هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب؟.. سؤال يطرح العديد من المتزوجين، خصوصا وإذا كانت الدعوة عليه وليست له.
وعلى الرغم من أن الله يشجع على الدعاء والتضرع إليه في جميع الأمور، إلا أنه ينبغي أن يكون الدعاء مبنيًا على الخير والرغبة في رفع الضرر عن الشخص. وليس إيذائه، فقد قال تعالى في كتابه العزيز “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون” فالمودة والرحمة هي أساس الزوجين الصالحين.
في السياق الزوجي، يمكن للزوجة أن تدعو لزوجها بالتوفيق، الصحة، الرزق، والهداية، حيث يشير الإسلام إلى أهمية الدعاء للآخرين،
لكن يجب على الزوجة أن تتجنب الدعاء بالشر أو الضرر لزوجها، حيث يشدد الإسلام على تجنب اللعن والشتم، ويُشجع على الرحمة والتسامح. في حال كان هناك مشكلات بين الزوجين، يفضل اللجوء إلى الحوار المفتوح والبناء، وإلى مساعدة الخبراء إذا لزم الأمر، بدلاً من التعبير عن الغضب بشكل سلبي.
من الجدير بالذكر أن الدعاء للزوج بالهداية والتوفيق يعتبر أمرًا طيبًا ومستجابًا في الإسلام، ويعكس روح التضامن والتعاون بين أفراد الأسرة.
فيما ذكر الله تعالى في كتابه أيضًا مما يحث على الدعاء للأزواج قوله تعالى ” وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”، فلفظ أزواج يطلق على النساء والرجال، وهذا الدعاء يتضمن أن يجعل الله تعالى الزوج والأولاد سبب السعادة والهناء في الدنيا للزوجة وأن يهدي الله الزوجة لتقوى الله والخوف منه.
ومن المستحب أن يطلب الزوج من زوجته الدعاء والعكس، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لما رأيت من النبي طيب نفس قلت: “يا رسول الله ادع الله لي”، فقال: “اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها، وما تأخرّ، ما أسَرَّت، وما أعلنَتْ”، فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك.
وأكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن الدعوة على الزوج من المكروهات، فالإسلام حث على أهمية الدعاء بالخير والهداية للزوج وكذلك الزوجة.
ومن المحبوب أن تدعو الزوجة لزوجها بالتوفيق والرحمة، حتى في حالات الصعوبات والتحديات، وفي حالة وجود أفعال ظالمة من الزوج، يُشجع على التحلي بالصبر وعدم اللجوء إلى اللعن والدعاء بالشر.
كما تشدد الشريعة على أهمية المعاملة بالحسنى حتى في وجه الظلم، ويُحث المسلمون على الصبر والدعاء للزوج بالهداية والتوبة، والتفويض لله في التعامل مع الأمور الصعبة.
هل دعاء الزوجة على زوجها مستجاب؟.. وما حكم الدين في ذلك؟
وقالت الدكتورة نادية عمارة،خلال تقديمها لبرنامجها “قلوب عامرة”، المذاع عبر فضائية On T.v، إلى أن دعاء المرأة على زوجها بالمرض لا يجوز شرعًا ويعد من الأعمال المحرمة، ففي الإسلام، يُحث المؤمنون على الصبر والتسامح في التعامل مع الصعوبات الزوجية، ويُشجع على تحقيق الرفاه والتوفيق بين الزوجين.
تعتبر الدعوة بالشر على الغير أمرًا غير محبذ في الإسلام، حيث يُفضل التوجه بالدعاء لله بالهداية والتوفيق للزوجين، والله تعالى يُحب الخير والصلاح في الأسرة، والدعاء بالشفاء والهداية يُعتبر أفضل وسيلة لتحسين العلاقة بين الأزواج.
في النهاية، يعكس الإسلام قيمًا من أهمها الرحمة والتسامح، ويحث على تحقيق الصلح والتوفيق في الحياة الزوجية.