الأحد 08 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

من يدرس تاريخ حضارات العالم الأولى يجد ثقافتها قائمة على ثالوث متلازم هو: القلم والورق والكتابة، وهذا بادٍ في عصر عروبتنا الجاهلي؛ فقد حضر القلم القلم في الجاهلية، وكان- كما تصفه النصوص الجاهلية- مصنوعا من القصب يُقَط ويُقلَم أو يُبرَى ثم يُغمَس في مداد الدواة ويُكتَب به، وحضرت الكتابة، وكان الورق أشياء بدائية مثل الأدم، والأديم[الجلد المدبوغ يكتب عليه ]؟.

 كما كانوا يكتبون في عسب أو عسيب النخل وكرانيفه[الأصول التي تبقى في جذع النخل بعد قطع السعف]، والأضلاع، واللخاف[حجارة بيضاء رقيقة]، والرِّق[الجلد الرقيق يكتب عليه]، والزَّبور[الكتاب، وجمعه زُبُر] والسِّلام[السلام : الحجارة البيض التي كانوا يكتبون عليها]، والكتاب، والصحيفة. 

وكان القلم وما يسطره قرين المقدمة الطللية الغزلية في أشعار الجاهليين، فهذا الشاعر الجاهلي المرقش الأكبر يقول مشبهًا بقايا أطلال منزل الحبيبة ببقايا آثار سطور خطها قلم على ظهر جلد:
الدارُ قفرٌ والرسومُ كَما          رقَّشَ في ظهرِ الأدِيمِ قلمُ
قال عدي بن زيد العبادي:
له عُنُقٌ مثلُ جذع السحو      ق والأذن مصعنة كالقلم
وقال عدي أيضًا:
ما تَبِينُ العَيْنُ من آياتِها      غيرُ نُؤْيٍ مِثلُ خطٍّ بالقلمْ
 

وقال الزبرقان بن بدر:
هم يهلكون ويبقى بعد ما صنعوا        كأنَّ آثارَهم خُطَّتْ بأقلامِ
ومن أدوات الكتابة في الجاهلية الدواة والمداد، وقد ورد ذكرهما كذلك في الشعر الجاهلي، في قول عبد الله بن عنمة الضبي المخضرم:
فلم يبقَ إلا دِمنةٌ و منازلٌ         كما ردَّ في خطِّ الدواةِ مدادُها
و(المهارق): جمع مهراق، وهي صحيفة بيضاء من القماش، وتطلق ثوب حرير أبيض يسقى بالصمغ ويصقل ثم يكتب فيه، وله دور سياسي في الصلح بين القبائل المتصارعة، فقد ورد ذكرها في العهود بين قبيلتي بكر وتغلب، في معلقة الحارث بن حلزة حيث قال:
واذكروا حِلْفَ ذي المَجازِ وما       قُدِّمَ فيه العهودُ والكُفَلاءُ
حذرَ الجَوْرِ والتَّعَدِّي وهلْ           ينقضُ ما في المهارقِ الأهواءُ؟!
 

