هل صيام رمضان يكفر الذنوب ويمحو الكبائر؟ سؤال ورد إلينا من المواطن أحمد وليد من المنيل بالقاهرة قال فيه، اقترفت العديد من الكبائر وفي مقدمتها شرب الخمر والزنا وشهادة الزور والكسب الحرام.
ويتساءل أنا الآن عدت إلى رشدي واصوم رضمان بانتظام ولا أفطر كما أقيم الليل وأصلي التراويح يومياً في الأزهر الشريف، فهل يغفر الله لي ذنوبي كلها، وهل تدخل الكبائر في تلك المغفرة؟
الداعية أماني الليثي: الصيام يغفر الذنوب جميعاً بما فيها الكبائر
تقول الداعية الإسلامية الدكتورة أماني الليثي إن المسلم إذا تاب وأناب واستغفر وعاد إلى ربه بتوبة نصوحة كانت كفارة له من كل الذنوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الإسلام يجب ما قبله والتوبة تجب ما كان قبلها».
ويقول الله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا».
ويقول تعالى: «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله * إن الله يغفر الذنوب جميعاً * إنه هو الغفور الرحيم».
بشرى نبوية.. الصيام يغفر الذنوب جميعاً
وأضافت الداعية أماني الليثي، إن الصيام كفارة للذنوب كما جاء في حديث حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فتنة الرجل في أهله، وماله، وولده، وجاره، تكفِّرها: الصلاة، والصوم، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
كما ورد في الأثر «يوفَّى الصائمون أجرهم بغير حساب»، وجاء أيضاً للصائم فرحتان: «فرحة في الدنيا، وفرحة في الآخرة»، وفي رواية: « للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه».
وجاء في فضل الصيام في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يومُ صَوْمِ أحدِكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّهُ أحدٌ أو قاتله فليقل: إنِّي امرؤٌ صائمٌ، والذي نفسُ محمد بيده! لخلوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربَّه فَرِحَ بصومه».
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الحسنةُ عشرُ أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك».
كما أن الصيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة؛ لحديث عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصيامُ والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربِّ منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه».
واختتمت الداعية الإسلامية بقولها، إن هناك إجماع بين العلماء على أن من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه بما فيها الكبائر، بشرط ألا تتضمن مظالم العباد، وعلى أي مسلم رد المظالم التي أخذها من الناس بدون حق حتى يضمن تكفير الذنوب جميعاً.