"مطوبس" تشرب المر.. السلاهبة 6 شهور بدون مياه والشركة ضحكت عالوزير

كفر الشيخ، رغم ما يحدث من تطورات وإنجارات ومساعٍ حثيثة تبذلها الدولة لتطوير الريف المصري ورفع كفاءة البنية التحتية ، وتأمين حياة كريمة للمواطنين، إلا أن الإهمال ما زال حائط صد أمام الإنجازات التي تسابق الدولة الزمن لتنفيذها.

استغاثات كثيرة تلقاها موقع الأيام المصرية من أهالي قرية السلاهبة التابعة لمركز ومدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، والتي تزيد على 5آلاف نسمة، ورغم هذا العدد الغفير إلا أنهم يعانون من العطش منذ أكثر من خمسة أشهر متواصلة.

بدأ الأمر منذ أكثر من سنتين أو أكثر.. حيث وقع الاختيار على قرية السلاهبة ضمن القرى الداخلة في خطة الدولة لتطوير القرى (حياة كريمة)، وعلى الرغم من أن المبادرة نجحت في الكثير من القرى والمدن المختلفة إلا أن الحال في السلاهبة كان على النقيض تمامًا.

الأهالي أكدوا أن عدم التنفيذ الجيد لشبكات الصرف الصحي أثر على نظام مياه الشرب بالقرية وعلى قوة رفع المحطة الرئيسية للمياه بمركز مطوبس محافظة كفر الشيخ.

زهقنا من الشكوى 

استمر الحال على ما هو عليه لمدة تجاوزت الـ 5 شهور، الكل عطشى، الكل يشكوا.. الجميع يعاني.. وبالرغم من ذلك اتخذوا المسارات السلمية والقانونية للتعبير عن شكواهم لعل أحدا من المسئولين يرد عليهم .

تعالت الصرخات أكثر، وكثرت الاستغاثات لكن دون جدوى، ولسان حال المسؤولين هناك لا أسمع ولا أتكلم، الكل يقف مكتوف الأيدي دون تقديم أية مساعدة لهؤلاء البسطاء الذين يباشرون أعمالهم بكل حب وتفانٍ في سبيل تأمين رغيف عيش يقيهم من العوز ومد الأيدي الصاغرة إلى الميسورين من العباد.

فهذا الطفل الصغير الذي يظهر بالصورة المرفقة بالتقرير يمتطي حماره كل يوم، واضعًا جراكن المياه الفارغة كالصحراء القاحلة على ظهر الحمار، يسير به كل يوم مسافة كيلو متر أو أكثر من أجل ملئ تلك الجراكن بالمياه من القرى المجاورة التي استطاعت الإفلات من ظلم المسؤولين وفساد بعضهم، ومن ثم يعود إلى بلده وأهله ليرد ظمأهم ويشق مرارة وعلقم العطش الساكن في حلقهم.

ويظهر عم "شرهان" الرجل السبعيني محني الظهر من كثرة الشقاء والعناء الذي شهده طوال حياته، يحمل بين يديه جراكن المياه هو الآخر من أجل البحث عن مصدر لملئ جراكنه وري ظمئه، عائدًا إلى أسرته التي يقوم على رعايتهم وقضاء حوائجهم بصفته رب البيت والدار.

وهذا الشاب العشريني سائق التروسيكل يقوم بعمل تطوعي خدمة لأهل بلده حيث يحمل الجراكن لغير المقتدرين على حملها ويقوم نيابة عنهم بملئ الجراكن الفارغة.

أما عن هذا الرجل العجوز الذي يقود الدراجة البخارية فقد شد الرحال هو الآخر من أجل تحقيق الغاية والمراد والحصول على شربة ماء تقيه مرارة الظمأ الفتاك، الذي مزق أكباد الطير في الهواء وحتى السمك في الماء، حتى أن الأطفال الصغار أصيبوا بالحكة والجرب من قلة الاستحمام.

سرعان ما هب المتعلمون من أبناء القرية وانتفضوا لرفع المظلمة الواقعة على أهل قريتهم البسطاء، فقاموا بإرسال الشكاوى إلى الجهات المعنية في الدولة، لكن الردود دائمًا كانت عبارة عن حجج فارغة وخلق أزمة مصطنعة للهروب من تحمل المسؤولية.

تقدم المواطن "عبدالله عادل عبد العزيز أبو جمعه" من أهالي القرية بشكوى تحمل رقم 8015179 ، فأتى الرد عليها أن تخفيف الأحمال هو السبب في انقطاع المياه

 كما تقدم "عبدالجواد محمد عبد السلام السلهبي" بشكوى هو الآخر، فجاء الرد بحجة  “أن هناك أعطال بالمحطة وجاري صيانتها”.

الغريب في الأمر أن المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق، قام بزيارة ميدانية إلى مركز ومدينة مطوبس الأربعاء الماضي الموافق 21 أغسطس 2024، تحديدًا محطية مياة الشرب التي ادعى المسؤولون عنها أنها تعاني من أعطال اتسببت في الأزمة.

 المسؤولون ضحكوا على الوزير

على الجانب الآخر خاطب الأهالي كل من صلاح فياثه مدير محطة مياه مطوبس، إبرهيم حماد فني تشغيل المحطة، موسى عطيه مسؤول عن مياه خط الخليج، وجمعه أبو شبانه، صلاح بدر ، مسؤول مجلس قريه برمبال، وعمر الزعيقى نائب رئيس مجلس مطوبس ، بالإضافة إلى النائب محمد الصمودي عضو مجلس الشعب، والنائب محمد عبد العليم داود عضو مجلس الشعب لوضع حل لتلك الأزمة التي عصرت أكباد أهل القرية، وللأسف جاءت معظم الردود عبارة عن تسويف فقط.

بنموت من العطش يا سيادة المحافظ 

وناشد كلًا من عبدالله عادل عبدالعزيز أبو جمعه،  عبد الجواد محمد عبد السلام السلهبي، إسماعيل عبد الكريم قلاظه، محمد محمد جبريل السعداوي، عادل عبدالعزيز أبو جمعه،أحمد سيفه عبد السلام،محمود السعيد عبد السلام ، نبيه محمد عبد السلام السلهبي،عبد الحي محمد أبو عوض، عزيز رياض أبو جمعه، شريهان عبد الجواد بهي، صبرى إبرهيم أبو عوض، محمد طاهر عبد السلام، وآخرون اللواء علاء عبد المعطي محافظ كفر الشيخ الجديد. قائلين: "يا محافظ بنموت".

فهل سيتدخل المحافظ أم سيبقى الوضع كما هو عليه؟