الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

صحيفة عبرية: الأمريكان يتعمدون تضخيم قوة إيران لإرضاء غرورها

الولايات المتحدة
الولايات المتحدة وإيران - أرشيفية

نشرت صحيفة عبرية “جيروزاليم بوست” مقالًا تزعم فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم استراتيجية تضخيم قوة خصومها وتضخيم قدراتهم لإرضاء غرورهم، مشيرة إلى أن هذا النهج جزء من التكتيكات المستخدمة للاشتباك اللاحق، سواء في المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة أو لمباغتتهم في المواجهات العسكرية أو الاقتصادية.

 المرشد الإيراني علي خامنئي

وفي هذا السياق يمكن فهم تصريحات مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي حينما قال إن الولايات المتحدة تصدق الإيرانيين عندما يقولون إنهم سيردون على إسرائيل ولن يناقش تقييماتهم الاستخباراتية، لكنه بالتأكيد لا يستطيع قراءة أفكار المرشد الإيراني علي خامنئي أو معرفة ما كان يفكر فيه.

ولا يتحدث كيربي مكتوف الأيدي عند الإشارة إلى عدم القدرة على التنبؤ بقرارات خامنئي أو الوصول إلى توجيهاته بشأن الرد على مقتل إسماعيل هنية. 

جون كيربي

ويبدو الأمر كما لو أن وكالات الاستخبارات الأميركية لا تفهم نمط تفكير الزعيم الإيراني، أو كما لو أن الاستخبارات الإسرائيلية، التي تسللت إلى غرفة نوم “إسماعيل هنية” في طهران، غير قادرة على اختراق الدائرة الداخلية للمرشد الأعلى.

وتضيف الصحيفة العبرية:  “رغم ذلك، يعرف كيربي أن الإيرانيين يريدون أن يشعروا أنهم يزرعون الخوف في نفوس أعدائهم الأمريكيين، وهذا قد يرضي غرور خامنئي ورفاقه، ويدفعهم إلى الانكماش بعد كل استهداف لقادتهم ومسؤوليهم وأذرعهم الإرهابية ووكلائهم الإقليميين”.

وهذا الأسلوب النفسي يمارسه الجانب الأميركي بشكل جيد في التعامل مع العقلية الإيرانية المعششة بغطرسة القوة والكبرياء. والولايات المتحدة تفهم هذه العقلية وتعرف كيف تؤثر على قراراتها وسلوكياتها. ويريد الملالي الوقود لدعايتهم لجذب المؤيدين. وتختلف هذه العقلية عن التوجه الغربي العملي الذي يركز على تحقيق الأهداف والمكاسب الاستراتيجية دون الاهتمام بدعاية الأنظمة الفاشلة.

المرشد الإيراني والرئيس الراحل إبراهيم رئيسي

وتضع الصحيفة العبرية افتراضًا أن كيربي جاد وأن الاستخبارات الأمريكية لا تستطيع تقييم الخطوة التالية لإيران بشكل واقعي، فإن سيناريوهات الرد الإيراني لا تتعلق بعقل خامنئي فحسب، بل أيضًا بقدرات إيران الفعلية على تنفيذ التهديدات، والتي غالبًا ما تتجاوز القدرات البرية.

وتعتقد “جيروزاليم بوست” يعتمد هذا النظام الشعبوي بشكل كبير على الدعاية والشعارات. ولا ينبغي التوقف عند كل عبارة من قادتها، فهي في معظمها خطابات نارية وتصريحات غامضة في خدمة التعبئة الجماهيرية والحرب النفسية، وليست مواقف حقيقية.

ويبرر بعض أنصار النظام الإيراني، ومن بينهم الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، تأخر الرد بالقول إن الانتظار بحد ذاته جزء من الرد، معتبرين أنه استنزاف نفسي وعسكري للطرف الآخر، ويقولون إن إبقاء القادة الإسرائيليين في الملاجئ أو عدم قدرتهم على التحرك بحرية يعد كارثة لإسرائيل.

الاستراتيجية الإيرانية

وتقول صحيفة “جيوزاليم بوست” إنّ تصدير الخوف من الرد الإيراني استراتيجية ترضي غرورهم، وهدأت نفسيتهم بعد تقارير إعلامية عن افتقار الملاجئ الإسرائيلية إلى تكييف الهواء وعن ملجأ يوم القيامة لحكومة نتنياهو. 

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

وتغذي هذه التقارير نشوة القادة الإيرانيين، وتدفعهم إلى تكرار التهديدات التي تفاقم الخوف الإسرائيلي كجزء من الرد والعقاب، ومن المرجح أن إيران لا ترغب في بدء حرب كاملة، لكنها تراهن على أن تصاعد المخاوف الإسرائيلية سيدفع نتنياهو إلى قبول ضربة استباقية كان رفضها في السابق. 

كما تسعى إيران إلى تجنب مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي، بالاعتماد على استراتيجية الضربة الثانية، وهذا من شأنه أن يسمح باستخدام أقصى قدر من القدرة العسكرية دون النظر إلى ردود الفعل الدولية، وربما تتعلق حساباتهم بمواقف روسيا والصين، وأن أي ضربة استباقية إسرائيلية من شأنها أن تضع إيران في حالة دفاع مشروع عن النفس أوضح من استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس على أراضيها.

واختتمت الصحيفة الإسرائيلية في مزاعمهم أن عقل خامنئي يعطي الأولوية لمصالح النظام على الدولة الإيرانية أو الحركات الوكيلة مثل حماس أو حزب الله، والتي يمكن التضحية بها من أجل بقاء النظام، وقرار الرد يعتمد على مدى تأثيره على مصير النظام لا أكثر.

تم نسخ الرابط