وكان بعض الشعراء في الجاهلية صاحب قلم، وصاحب لغة ثانية مثل لقيط بن معمر الإيادي، وعدي بن يزيد الذي كان يعمل في بلاط ملك الحيرة، إضافة إلى أن معلقات العرب إنما ذاعت بين الناس بسبب تعليقها مكتوبةً علي جدار الكعبة المشرفة، فيما قيل!  يستهل لبيد معلقته بالصورة ذاتها قائلا:
عفَتِ الديارُ محلُّها فمُقامُها       بمنًى تأبَّد غولُها فرِجامُها
فمدافعُ الريَّان عُرِّيَ رَسْمُها       خَلَقًا كما ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُها
ويستمر لبيد في معلقته فيقول:
وَجلا السيولُ عن الطلولِ كأنَّها        زُبُرٌ تُجِدُّ مُتونَها أقلامُها
ضحية للقلم والكتابة في الجاهلية:
----------
عندما نقرأ قصة مقتل نابغة الشعر الجاهلي، الفتى المتمرد طرفة، نجد أنه اغتيل نتيجة القلم وما ينتج عنه من رسالة مكتوبة؛ فقد روي أن طرفة بن العبد كان يمدح الملك عمرو بن هند، أحد ملوك المناذرة ثم انقلب على الملك وهجاه، فصمم – عمرو بن هند – على التخلص من طرفة، ومن خاله الشاعر المتلمس، وما كان منه إلا أن حمل كلاً منهما كتابًا إلى عامله على البحرين، وفي كل كتاب أمر بقتل حامله، بينما الشاعران يظنان أن فيهما أمر بجائزة لهما، وفيما هما في الطريق ساور الشك صدر المتلمس فارتاب في أمر كتابه، ففك ختمه، وجاء إلى غلام من أهل الحيرة فقال له : أ تقرأ يا غلام ؟ فقال: نعم، فأعطاه الصحيفة فقرأها فقال الغلام : أنت المتلمس؟ قال : نعم، قال: النجاة! فقد أمر الملك بقتلك، فأخذ الصحيفة وقذفها في جدول ثم هرب المتلمس إلي الشام وعند وصوله أنشأ يقول:
من مبلغ الشعراء عن أخويهم     نبأ فَتَصْدُقُهم بذاكَ الأنفُسُ
أودى الذي عَلق الصحيفةَ منهما    ونجا حذارَ حياتِه المتلمِّسُ
أما طرفة الذي لم يشك في أمر صحيفته، فقد مضى إلى حتفه. وهلاكه نتيجة جهله بالقلم وما يسطره!
    شهيد القلم في الجاهلية:
----------
في الجاهلية كاتب يسمى (لقيط بن يعمر بن خارجة بن عوثبان الإيادي)، وهو  شاعر جاهلي فحل، وخطيب مصقع، يقدر أنه من رجال القرن الرابع الميلادي، وهو ما يجعله من أقدم الشعراء، وهو من أهل الحيرة، كان يحسن الفارسية واتصل بكسرى سابور (ذي الأكتاف)، فكان من كتابه والمطلعين على أسرار دولته ومن مقدمي مترجميه، وقد أنذر قبيلته إيادًا في قصيدة تعد من غرر الشعر بأن كسرى وجه جيشا لغزوهم، يقول في قطعة دالية: 
سَلامٌ في الصَحيفَةِ مِن لَقيطٍ      إِلى مَن بِالجَزيرَةِ مِن إِيادِ
بِأَنَّ اللَيثَ كِسرى قَد أَتاكُمُ      فَلا يَشغَلكُمُ سَوقُ النِقادِ
أَتاكُم مِنهُمُ سِتّونَ أَلفاً         يَزُجّونَ الكَتائِبَ كَالجَرادِ
عَلى حَنَقٍ أَتَيناكُم فَهَذا      أَوانُ هَلاكِكُم كَهَلاكِ عادِ
 

ويقول من قصيدته العينية التي هي رسالة مكتوبة بالقلم:
بَل أَيُّها الراكِبُ المُزجي عَلى عَجَلٍ        نَحوَ الجَزيرَةِ مُرتاداً وَمُنتَجِعا
أَبلِغ إِياداً وَخَلِّل في سَراتِهِمِ              أَنّي أَرى الرَأَيَ إِن لَم أُعصَ قَد نَصَعا
يا لَهفَ نَفسِيَ أَن كانَت أُمورُكُمُ       شَتّى وَأُحكِمَ أَمرُ الناسِ فَاِجتَمَعا
أَلا تَخافونَ قَوماً لا أَبا لَكُمُ    أَمسَوا إِلَيكُم كَأَمثالِ الدَبا سُرُعا
أَبناءُ قَومٍ تَأَوَّوكُم عَلى حَنَقٍ       لا يَشعُرونَ أَضَرَّ اللَهُ أَم نَفَعا
 

ويظل يعدد صفات هذا العدو إلى أن يقول:
ما لي أَراكُم نِياماً في بُلَهنِيَةٍ          وَقَد تَرَونَ شِهابَ الحَربِ قَد سَطَعا
فَاِشفوا غَليلي بِرَأيٍ مِنكُمُ حَسَنٍ      يُضحي فُؤادي لَهُ رَيّانَ قَد نَقِعا
وَلا تَكونوا كَمَن قَد باتَ مُكتَنِعاً     إِذا يُقالُ لَهُ اِفرِج غُمَّةً كَنَعا
صونوا جِيادَكُمُ وَاِجلوا سُيوفَكُمُ      وَجَدِّدوا لِلقِسِيِّ النَبلَ وَالشِرَعا
 

