تجار الدين .. آفة حقيقية باتت تضرب جزور المجتمع بعد أن تغولوا وتغلغلوا في شرايين المجتمع ونصبوا أنفسهم أوصياء على الشريعة الإسلامية والناس أجمعين.
ليس هذا فحسب، بل إن تجار الدين منحوا أنفسهم صكوك الغفران التي يدخلون بها الناس الجنة والنار متى شاءوا بهتانا وزورا.
فما حكم الدين في هؤلاء المرتزقة المتاجرون باسم الشريعة الإسلامية؟
حكم الدين الإسلامي في تجار الدين
يقول فضيلة الشيخ مصطفى العطفي، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، إن التجارة بالدين أمر مرفوض ومزموم في كتابة الله، لأن الله لم يجعل بينه وبين عباده أي وساطة مطلقًا.
وأضاف فضيلته: حذر الله عز وجل المؤمنين من هذه الظاهرة؛ فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾ [آل عمران: 77].
وأضاف أنها بنص الاية حالة تجارة واضحة بالدين، وتكسب من الدين وعهده وأيمانه، مقابل ثمن قليل، وهو أمر مذموم في الشريعة الإسلامية الغراء.
وشدد العطفي على أن الله توعد تجار الدين بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة حيث قال تعالى:: ﴿ أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 77].
كما نبهنا القرآن الكريم للنظر إلى تجار الدين في الأديان الألأخرى وعدم التشبه بهم فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات؛ يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتَمَن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة))؛ [صحيح الجامع].