"أنتم دواعش".. "مساكنة" إيناس الدغيدي وصلاة إلهام شاهين تثير أزمة بين المحامين والأزهر
شهدت الساحة في الفترات الأخيرة جدلًا واسعًا بين الناس نتيجة تضارب الفتاوى حول أمور الدين، التي جاءت على لسان أشخاص ليسوا أهلًا للفتوى مما أحدث ضجة لارتباطه الشديد بالمعلوم من الدين بالضرورة ، في أمور ليست محلًا للجدل والخلاف من الأساس ويرصد الأيام المصرية خلال السطور القادمة تفاصيل هذا الجدل.
تصريحات إلهام شاهين حول الصلاة
أثارت تصريحات الفنانة إلهام شاهين خلال الأيام الماضية حول الصلاة، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الإجتماعي، وأظهر هذا الجدل أشخاصًا لا علاقة لهم بالدين والحديث حوله، لكنهم قرروا الإفصاح عن رأيهم الذي بالنسبة لـ علماء الدين هو تضليل للشخص البسيط الذي يريد معرفة الحكم الصحيح.
علماء الدين أصحاب علوم زائفة!
ولم يقتصر الأمر عند قيام هؤلاء الأشخاص بإبداء رأيهم في الأمور الدينية، بل قاموا بتضليل الأشخاص، والتشكيك في علماء الدين، ووصف علمهم بأنه "علم زائف"، ووصف علماء الدين الذين يوضحون الحكم الصحيح للناس بأنهم أصحاب فكر داعشي.
اشتباك بين عالم أزهري ومحامي عن ترك الصلاة
استضاف برنامج "علامة إستفهام" هاني سامح، عضو لجنة الحريات بنقابة المحامين، وأجرى إتصالًا عبر تطبيق "زووم" على محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، وحدث اشتباك بينهما، حيث بدأ الدكتور علي محمد حديثه بـ شر البلية ما يضحك، مستنكرًا كلام الدكتور هاني سامح الذي قال أنه في كل هذه الأمور لا يجوز الإحتكام إلى رجال الدين، لأنها مسألة تتعلق بالعمل وساعات الإنتاج، والشخص ملزم بإعطاء كل طاقته في هذه الساعات للعمل.
علي محمد الأزهري: لو سألناك عن سنن الوضوء لعجزت عن قولها
واستنكر المحامي قائلًا أنتم يا علماء الأزهر تكفرون تارك الصلاة سواء تركها عمدًا أم سهوًا، ليرد عليه علي محمد الأزهري: "والله لو سألناك عن سنن الوضوء لعجزت عن قولها، ولو سألناك عن سنن الصلاة ما أستطعت أن تخبر الناس بها"، ليرد المحامي أن هذه الأمور روحانيات.
ومن جانبه قام علي الأزهري بتحذير هاني سامح: "إياك أن تتجاوز على علماء الأزهر"، واستنكر الأزهري من كلمة رجال الدين قائلًا أنه مصطلح يهودي وضعه اليهود، لكن عندنا علماء الدين، ليرفض المحامي وصفهم بالعلماء، ونعتهم بالشيوخ أو الفقهاء، لأنه يرى أن علماء الدين ليسوا علماء لأنهم أصحاب علوم زائفة، قائلًا: "لا تدلس وتنشر الخرافات بين الناس".
هاني سامح: لا يوجد نص في القرآن الكريم يوجب أداء الصلاة على وقتها
وعقب الأزهري على قول سامح بأنه لا يوجد في القرآن الكريم ما يوجب أداء الصلاة على وقتها بنص من كتاب الله تعالى: "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا"، مبينًا حكم التكاسل وتأخير الصلاة إلى غير وقتها من كتاب الله تعالى: "فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ".
