فى ظل التغيرات المناحية التى يتعرض لها معظم دول العالم والمتمثلة فى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة موجات الجفاف والتى تؤثر سلبا على الانتاج الزراعى وتسبب تدهور التربة الزراعية وفقدها لخصوبتها وخاصة الاراضى حديثة الاستصلاح، كذلك فإن المدن والمجتمعات العمرانية حديثة الانشاء تتعرض الى موجات من الرمال مما يهدد الاستثمارات التى تم ضخها لانشاء هذه المجتمعات، لذلك فان هناك حاجة ضرورية لاستخدام النباتات التى يمكنها أن تسهم فى تحقيق الاستدامة فى الموارد الطبيعية المتاحة من تربة ومياه.
فى معظم الدول العربية توجد مساحات شاسعة من الاراضى الصحراوية والتى يصعب زراعتها بالمحاصيل التقليدية نتيجة عوامل مختلفة سواء تربة مفككة أو الملوحة أو نتيجة عدم وجود مياه صالحة للإستخدام فى الزراعة.
الجوجوبا من النباتات الحديثة نسبيا فى المنطقة العربية وهى من النباتات التي تناسب المناطق القاحلة والظروف المناخية القاسية كارتفاع درجات الحرارة والبرودة المنخفضة ويمكن للنبات أن ينمو في الأراضي الهامشية غير القابلة للاستزراع واحتياجاته المائية قليلة وله القدرة على تحمل العطش لقوة مجموعه الجذري كما انه يتحمل ملوحة وقلوية التربه ومياه الرى دون تأثير على الإنتاج بالإضافة إلى قلة حاجته للرعاية من ناحية التسميد والتقليم والحرث.
يعد نبات الجوجوبا عالى القيمة الاقتصادية ويصلح للظروف البيئية الجافة ويناسب طبيعة الأرض ولا يزاحم المحاصيل الاستراتيجية فى الوادى والدلتا.
الجوجوبا شجيرة معمرة مستديمة الخضرة، وتشبه إلى حد كبير أوراق الزيتون، يزرع بشكل رئيسي في المناطق الصحراوية من العالم، لذا يعرف أيضاً باسم ذهب الصحراء، وإلى جانب قيمته الاقتصادية فإنه يُعد من أكثر النباتات قدرة على التكيف مع البيئة الصحراوية، ويرجع ذلك إلى؛ قلة احتياجه إلى المياه، لاسيما وأن أوراقه لديها طبقة شمعية سميكة لها شكل عمودي مما يقلل من تعرضها لأشعة الشمس الحارقة.
تتم زراعة أشجار الجوجوبا بهدف الاستفادة من إقامة مشروعات زراعية من خلال الاستثمار فى زراعة النباتات الزيتية الاقتصادية. يمكن زراعة الجوجوبا على مياه الصرف المعالجة مما يساهم فى حماية البيئة ومحاربة التصحر الى جانب توفير مراعى للإبل والماعز مما يساهم فى توفير جزء من احتياجات الدوله من اللحوم كما تساهم فى حل مشكلة عدم توفر الاعلاف.
الجوجوبا من المحاصيل التي تمثل هدفًا للاستثمار في المستقبل. تكمن الأهمية الاقتصادية للجوجوبا في أن تكاليف إنتاجه قليلة في مصر مقارنة ببلاد العالم الأخرى مما يجعله يحقق عائد اقتصادي مجزي نظرا لتوفر المناخ المناسب للزارعة والعمالة الرخيصة نسبيا. تحتوي بذرة الجوجوبا علي شمع سائل يطلق عليه مجازا زيت الجوجوبا، ويتحمل درجات الحرارة المرتفعة به مواد مضادة للأكسدة تحفظه من التزنخ ودرجة ثباته عالية وقليل التطاير وهو اقرب الزيوت النباتية في صفاته الطبيعية والكيميائية الى زيت كبد الحوت، يعد مصدرا امن للأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة والكحولات.
وتعد زراعة الجوجوبا من المشاريع الاقتصادية الكبيرة التى تدر دخلًا كبيرًا للدولة، وتساهم فى توفير تنمية مستدامة وتعمل على إتاحة وخلق فرص عمل متعددة لتشغيل نسب عالية من السكان، نظرًا لكثافة العمالة المطلوبة لزراعة الجوجوبا وتنفيذ مصنع عصر للزيوت لزيادة القيمة المضافة من المحصول المزروع وتحقيق عائد اقتصادى من بيع زيت الجوجوبا، واستخدام الزيت الناتج كوقود حيوى صديق للبيئة، لا سيما وأنه أقل تكلفة وأكثر كفاءة من الزيوت الاصطناعية، مُنوهًا إلى أن زيت «الجوجوبا» يُستخدم حاليًا في معظم الدول الغربية كزيت لمحركات الطائرات الحربية والطائرات الأسرع من الصوت، بالإضافة إلى سفن الفضاء والصواريخ.
