شهد ملف حقوق الإنسان في مصر تطورا ملحوظاً خلال الـ 8 سنوات الماضية في العديد من الجوانب، وأصبح 30 يونيو نقطة فارقة ونقلة نوعية في ملف حقوق الإنسان؛ فضلاً عن الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة المصرية لترسيخ مبادىء حقوق الإنسان في مصر، وذلك منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية في عام 2014، بعد انتصار ثورة الـ 30 من يونيو ونجاح المصريين في التخلص من حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
أولى الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماماً كبيراً لملف حقوق الإنسان في مصر بعد توليه مقاليد الحكم؛ وذلك إيمانا منه بضرورة عبور البلاد إلى بر الأمان بعد ثورة الـ 30 من يونيو، وترسيخ مبادىء حقوق الإنسان والتنمية الشاملة؛ وذلك لبناء إنسان جديد في مصر، خاصةً بعد أن مرت البلاد بفترة عصيبة في ظل حكم جماعة الإخوان، وصلت بها إلى نفق مظلم وحرب أهلية بين عدد من فئات المجتمع المصري.
وتستعرض “بوابة الأيام“، من خلال التقرير التالي، أبرز إنجازات الدولة المصرية والتطور الكبير التي شهدته البلاد خلال السنوات الأخيرة في مجال حقوق الإنسان، بعد ثورة الـ 30 من يونيو.
الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
أطلقت الدولة المصرية الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في يوم 11 سبتمبر 2021 بتشريف رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولتمثل بذلك نقلة نوعية بحق في هذا الملف، والتي تعد ترجمة واقعية للنصوص الدستورية المصرية التي لم تقتصر على الحقوق المدنية والسياسية فقط، ولكن امتدت لجوانب عدة، شملت الكثير من الحقوق والحريات على كافة المستويات.
2022.. عاما للمجتمع المدني
أعلن رئيس الجمهورية، 2022، عامًا للمجتمع المدني، وذلك تأكيدًا منه على حقوق المواطنين ومطالب الشعب المصري، بالإضافة إلى دعوته لتعديل القانون المنظم لعمله؛ تشجيعا له على العمل بحرية، والمساهمة كشريك وطني مهم في بناء الجمهورية الجديدة.
العفو الرئاسي
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي، والتي قامت بتحركات سريعة لبدء عملها، وعقدت اجتماعا عاجلا وأعلنت عن عدد من الخطوات للتواصل مع اللجنة وإرسال طلبات العفو.
كما شهد إفطار الأسرة المصرية 2022 توصية الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي والتي تم تشكيلها كأحد توصيات المؤتمر الوطني للشباب 2016، على أن توسع قاعدة عملها بالتعاون مع الأجهزة المختصة ومنظمات المجتمع المدني المعنية، وسط ترحيب كبير وإشادة من جانب كل الأطياف السياسية والمجتمع المدني وفئات المجتمع، وتم تفعيل لجنة العفو الرئاسي مع توسيع نطاق عملها لتشمل الغارمين والغارمات إلى جانب الشباب المحبوسين.
تطوير أوضاع السجون
بذلت الدولة المصرية جهوداً نوعية لتحسين أوضاع السجون، وجاء قرار غلق 3 سجون عمومية وتحويل النزلاء بها لمجمع الإصلاح والتأهيل بوادي النطرون، في إطار خطة الدولة لتوفير الرعاية الشاملة للمسجونين وحمايتهم من المخاطر الصحية وإعادة تأهيليهم؛ تمهيداً لدمجهم في المجتمع مرة أخرى، وما كان لكل ذلك أن يتم دون شراكة حقيقة وهادفة مع المجالس القومية المتخصصة والمجتمع المدني الذي يساهم في تطوير البرامج والاستراتيجيات؛ بما يتمتع به من خبرات متراكمة.
إلغاء مد حالة الطوارئ
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قرارًا هاما بعد توليه الحكم، وهو إلغاء مد حالة الطوارئ؛ إيذانا ببدء الجهورية الجديدة في مصر، التي تقوم على العدالة والمساواة والديموقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.
مبادرات هامة لتعزيز حقوق الإنسان
أطلقت الدولة عدد من المبادرات الصحية، منها مبادرة القضاء على فيروس سي وإزالة العشوائيات، كما أنها قطعت شوطًا كبيرًا ومهمًا في الإصلاح الاقتصادي والمالي بالتعاون مع صندوق النقد الدولى والبنك الدولي، وتخصيص 100 مليون دولار للتعامل مع الجائحة واتخاذ تدابير مالية وسياسية لدعم الشباب والمرأة والفئات المهمشة حتى بعد انحسار الجائحة.
