الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رانيا زينهم أبو بكر
رانيا زينهم أبو بكر

من منا لم يشاهد فيلم “مواطن ومخبر وحرامي” للمخرج داوود عبد السيد، وبطولة ثلاثي مصري أصيل، “خلطة” جمعت بين نماذج مصرية أصيلة، القدير صلاح عبد الله وخالد أبو النجا والمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم.

ثلاث كلمات تبدو في شكلها بسيطة، عميقة في المضمون، هذا المواطن الذي جسده خالد أبو النجا هو أنت وأنا وهم ونحن، وجميعنا يكفل الدستور له حق في ثلاث "عيش، حرية، عدالة اجتماعية".

أما المخبر فلا نريد إطالة الحديث في وصفه، لأننا نعرفه جيدا، غالبا ما يكرهه المواطن العادي وغير العادي “وحياتك”، 

شخص ينطبق عليه المثل الشهير"لا اللي فوق شافوها ولا اللي تحت سمعوها"، فهم كالعادة يندسون بين المواطنين يعرفون ما يدور في أذهانهم، ثم تستيقظ في الصباح على عبارة “اقرا الحادثة”.

يتصفون بمجموعة من الصفات لا يختلف عليها اثنين، فحديثهم يفوح منه رائحة النفاق العفن، لا يثورون لأي شعاع حق، يجيدون ضرب الطبول، ودائما ما تكره مجالسهم دون أي سبب يذكر “لله فالله”.

وقعت اليوم في فخ الجدال اللا مجدي مع صديق صحفي، عندما ربطت بين بعض الإعلاميين والمثل الشهير “لا اللي فوق شافوها ولا اللي تحت سمعوها”، بعدما شاهدت فقرة من حلقة لإعلامي “مشهور على الفاضي” جالس جلسة المنتفخ بالهواء، يملأ شاشة  قناة  ثقيلة الوزن، يتحدث بأريحية عن حذف مواد هامة مثل التاريخ والجغرافيا والفلسفة من المواد الدراسية بمرحلة الثانوية العامة.

أما عن اقتراحاته فتقفز منها العبقرية، يتحدث  في غلق الكليات التي تدرس اللغات، والاكتفاء بتعلم اللغات من خلال “كورس شهرين على النت”.

“تفاهة” هي كلماته،  جعلتني أضحك ضحكة جنونية، وكدت أجن من فرط الجهل، ولم يعيدني لرشدي سوى مقطعي فيديو لأساتذة في مجالات علمية هامة، على ما أتذكر كان أحدهم لطبيبة تدعى “جيداء مكي” التي قالت أن ما طالب به الإعلامي الحمار من حذف مواد التاريخ والجغرافيا وغيرها من العلوم الإنسانية، يعني خلق مواطن لا يعيي هُويته وليس لديه أي انتماء لوطنه وقضاياه، مؤكدة أن التكنولوجية والبرمجة التي دعا هذا الإعلامي الفارغ إلى الغوص فيها، ما هي إلا واحدة من علوم الأعصاب، تم أخذها وتطبيقها، لنعاصر اليوم كل هذه التكنولوجية الحديثة وغيرها من علوم برمجة، التي بالمنطق لا يمكن تعلم إحداها في شهرين.

أشارت الدكتورة جيداء إلى أن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد، الذي ميزه الله بالتفكير المنطقي، وأنه الكائن الوحيد الذي لديه لغة وبالتالي لديه تاريخ، فنحن لم نر قردة كتبوا تاريخهم مثلا، أو قردة دونوا أعمالهم الأدبية، ولا حتى رأينا أعمالا موسيقية للحمير مثلا، لكننا رأينهم يخرجون على الشاشات يسخرون من مواد تبني الإنسان وترسم هويته وانتماءه. 

وطالبت الطبيبة المهذبة جيداء مكي أستاذة أمراض المخ والأعصاب، باحترام العلم وعدم التقليل من أهمية أي علم، لأنه قضية كما وصفتها في منتهى الخطورة، لا يمكن السكوت عنها.

أما أنا وصديقي فعدنا لكامل محبتنا نساير عملنا المكتب يلاصق المكتب، فليس لدينا أبناء في مرحلة الثانوية العامة، لهذا لم أهتم كثيرا لقرارات إلغاء المواد، أو مقترحات كورسات الشهرين، فلست أهلا لحماية العلم، وأولى أن يدافع عن العلم أهله، فلا يفتى ومالك في المدينة".

تم نسخ الرابط