متي يمكن ترك العمل لأداء فريضة الصلاة؟
وأوضح الأزهري الوقت الذي يمكن أن يترك الشخص عمله لأداء الصلاة قائلًا: نترك العمل إذا كان ليس هناك ضرورة ملحة تتعلق بأنها سيقوم عليها مفسدة عظيمة إن تركناها، والمفسدة العظيمة إما بسبب خوف أو مرض أو سفر أو طبيب يجري عملية بسببها ستضيع عليه وقت الصلاة في هذه الحالة يجوز له أن يجمع إما جمع تقديم أو جمع تأخير، لكن بسبب تصوير أو اجتماع يمكن أن يؤجل، مضيفًا أنه لما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلى الله قال: "الصلاة على وقتها".
الأزهري: ما الذي يدعوك للكلام في دين الله
ومن جانبه أصر هاني سامح وردد سؤال ما حكم تارك الصلاة عند علماء الدين، ناعتًا علماء الأزهر بأنهم أصحاب فكر داعشي قائلًا: "أفصح عن الداعشية التي تعتنقها"، ليرد عليه الأزهري قائلًا: "ما الذي يدعوك أصلًا للكلام في دين الله، هل أنت درست شريعة وتستطيع أن تسرد لي أقول العلماء في تأخير الصلاة عن وقتها، وهل هذه الأيات ظنية أم قطعية؟".
هاني سامح: المساكنة ليست زنا
وتطرق هاني سامح لحديث آخر حول رأي القانون في المساكنة، مؤكدًا أن القانون يبيح ويجيز المساكنة، مؤكدًا أن المساكنة لا تضيع حقوق المرأة، فحقوق المرأة محفوظة في القانون، وأنه ليس هناك اعتداء على المرأة لأن القانون يحميها.
وأضاف هاني سامح: "الصحوة الدينية الرجعية أنتهت"، ورد مصعب العباسي مقدم برنامج "علامة إستفهام"، أنه يرفض هذا الكلام، مؤكدًا أن المساكنة تنتهك حقوق المرأة وتجعل منها مادة للتجربة وسلعة بلا ثمن.
ولكن سامح لازال متمسكًا برأيه أن المساكنة جائزة وقال أن الإمام أبو حنيفة أستند على نص من الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حينما جاءت إليه أمرأة أن رجل أصابها مقابل حفنة من تمر فأشار لها بيده ولم يقيم عليها الحد وقال لها مهر، وأخذ بهذا أبي حنيفة، فهو يرى أن المساكنة بمقابل ليست زنا.
دار الإفتاء توضح رأي أبو حنيفة بخصوص المساكنة بمقابل
وردت دار الإفتاء على من يشيعون أن الزنا لو بمقابل فهو ليس زنا، وتوضح حقيقة رأي الإمام أبي حنيفة: المقصود من قولهم إن أبا حنيفة ـ رحمه الله ـ لا يعد هذا الفعل زنا هو أنه لا يعتبره زنا يوجب الحد بسبب وجود شبهة الأجرة، لكن إذا كان مراده أنه مباح وغير محرم، فهذا غير صحيح ولا يقبله أي مسلم، بدليل قوله تعالى: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا".
وتابعت الإفتاء: هل يشك أحد في تحريمه؟ وهل يرضى به لأهله ومحارمه؟ يجب أن يتقي الله ويقف عند حدوده، ويبتعد عن انتهاك حرماته.
وأضافت: اعلم أن الزنا من أبشع الذنوب وأكبر الكبائر التي تجلب غضب الله وسوء العاقبة في الدنيا والآخرة، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في "روضة المحبين": "سبيل الزنى هو أسوأ سبيل، وأقبح مكان لأهله هو الجحيم، حيث يعذبون في تنور من نار، ويتجدد لهم العذاب يوميًا حتى يوم القيامة، كما رآهم النبي في منامه، ورؤية الأنبياء وحي لا شك فيها"، ويكفي في قبح الزنا أن الله شرع فيه أقسى العقوبات وأشدها.
