في إطار حادث عروس الإسماعيلية، وبعد التصريحات الإعلامية الأخيرة تواصلت بوابة “الأيام” مع استشاري العلاقات الزوجية والأسرية الدكتور عبدالله أحمد ليكشف التحليل النفسي للنساء التي تتقبل عنف الزوج.
ويفيد استشاري العلاقات الزوجية والأسرية أن التعرض للعنف المنزلي الشديد والمستمر يتسبب باضطراب عقلي يسمى بـ”متلازمة المرأة المعنفة” أو “متلازمة الزوجة المُعنفة”، ويُعد أحد أنواع اضطراب ما بعد الصدمة، وأن الأزواج الذين يمارسون العنف مع زوجاتهم قد تربوا على أنه وسيلة للتأديب، وتربوا على أن التأديب يكون بالضرب، وأن الزوجة ستتقبل الأمر دون أي اعتراض، ويرجع ذلك الأمر للموروثات الثقافية في مجتمعنا، وهذا السلوك ينتقل من جيل لآخر.
ويرى أن المرأة التي تتعرض لذلك تكتسب ضعفًا وعجزًا يجعلها تعتقد أنها تستحق الإساءة الموجهة لها، وفي حالات كثيرة لا تُبلّغ المرأة عن الإساءة، وتتجنب التصريح لعائلتها وأصدقائها عن حقيقة ما تتعرض له فنحن نربي أجيال تقبل العنف والإهانة أو تلعب دور الضحية بشكل غير مبرر، وهذه الموروثات منحت الحق للرجل تأديب زوجته بالضرب، في ظل تدني مستوى الزوجة الثقافي والاجتماعي.
ويجب أن يعي المجتمع أن الاستمرار في العلاقة المسيئة هي حالة في غاية الجدية، ففي بعض الأحيان يصل الأمر إلى قتل الزوج المعتدي، وهناك الكثير من الحالات المسجّلة.
العنف ضد المرأة
مراحل مرور المرأة بالعنف الأسري
- النكران: تكون المرأة في هذه المرحلة غير قادرة على تقبّل حقيقة كونها مُعنفة، فتلجأ إلى تبرير الإساءة.
- الشعور بالذنب: تشعر المرأة في هذه المرحلة أنها هي من تسببت بالإساءة لنفسها.
- الاستدراك: تستدرك المرأة في هذه المرحلة بأنها لا تستحق الإساءة، وأن شريكها يمتلك شخصية عدائية.
- المسؤولية: هنا تتقبل المرأة أن المسؤولية تقع على عاتق الشريك، وفي بعض الحالات، تحاول المرأة الهروب من تلك العلاقة.
أسباب تقبل المرأة للعنف الأسري
وأكد الدكتور عبدالله أحمد أن بعض النساء تتقبل هذا النوع من العنف، ولنعلم جيدا أن النشأة الاجتماعية لبعض السيدات بأن الضرب هو الذي سيعدل سلوكها يجعلها تتقبل الأمر من زوجها أيضًا، حيث إنها كانت تواجه قسوة في التربية من الأب والأم، وتتعرض للضرب حتى من أخيها، فهذا المفهوم الخاطئ ينمو معها في الكبر لأنها حرمت من الحنان، وسيجعلها تفقد ثقتها بنفسها، وعندما تتزوج تبرر وتوافق على هذا السلوك لضعف شخصيتها، والأخطر أنها ستطبق هذا السلوك على أولادها عندما تنجب أطفالا وتمارس العنف معهم سواء بشكل مقصود أو غير مقصود.
ومن جانب آخر، الرجل أيضا الذي يضرب زوجته تربى على ذلك منذ الصغر، في بيئة تتيح له التحكم بأخته، وأنه الولد، ويجب أن تسمع كلامه، وأنه المتحكم في لبسها ونزولها، فهو رجل البيت بعد والده، وبالتالي يفعل ذلك عندما يكبر مع زوجته، وهذا أمر يجب التصدي له لأنه أمر غير صحيح.
لماذا تقبل النساء أن تستمر بعلاقات يتعرضن فيها للتعنيف من قبل الزوج ؟
- الاعتماد المادي على الزوج فهو المصدر الوحيد لها.
- الحفاظ على العائلة من أجل أبنائها.
- الخوف من الوحدة.
- نكران وعدم تصديق أن الشريك معتدي.
- الاكتئاب الحاد أو انعدام الثقة بالنفس يجعل المرأة تعتقد أنها هي من تتسبب بالإساءة.
- إيمان الضحية بأن الزوج المعتدي سوف يتغير يومًا ما، وأنه ما يزال يحبها.
والخطورة عندما يبدأ هذا النوع من العلاقات بالتطور لدى النساء، عندها يصعب عليهن استعادة السيطرة على حياتهن.
العلامات التي تشير إلى أن المرأة تتعرض للعنف الأسري
- الانعزال والاعتذار المستمر عن رؤية عائلتها أو أصدقائها، والتوقف عن ممارسة أنشطتها المعتادة، وهذا غالبًا بسبب تحكم المعتدي.
- شعورها بالخوف من الشريك، وغالبًا ما تكون قلقةً عندما تكون بالقرب منه.
- الكذب بشأن الكدمات أو الجروح في جسدها أو عدم إعطاء سبب واضح لهم.
- عدم قدرتها على التصرف بالأموال أو السيارة بحُرّية.
- اختلافات واضحة في شخصيتها.
- اتصالات شريكها الكثيرة والتي ستجعلها أكثر قلقًا.
- عندما يكون شريكها شديد التملك والغيرة وسريع الغضب.
كما عليكم أن تنتبهوا لملابس الضحية، مثل ارتدائها ملابس ذات أكمام طويلة في الصيف لإخفاء الكدمات.
خطوات علاج الزوجة المعرضة للعنف الأسري
ويختتم استشاري العلاقات الزوجية والأسرية حديثه بالخطوة الأولى والأهم في علاج الزوجة التي تتعرض للعنف هي وضع خطة آمنة للانتقال إلى مكان آمن بعيدًا عن الزوج، ولا يمكن للعلاج أن يتم دون اتخاذ تلك الخطوة، مع فحص إصابات الزوجة الناتجة عن تعنيفها طبيًا.
الخطوة الثانية هي استشارة أخصائيين نفسيين مختصين في حالات العنف الزوجي واضطراب ما بعد الصدمة، وذلك لتقييم حالة الضحية الذهنية، ومساعدتها في التخلي عن فكرة كونها السبب في تعنيفها، ومحاولة إعادة زرع الثقة والقوة فيها.
وفي النهاية يجب على المتخصص النفسي معرفة إذا ما كانت هناك مشاكل نفسية في الماضي أدت إلى عدم قدرة الزوجة على إدراك العلاقة التعسفية في مراحلها الأولى.