الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

إيران، إذا كانت إيران لا تزال مصرة على أخذ ثأر هنية، فأنا لا أتعجلها في الرد بسرعة انتقاما لهنية، فإنه لا مانع عندي من أن تأخذ وقتها الذي يكفيها، لسببين:

أسباب تأخر الرد العسكري الإيراني المتوقع

الأول: توفير ما ينقصها من أسلحة حديثة من بعض الدول المتقدمة في صناعة السلاح، وبخاصة أسلحة الدفاع الجوي مثل روسيا والصين وغيرهما، لتقطع بها ذراع إسرائيل الطويلة المتمثلة في سلاح الطيران الذي تتباهي به ليل نهار.

وأيضًا تزويد إيران أو تطوير صواريخها بالتقنيات الفنية العالية الدقيقة التي تمكنها من أن تتجاوز القبة الحديدية وكل وسائل الاعتراض التي تمتلكها إسرائيل.
الثاني: كل يوم تأخير سيكلف إسرائيل خسائر اقتصادية فادحة يصعب عليها أن تتحملها، حيث إن النشاط الاقتصادي فيها الآن معطل إلى درجة الصفر.

كما أن جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي هم أصحاب هذه المصانع والشركات، وقد تم استدعاؤهم من قِبَل الجيش من أجل تلك الحرب، فمعنى ذلك أن كل نشاطاتهم التجارية والصناعية متوقفة، وهذا مما يكلف أصحاب هذه الأنشطة الاقتصادية خسائر فادحة، وأيضا خزانة الدولة فإن الأمور ستكون فيها صعبة جدًا،  كما يؤدي هذا الركود الاقتصادي إلى تسريح العمالة، مما يساعد على زيادة التضخم، وكثرة البطالة.

وهذا التأجيل في الانتقام مع الاستعداد له، دون تحديد سقف زمني محدد لتك الضربة المنتظرة يعرف في العلوم العسكرية  بالخداع الاستراتيجي الذي يضعف من قوة الخصم قبل دخول المعركة، حتى إذا ما دخل المعركة كان منهكا متعبا، ثم إن مباغتته، والانقضاض عليه على حين غرة يجعله مرتبكا مأزوما.

وقد طبق هذه النظرية في الحرب الرئيس الراحل السادات، الذي أعلن حالة الطوارئ  قبل حرب أكتوبر المجيدة أكثر من مرة،  وفي كل مرة يرفع العدو درجة الاستعداد لديه إلى الدرجة القصوى، كما أنه يستدعي مضطرا  جنود الاحتياط مما يترتب عليه في كل مرة رفعت فيها إسرائيل الطوارى أن تتكبد خسائر اقتصادية كبيرة، حتى إذا ما اطمأنت بأن ما يفعله الرئيس السادات هو مجرد تهويش، وأنه غير قادر على دخول المعركة، فما كان من قواتنا المسلحة إلا أن قامت في ظهر يوم السادس من أكتوبر بعبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف الذي لا يقهر، وتحقيق النصر على كل  إسرائيل، ونأمل من الله أن تفكر إيران في هذا الأمر الحاسم مثلما فكر وعمل السادات.
المهم أننا لا نزال نعيش الانتظار أملا في لحظة الانتصار، وطالما أنه لن  يضيع دم هنية.

تم نسخ الرابط