الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

لم يفجعني كثيرًا استشهاد إسماعيل هنية، لأنه كان يعرف أنه مشروع شهيد، وكان من أمانيه، والدعاء الذي يدعو الله به أن يلقاه شهيدا، ولما أستشهد ثلاثة من خيرة أبنائه وعدد من أحفاده في ضربة واحدة على أرض غزة المباركة، لم يهتز، ولم يتلجلج بل ظهر صابرا ثابتا كالجبل الأشم محتسبا راضيا بقضاء الله وقدره، ولكن الذي أوجعني فعلا وقضَّ علي مضجعي هذا الكم الهائل من الغدر والخيانة الموجودة بيننا، فلولا جواسيس العرب والمسلمين الذين يمرحون في طول البلاد وعرضها بكل حرية وأريحية لثقتهم في أن الدولة التي جندتهم، وأجهزتها التي يتعاملون معها  تؤمِّن لهم حياتهم، وتملأ لهم جيوبهم، لما وقعت حوادث الاغتيالات المؤسفة.

تأملات في تاريخ خونة الأمة

كنا نضرب المثل في الغدر والخيانة بابن العلقمي وزير الخليفة العباسي المستعصم بالله الذي قدم الخليفة، وبغداد، بل كل الدولة العباسية قربان ولاء وعربون انتماء لهولاكو قائد التتار لينجو بنفسه، ويحظى بالقرب من عدو وطنه ودينه.
واليوم نرى أحفاد ابن العلقمي قد نموا وتكاثروا وانتشروا حتى ملأوا البوادي والحضر، وصعدوا الجبال، وهبطوا السهول والوديان حتى صرنا من كثرتهم نراهم بيننا  ومن حولنا في كل مكان وزمان.. ولا عزاء للأغبياء.

تم نسخ الرابط