وتتمثل الفوائد البيئية لأشجار الجوجوبا فى أنها تقاوم شدة الرياح وزحف الكثبان الرملية ومتحملة للإجهادات المختلفة ومصدر جديد ومتجدد للطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أن زراعة فدان جوجوبا يطلق سنويًا ما يعادل 137.5 طن أكسجين، ويحتجز ما يعادل 22 طن ثانى أكسيد كربون.
يتم استخدامها في العديد من المجالات الزراعية والصناعية والطبية، حيث يستخدم زيت الجوجوبا لعالج الجروح والحروق وحساسية الجلد ومستحضرات التجميل الخاصة بالعناية بالشعر والبشرة ويستخدم أيضا في صناعة الورنيش والصابون والشموع والأحبار والبلاستيك ويستخدم كوقاية للنباتات ومكافحة بعض الحشرات مثل الذباب الأبيض وبعض الأمراض البكتيرية، وتدخل فى صناعة بعض المبيدات الحشرية العضوية، ويستخدم أيضا فى صناعة الأسمدة العضوية ويستخدم كأسوار نباتية لحماية التجمعات العمرانية الحديثة كما هو الحال فى الحزام الاخضر لمدينة 6 اكتوبر، ويستخدم كوقود حيوى صديق للبيئة بديل فعال للزيوت البترولية فى المحركات فائقة السرعة مثل الطائرات والسيارات الحديثة فى التزييت والتشحيم، ويستخدم الكسب الناتج من عملية عصر البذور في إنتاج العلف الحيواني وبالتالى الحد من الاستيراد وتوفير العملة الصعبة.
نبات الجوجوبا يعد من المحاصيل الزيتية، إذ تضم بذوره زيتاً نقياً فريداً من نوعه بنسبة تزيد عن 40% من وزن النبات، يصنف كيميائياً على أنه شمع سائل والذى يباع إما كزيت خام أو يباع فى صورة منتجات مصنعة. باقى عصر البذور او الكسبه يمكن ان يكون له استخدامات عديدة فى صناعة الأعلاف حيث يحتوى على بروتين بنسبة تتجاوز الـ30% وكبديل لبروتين فول الصويا. كما تم استخراج مواد مضادة للخلايا السرطانية من قشر البذور وأوراق النبات.
تشير التقارير إلى أن صناعة زيت الجوجوبا عالمياً بدأت عام 1971 في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، كما بدأ استخدامه كسلعة تجارية عام 1982، وفي عام 2019 بلغت قيمته في السوق العالمية 133.2 مليون دولار أمريكي، فيما بلغت 245.19 مليون دولار عام 2021، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة السوق حوالي 351.75 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2027 بمعل نمو سنوي مقداره 6.2%. بلغ الانتاج الفعلي زيت الجوجوبا خلال عام 2021 نحو 17020 طن، ومن المتوقع خلال عام 2027 أن يبلغ 25493 طن، وتعد مستحضرات التجميل أكبر قطاع فى الصناعة في السوق العالمية.
يعد مشروع زراعة الجوجوبا بالوادي الجديد أهم مشروعات زراعة الجوجوبا في مصر، حيث نجع مركز باريس بالوادي الجديد في يناير 2022 في زراعة 15 ألف فدان بتكلفة 750 مليون جنيه لإنتاج أغلى انواع زيوت الطائرات ويضم أكبر مشتل بالشرق الأوسط، كما تم زراعة المرحلة الأولى من مشروع زراعة الجوجوبا بمحافظة البحر الأحمر بمساحة ألف فدان باستخدام مياه الصرف الصحي المعالج ثلاثياً، والذي يهدف تعزيز الاستثمار في زراعة النباتات الزيتية وأبرزها الجوجوبا والجاتروفا وغيرهما، وجاري العمل من أجل الانتهاء من أعمال المرحلة الثانية من المشروع، والتي تستهدف زراعة مساحة 2000 فدان؛ ومشروع زراعة الجوجوبا في وادي النطرون والتى تجاوز إنتاج الفدان الواحد 200كجم، ومشروع زراعة الجوجوبا بغابة سرابيوم بالإسماعيلية على مساحة 500 فدان، ويزرع بها عدة أنواع من الأشجار وتستحوذ زراعة شجر الجوجوبا على 6% من إجمالي مساحة الغابة.
موقع الأيام المصرية، يقدم لكم تغطية شامل ومتنوعة لكافة الأخبار والأحداث المحلية والعالمية، فى شتى المجالات، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الرياضية، الفنية، ونرصد لكم الخدمات الهامة سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر الدولار، سعر الدينار الكويتي، سعر الريال السعودي.