أثارت الفيفا الجدل بالأمس حين أصدرت تعديلات جديدة بخصوص قانون التسلل والتي من شأنها التأثير بشكل كبير على استراتيجيات وطرق لعب المدربين مع أنديتهم.
صادقت الفيفا ومجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم (IFAB) على تعديل بخصوص قوانين التسلل، حيث وافقت على اختبارات جديدة لنوع آخر من التسلل، ويتم ذلك في المسابقات الخاصة بالفئات السنية الأٌقل، ثم يتم تطبيق الفكرة في بعض المسابقات الأخرى، على أن تشهد المرحلة الأخيرة من التعديل تعميم التجربة حالة نجاحها على كافة بطولات كرة القدم على مستوى العالم.
وينص القانون الجديد في الفيفا على أن اللاعب يعتبر متسللًا فقط إذا كان متقدمًا بكامل جسده على المدافع الأخير، وكان هذا التعديل هو من اقتراح الفرنسي أرسين فينجر رئيس لجنة التطوير بالاتحاد الدولي لكرة القدم.
واقترح فينجر تنفيذ تعديل ثوري على قاعدة التسلل، ففي الوقت الحالي يعتبر اللاعب متسللًا إذا كان متقدمًا بأي جزء من جسده على آخر مدافع معه من الفريق المنافس، ولكن باستثناء الذراع، لأن القانون يشترط أن يكون الجزء المتقدم من جسد اللاعب يمكنه تسجيل هدف به.
تاريخ الفيفا والتعديلات في قانون التسلل
يرى أرسين فينجر وخبراء تطوير اللعبة في الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن التعديلات الجديدة بخصوص قانون التسلل من شأنها تقليل نسبة أخطاء الحكام وتدخلات الـVAR في غير محلها، وأيضًا حل مشكلة رسم خطوط التسلل التي تكون في كثير من الأحيان بشكل خاطئ وغير مفهومة.
ومثلما أثر تعديل قانون التسلل في عام 1925 على كرة القدم، وقام بتغيير الكثير فيها من الناحية التكتيكية، سيحدث القانون الجديد والمتوقع تطبيقه بداية من يوليو 2024 الكثير من التغييرات.
ففي عام 1925، قرر الاتحاد الإنجليزي تعديل القانون ليتطلب وجود لاعب آخر بالإضافة إلى حارس المرمى بين المهاجم والمرمى حتى يعتبر غير متسلل، تغيير القانون في هذه الفترة رفع كثيرًا من معدل الأهداف في كل مباراة، ولكنه أيضًا ساهم في إحداث تغييرات كثيرة على مستوى خطط اللعب.
تأثيرات قانون التسلل الجديد
من شأن التعديل في القانون الحالي أيضًأ أن يؤثر على المهاجمين ويعطيهم ميزة كبيرة على حساب المدافعين، حيث يعاني المهاجم الآن من قانون التسلل الحالي، الذي يعلنه متسللًا إذا كان متقدمًا بجزء من جسده على المدافع الأخير، ومع تعميم القانون الجديد، سيمتاز المهاجمون وخاصة من يمتاز بالسرعة من أن يسبق المدافع بخطوات، ولكن جزء بسيط من جسده متأخر مع المدافع.
وقد تلجأ بعض الأندية إلى تغيير استراتيجية الدفاع الخاصة بها، قد يختار المدرب الاعتماد على الكثافة العددية في الدفاع، وقد يعود مركز الليبرو للظهور من جديد في تشكيلات الفرق.
ويبدوا أن المستفيد الأكبر من هذا التعديل هي الأندية التي تعتمد على التحولات السريعة في خططها، حيث سيبرز في القانون الجديد اللاعبون الذين يمتازن بالسرعة في اللعب من لمسة واحدة، ويبقى الآن من المدربين تطوير وتحديد وقت خروج الكرة من قدم اللاعب بشكل دقيق.
مبدأ التغيير في ذاته هو البحث أكثر عن كرة قدم هجومية، واحداث المتعة للمشاهد في وقت توجه الغالبية إلى السوشيال ميديا وألعاب الفيديو.
بشكل منطقي يبدوا أن القانون الجديد أفضل، لكن القانون له أيضًا العديد من التأثيرات السلبية، فمن شأنه مع الوقت كثرة الأهداف بشكل مبالغ فيه، وقد تصاب الجماهير بالملل، وسنرى كرة القدم على أرضية الملعب تبدوا كألعاب الفيديو.