ويعدد سبل مواجهة هذا العدو حتى يختم عينيته قائلا:
يا قَومِ لا تَأمَنوا إِن كُنتُمُ غُيُراً     عَلى نِسائِكُمُ كِسرى وَما جَمَعا
هُوَ الجَلاءُ الَّذي يَجتَثُّ أَصلَكُمُ        فَمَن رَأى مِثلَ ذا رَأياً وَمَن سَمِعا
لَقَد بَذَلتُ لَكُم نُصحي بِلا دَخَلٍ        فَاِستَيقِظوا إِنَّ خَيرَ العِلمِ ما نَفَعا
هَذا كِتابي إِلَيكُم وَالنَذيرُ لَكُم       فَمَن رَأى رَأيَهُ مِنكُم وَمَن سَمِعا
 

وسقطت القصيدة في يد من أوصلها إلى كسرى فسخط عليه وقطع لسانه ثم قتله.. وقد صاغ قلمي وكتبت يراعي عن هذه القصيدة بحثًا علميًّا محكمًا بعنوان: (البناء الشكلي والرسالي في عينية لقيط بن يعمر الإيادي).

القلم في عصر الهداية  

--------
نعم القلم سلاح كل كاتب، وله مكانة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وفي مدونات تراثنا العربي عبر أعصاره وأمصاره. وقد أبدع الأدباء العرب مناظرات بين السيف والقلم. كما أبدعوا نصوصًا وكتبًا حول القلم وصناعته وأنواعه.. وإلى وقت قريب، كان القلم من أثمن الهدايا التي تُقدّم إلى المثقّفين عمومًا.


وقد ربط الله تعالى القلم بالقراءة والكتابة والعلم في سورة العلق، فقال: ﴿ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِنۡ عَلَقٍ (2) ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ (3) ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ (4) عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ (5)﴾، وفي القرآن سورة باسم القلم، أقسم الله تعالى فيها بالقلم، دالا على عظمته، وربط فيها بين القلم والكتابة حيث يقول: ﴿ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾، فلا علم في ظلال الإسلام إلا بالقلم، ولا تعليم إلا بالقلم، والهداية من وسائلها القلم، والتوثيق من وسائله القلم؛ فالقلم نعمة عظيمة من الله تعالى، روى سعيد عن قتادة قال: "القلم نعمة من الله تعالى عظيمة، لولا ذلك لم يقم دين، ولم يصلح عيش، فدل على كمال كرمه، سبحانه، بأنه علم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة؛ لما فيه من المنافع العظيمة، التي لا يحيط بها إلا هو.

 وما دونت العلوم، ولا قيدت الحكم، ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم، ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة، ولولا هي ما استقامت أمور الدين والدنيا، فلولاه لما صلح العيش ولم يقم دين لما فيه من المنافع الكثيرة، ولما سّجل التاريخُ سِيَر الأبطال والقادة، ولما تقدمت الاختراعات وهذا دليل على كمال كرمه -سبحانه وتعالى- بأن علم عباده ما ينبغي أن يتعلموا ويعلمّوا. 

وقد وردت آثار عن سلفنا الصالح تقرر أن الأقلام في الأصل ثلاثة: (القلم الأول) : الذي خلقه الله بيده وأمره أن يكتب، و(القلم الثاني): أقلام الملائكة جعلها الله بأيديهم يكتبون بها المقادير والكوائن والأعمال، و(القلم الثالث): أقلام الناس جعلها الله بأيديهم يكتبون بها كلامهم ويصلون بها مآربهم . 

وفي الكتابة فضائل جمة . قال علماؤنا : كانت العرب أقل الخلق معرفة بالكتاب، وأقل العرب معرفة به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ; صرف عن علمه ; ليكون ذلك أثبت لمعجزته، وأقوى في حجته.

 والكتابة عين من العيون، بها يبصر الشاهد الغائب، والخط هو آثار يده ، وفي ذلك تعبير عن الضمير بما لا ينطلق به اللسان، فهو أبلغ من اللسان .. والكتابة من جملة البيان، والبيان مما اختص به الآدمي وأنعم الله علينا في قوله تعالى: (الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان)، وفي قول الرسول – صلى الله عليه وسلم-: (إن من البيان لسحرًا).

