من الصفقات أبرزها: زين الدين زيدان قادما من يوفنتوس مقابل 77.5 مليون يورو، الظاهرة رونالدو قادما من انتر ميلان بتكلفة 46 مليون يورو، ديفيد بيكهام من صفوف مانشستر يونايتد مقابل 37 مليون يورو، والذي لم يكن حينها بمستوى باقي التعاقدات، لكنه أيضا كان بطلا لأوروبا وقائدًا للمنتخب الإنجليزي.
مع رحيل بيريز عن رئاسة النادي في ال27 من فبراير عام 2006، شهد سوق ريال مدريد انخفاضا ملحوظا في مستوى الصفقات وقيمتها تزامنا مع انخفاض مستوى النادي لفترة؛ ولكن عاد بيريز في عام 2009 ، ومعه عادت سياسة تعاقدات الجلاكتيكوس بداية من موسم 2008/2009 الذي شهد السخونة الأكبر؛ حيث تعاقد الريال مع ريكاردو كاكا قادما من صفوف ميلان مقابل 67 مليون يورو، وتشابي ألونسو من ليفربول مقابل 34.5 مليون يورو، وكريم بنزيما من ليون مقابل 30 مليون يورو، في حين كانت الصفقة الأبرز هي كريستيانو رونالدو قادما من المان يونايتد في صفقة قياسية بلغت قيمتها 94 مليون يورو.
وختاما للجلاكتيكوس، كان أبرز الصفقات صفقتي جاريث بيل وإيدين هازارد بتكلفة 100 مليون يورو لكل من الصفقتين من صفوف توتنهام وتشيلسي على الترتيب.
وبالتزامن مع كل فترة انتقالات كان ريال مدريد يبرم العديد من الصفقات مع بعض المواهب الصاعدة مقابل مبالغ صغيرة من أجل تدعيم الفريق الأول في المستقبل، نجاح هذه الصفقات على غرار ماركو أسنسيو وداني كارفخال وكاسيميرو وايسكو ورفاييل فاران كان العامل الرئيسي في اتباع نهج وسياسة جديدة في التعاقدات.
أفضل مثال على التعاقدات الجيدة مقابل مبلغ صغير التي قام بها الريال هو ماركو أسنسيو الذي انضم إلى الملكي بعمر 18 سنة مقابل 3.5 مليون يورو فقط قادما من صفوف ريال مايوركا.
أصبحت هذه سياسة ريال مدريد الدائمة في تدعيم صفوفه على غرار فينيسيوس جونيور، رودريجو غوس، أوريلين تشواميني، إدوارد كامافينغا، فيدريكو فالفيردي، أردا غولر، وجود بيلينغهام أحدث المنضمين إلى هذه القائمة.
وشهدت الفترة الأخيرة ارتفاعا كبيرا في تكلفة التعاقد مع لاعبي الشباب خلافا للفترة منذ عام 2010 إلى عام 2017 ؛ فقد كان حينها لا يتم دفع أكثر من 30 مليون يورو .
وبالرغم من ذلك؛ لم يتوقف ريال مدريد عن سياسته في جلب اللاعبين الشباب؛ حيث حسم الصيف الماضي التعاقد مع موهبة بالميراس البرازيلية اندريك فيليبي، الذي سينضم للنادي الملكي في يونيو القادم عندما يبلغ 18 عاماً، بالإضافة إلى سعي الملكي لتدعيم دفاعه بموهبة ليل الفرنسي ليني يورو.
ومنذ عام 2017 حتى الآن أنفق ريال مدريد ما يزيد عن 300 مليون يورو للتعاقد مع المواهب الشابة، حيث قد يكلف التعاقد مع اللاعب أكثر من 40 مليون يورو، لكن النجاح الواقعي لهؤلاء اللاعبين بالتناسب مع تكلفتهم ملائم جدا.
كتب/ مصطفى أيمن