«حياة كريمة»
في إطار حرص الرئيس السيسي على تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، قام بالعديد من الجهود الوطنية، تمثلت في إطلاق بعض المبادرات مثل «حياة كريمة» التي أعطت مثالا إيجابيا يحتذى به في حق المواطنين بالحصول على ثمار التنمية بشكل متكافئ عبر تحسين جودة حياة أكثر من 60% من المواطنين المصريين في نموذج مثالي للشراكة بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.
«تكافل وكرامة و100 مليون صحة »
كما أطلق الرئيس السيسي مبادرات تكافل وكرامة و100 مليون صحة التي تهدف لتحسين جودة حياة الشعب المصري العظيم واحترام كرامته الإنسانية، والوفاء باحتياجاته الأساسية وتوفير الحماية الاجتماعية لهم.
تعزيز التشريعات والمساواة بين الجنسين
وعلى صعيد آخر قام الرئيس السيسي بتعزيز التشريعات وإطلاق المبادرات التي تهدف لتعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة في كل مناحي الحياة، ومكافحة جميع أشكال العنف ضدها، حيث أحرزت المرأة المصرية تقدما ملحوظا باعتلائها منصة القضاء وحصولها على أكثر من ربع مقاعد مجلس النواب في الانتخابات التشريعية الأخيرة، فضلا عن تعيين 8 وزيرات بالحكومة الحالية.
تمكين الشباب
قامت القيادة السياسة بالاهتمام بملف تمكين الشباب، ومساندتهم بصنع واتخاذ القرار، كما أصبح لمصر تجربة شبابية متميزة لم يقتصر صداها على الصعيد الوطني، بل امتدت لجميع أنحاء العالم، وذلك من خلال تنظيم مصر لـ4 نسخ من منتدى شباب العالم الذي يحظى بالرعاية المباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ويمثل منتدى شباب العالم المنصة الشبابية الأبرز عالميا، حيث يتبادل خلالها الشباب من جميع أنحاء العالم رؤاهم وخبراتهم جميع قضايا عالمنا المعاصر.
تشكيل وحدات حقوق الإنسان في الوزارات والمحافظات
عملت الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة على إعادة تشكيل وحدات لحقوق الإنسان بالوزارت والمحافظات، تختص الوحدات بنشر ثقافة حقوق الإنسان التي يكفلها الدستور عن طريق عقد دورات تدريبة متتاليه بمركز التدريب الإداري و التنمية البشرية بالمحافظات ووضعها ضمن الخطة التدريبية للمركز وكذلك الاهتمام بشكاوي الفئات المهمشة و الأسر الفقيرة و ذوي الإعاقة و المرأة المعيلة وكبار السن، كما أعلن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء عن تشكيل مجموعة عمل تشرف على الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
تجديد الخطاب الديني
كثفت الدولة المصرية جهودها لتعزيز حرية الدين من خلال تجديد الخطاب الديني، ومكافحة التطرف وخطاب الكراهية وتعزيز ثقافة التسامح وتقبل الآخر والتعايش السلمي، ونشر روح التآخي، ما ساهم في ترسيخ مبدأ المواطنة واعتماده أساسا للحقوق والواجبات، وجاء قانون ترميم الكنائس وترميمها، وتم بموجبه تقنين أوضاع أكثر من 2000 كنيسة ليمثل خطوة أساسية وإضافية لهذا الشأن.
تعزيز حرية الرأي والتعبير
كما بذلت الدولة المصرية جهودا كبيرة على صعيد تعزيز البنية التشريعية ذات الصلة بالحق في حرية الرأي والتعبير، وتكوين النقابات العمالية، والحق في التجمع السلمي والمشاركة في الحياة السياسية والعامة وتكوين الأحزاب، بالإضافة للحق في الحرية والسلامة الجسدية، فلا يتم احتجاز أي شخص إلا بسبب مخالفته بالقانون، ويتم التحقيق معه ومحاكمته مع توفير ضمانات المحاكمة العادلة من خلال قضاء مصري مستقل ونزيه
مكافحة الإرهاب
شنت الدولة المصرية عبر مؤسسات إنفاذ القانون حربًا كبيرة على الارهاب لحماية أرواح المواطنين المصريين وممتلكاتهم من شروره، وواجهت مصر موجة إرهابية شديدة العنف، وسط بيئة إقليمية شديدة الاضطراب والتعقيد.