 وكثير منا يرغب في تعلمه وإتقانه. والحق أنه ليس أمرًا سهلاً، ليس مجرد رص كلمات، وليس ثرثرة فارغة، وليس عملاً عشوائيًّا اعتباطيًّا، ولكنه فن وعلم، فن يعتمد على الموهبة، وعلم يبنى على قواعد أساسية، فالقلم –كما يقول الدكتور ناصر الدين الأسد في كتابه(مصادر الشعر الجاهلي)- حديثه طويل، ولو أوردنا ما ذكره ابن قتيبة وابن النديم والصولي وابن السيد البطليوسي والقلقشندي في وصفه وأنواعه لملأنا صفحات...! 

إن فضل القراءة والكتابة يدل على كمال كرمه -سبحانه وتعالى- بأن علم عباده ما لم يعلموه ولم يكن يخطر ببالهم... وأن كسب العلم والمعرفة من نعم المولى -تبارك وتعالى- على الإنسانية جمعاء. قال الله تعالى: ﴿عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم﴾، ولقد شهد تاريخنا الإسلامي بقيام علماء مسلمين أفذاذ تألقوا في العلوم... في الطب والفلك والهندسة والكيمياء. فإن الله -جل جلاله- قد سخر لهم كل شيء في سبيل الوصول الى أهدافهم المنشودة لإسعاد البشرية بعلمهم وثقافتهم وحضارتهم.

أسلحة ثقافية لمستخدم القلم

-----------
ينبغي أن يتسلح مستخدم بالأدوات العلمية الآتية:
- التمكن من علوم اللغة العربية معجما وصرفا ونحوا وبلاغة.
- القدرة على توثيق المادة العلمية من مصادرها الرئيسة.
- القدرة على عرض الرؤى وتحليلها والتعليل لها والتدليل والاستنتاج.
- القدرة على توظيف تكنولوجيا البحث في إمداد ما يكتب بالقلم بالمعارف الحديثة والفاعلة.
- القدرة على استدعاء النصوص الأدبية والدينية والثقافية المناسبة لفكرة ما يصوغه وهدفه.
 

فما ينتجه القلم ليس ثرثرة مكتوبة، ولا مجالا للتجارة بالكلمات، ولكنه فن ورسالة ومهارة:
- أما أنه( فن)؛ لأنه يعتمد على الإبداع في تقديم الأفكار، ويشترط فيه أن يخرج في ثوب مميز جذاب مفيد؛ فالشرط الأساس في كاتب المقال أن يكون مِفَنًّا أو فنانًا.


- وأما أنه (رسالة)؛ لأن المقال يؤثر في حياة الكثيرين؛ فهناك من البشر القارئين الذين يتلقون ما يكتب على أنه مسلمات، ويعتمدون عليه في فهم الحياة والأحياء، ويطبقون ما يقال في هذه المقالات! فلابد في كاتب المقال أن يكون هادفًا بانيًا داعيًا واعيًا معلمًا ناشر الخير والصلاح، محاربًا الشر والفساد!
وأما أن القلم (مهارة)؛ لأنه يحتاج تدريبًا وصقلاً حتى يتطور كاتبه ويتعمق ويكون مقنعًا وممتعًا في آن واحد. فكلما تدرب كاتب المقال امتلك مهارة وتطور وتأنق!

القلم أساس كل ثقافة ولو كانت جاهلية!

والكلمة الأخيرة إلى مستخدمي الأقلام والكيبورد هي أن إكثار القراءة في النماذج المقالية العالية عند كبار الكتاب، وإدمان القراءة في كل علم وفن يحول الكاتب من مرحلة المبتدئ التقليدي العادي إلى مرحلة الكاتب المحترف المبدع الفنان!
(أهلًا عصر الوورد والكيبورد والعلامة جوجل):
--------------
(أهلًا عصر الوورد والكيبورد والعلامة جوجل): عبارة تمثل حالنا في آننا هذا، وتجعلنا في حنين إلى القلم والورق في عصر بنان الأصبع(لوحة المفاتيح)، آننا الذي يقوم على هذا الثلاثي المثير العجيب المهيمن على العقل الثقافي الكوني العالمي: (Microsoft Word)، وkeyboard))، و(Google). 


