ومن الحب ما قتل.. لماذا تنتهي قصص العشق بالموت غير الرحيم؟
محمد عادل قتل نيره أشرف بعد قصة حب دامت ثلاثة أعوام وحكم عليه بالإعدام
أحمد حسين قتل نورهان في جامعة القاهرة وانتحر بعد أن فشل في الزواج منها
أحمد ابن العمرانية قتل حبيبة العمر بعد طلاقها والحجة «لا أتحمل وجودها في أحضان رجل غيري»
أعد الملف: سما أحمد
لماذا تنتهي قصص العشق بالموت غير الرحيم؟ سؤال يطرح نفسه كثيراً بعد أن تعددت جرائم القتل بين العشاق.
فعلى سبيل المثال قام الطالب محمد عادل بقتل زميلته نيره أشرف بعد قصة حب دامت عدة سنوات، انتهت برفض نيره الارتباط به رسمياً فقرر أن يكون الموت غير الرحيم مصيراً لها.
وفي جامعة القاهرة ارتبط موظف كلية الآثار أحمد حسين، بقصة حب مع زميلته نورهان حسين، وبعد أن رفضت الزواج منه لكثرة مشاكله، قرر الانتقام منها وقتلها أبشع قتلة، حيث أمطرها بوابل من الرصاص داخل مقر عملها وفر هارباً إلى منزله، ليجدوه جثة هامدة بعد أن قرر الانتحار والتخلص من حياته.
وفي العمرانية قرر (أحمد م.) الانتقام من زوجته بمجرد انفصالها عنه، حيث بيت النية وأحضر سكيناً وتوجه لها إلى مقر عملها وسدد لها ثلاث طعنات نافذة فأرداها قتيلة، وعند القبض عليه وسؤاله عن سبب جريمته قال: «لم أتحمل وجودها في أحضان رجل غيري».
الدكتورة آيات فاروق تجيب على الأسئلة الحرجة: لماذا تحرق نار الحب العشاق؟
موقع “الأيام” التقى في حوار خاص بالدكتورة آيات فاروق أخصائي الطب النفسي والمخ والأعصاب لتوضيح أسباب جرائم الحب أو جرائم العشق.
ولماذا يلجأ الحبيب إلى قتل محبوبته بعد فشله في علاقته مع عشيقته سواء كانت خطيبته أو زوجته أو صديقته؟
وإلى نص الحوار…
ما هي الأسباب التي تدفع الشخص إلى قتل حبيبته وتحوله من شخص عاطفي محب إلى شخص قاتل ومجرم؟
بعض الأسباب والدوافع النفسية التي قد تؤدي لمثل هذه الجرائم تتضمن اضطرابات نفسية مثل اضطراب الشخصية النرجسية، وعندما يتعرض شخص مصاب بهذا الاضطراب للرفض، يشعر بحالة من الثورة العاطفية والانفجار الداخلي، نظرًا لعدم تمتعه بالمرونة النفسية والفكرية. وبالتالي، تسيطر عليه مشاعر الانتقام.
ما هي السمات التي تشير إلى أن الشاب قد يرتكب جريمة القتل؟
بعض السمات الشخصية التي قد يتحلى بها الشاب أثناء العلاقة وتشير إلى احتمالية ارتكابه لجريمة القتل عند الانفصال أو تعرضه للرفض من الفتاة.
تشمل هذه السمات عجزه عن التحكم في غضبه عند مواجهة مشكلة أو اختلاف في وجهات النظر، حيث يصل الأمر في بعض الأحيان إلى العنف الجسدي أو استخدام ألفاظ غير لائقة.
كما يتميز المرتكب بالتسلط وعدم قبول آراء الآخرين بسهولة، بل يحاول بشكل مستميت فرض رأيه وإثبات صحته، حتى لو كان الآخرون أكثر دراية منه.
وتشير الدكتورة أيضًا إلى الالتصاق المرضي كسمة خطيرة، حيث يحاول المرتكب مراقبة ومعرفة كل خطوة وتفصيلة في حياة الطرف الآخر دون احترام الخصوصية الشخصية ويتوقع أن يكون الشخص الآخر متاحًا دائمًا دون اعتبار لظروفه الشخصية. وهذه السمات تشكل إشارة تحذيرية لوجود خطر.
هل للمجتمع دور في حدوث جرائم القتل؟
بالتأكيد، للمجتمع دور هام في حدوث جرائم القتل المرتبطة بالعشق. يمكن أن يكون للعديد من العوامل الاجتماعية تأثير على تشكل هذه الجرائم وانتشارها.
من بين هذه العوامل، التربية والتعليم الذي يحصل عليه الأفراد والمجتمع بشكل عام.
إذا لم يكن هناك توعية كافية بقيم الاحترام والتسامح وحل المشكلات بطرق سلمية، فقد يزداد احتمال حدوث جرائم القتل في حالة العشق المريض.
هل يمكن أن تسهم وسائل الإعلام في تشجيع الثقافة السامة المرتبطة بالعنف والعشق؟
نعم قد يتم تصوير العلاقات العاطفية الملتهبة والمرضية بشكل مثير ورومانسي في الأفلام والمسلسلات، مما يؤدي إلى ترسيخ فكرة خاطئة بأن العنف أو التحكم الشديد في الشريك يمكن أن يكون شكلًا من أشكال الحب.
كما أنه لا يمكن وضع اللوم كاملاً على المجتمع، فالأفراد أنفسهم يتحملون مسؤولية أفعالهم. ومع ذلك، يمكن للمجتمع أن يسهم في الوقاية من جرائم العشق المريضة عن طريق تعزيز التوعية بالعلاقات الصحية والاحترام المتبادل وتعزيز ثقافة حل النزاعات بطرق سلمية وبناءة.
كما يمكن تعزيز التربية العاطفية والاجتماعية في المدارس لتزويد الأفراد بالمهارات اللازمة للتعامل مع العواطف والعلاقات بشكل صحيح.
وبشكل عام، يجب أن تكون الجهود متعددة الأطراف للتصدي لجرائم العشق المريضة والعنف الأسري، بما في ذلك التوعية والتعليم والتشريعات القوية والدعم النفسي والاجتماعي للضحايا والمرتكبين.