أما (الوورد) فهو أحد البرامج المتوفرة ضمن حزمة أوفيس، وهو مخصص لمعالجة الكلمات، بحيث يتيح إدخال الكلمات بصيغة إلكترونية على وثائق افتراضية، ومن ثم معالجتها وإخراجها بالشكل المطلوب، حسب حاجة المستخدم، بحيث يمكن طباعتها على طلائح ورقية أو إبقائها على صيغتها الإلكترونية، وهو من أهم البرامج التي أنتجتها شركة مايكروسوفت الأمريكية لمعالجة النصوص. كان أول إصدار منه في العام 1983م تحت مسمى (Multi-Tool Word)، ثم تطور إلى نسخ كثيرة فيما بعد، كل نسخة تيسر عملية الكتابة الإلكترونية كل تيسير!

وأما لوحة المفاتيح(الكيبورد) فيقال لها: (الآلة الكاتبة أو المِرقنة، أو الراقنة، أو المِكْتَاب، الآلة الطابعة)، ويعود تاريخ صنعها إلى 1714. حصل مصممها ومخترعها هنري ميل على براءة الاختراع في تلك السنة. وتعتبر آلته الكاتبة الأم الأولى لما نراه من الآلات الكاتبة في وقتنا الحاضر. ولكن بوجود الحاسوب وما يتبعه من الآلات الطابعة يبدو أن دور الآلة الكاتبة قد أفل. 

كان يتطلع من خلالها إلى استحداث نظام جديد في الكتابة الآلية بدلا من النظام اليدوي التقليدي، وبالرغم من أهمية الفكرة، إلا أن ميل فشل في إقناع الناس بأهمية اختراعه. لوحة المفاتيح العربية Arabic keyboard)‏) فهي لوحة المفاتيح المستخدمة لكتابة اللغة العربية بواسطة الحاسوب. ويعد المخترع والفنان السوري (سليم شبلي حداد) أول مخطط للآلة الكاتبة العربية، وذلك في عام 1899. 

 وفي ديسمبر من العام نفسه، تقدم (فيليب واكد) لبراءة اختراع شبيهة في بريطانيا، وينسب لواكد أنه أول من كتب وثيقة باللغة العربية باستخدام لوحة مفاتيح. وانتهت البراءتان عام 1919م، مما سمح بالتوسع في إنتاج الآلات الكاتبة ولوحات المفاتيح العربية حول العالم.


وأما العلامة (جوجل أو غوغل أو قوقلGoogle)‏) فهي شركة أمريكية عامة متخصصة في مجال الإعلان المرتبط بخدمات البحث على الإنترنت وإرسال رسائل بريد إلكتروني عن طريق جي ميل. واختير اسم جوجل الذي يعكس المُهمة التي تقوم بها الشركة، وهي تنظيم ذلك الكم الهائل من المعلومات المُتاحة على الويب. ويضاف إلى ذلك توفيرها لإمكانية نشر المواقع التي توفر معلومات نصية ورسومية في شكل قواعد بيانات وخرائط على شبكة الإنترنت وبرامج الأوفيس وإتاحة أوركوت التي تتيح الاتصال عبر الشبكة بين الأفراد ومشاركة أفلام وعروض الفيديو، علاوةً على الإعلان عن نسخ مجانية إعلانية من الخدمات التكنولوجية السابقة. 

وتصف شركة جوجل مهمتها بأنها تقتضي بتنظيم معلومات العالَم وجعل إمكانية الوصول إليها ممكنة من جميع أنحائه وجعلها مفيدة للجميع كذلك، وقد اتخذت الشركة شعارًا غير رسمي لها نصه: «لا تكن شريرًا» (أهلًا عصر الوورد والكيبورد والعلامة جوجل) (أهلًا عصر الوورد والكيبورد والعلامة جوجل) "Don't Be Evil"، حفاظًا على خصوصية المعلومات الشخصية للمستخدمين وحقوق الطبع والنشر ومراقبة شركة جوجل للمطبوعات.


نحن في عالم حدثت فيه طفرة معلوماتية عجيبة، تمثلت في التحول العلمي من وحي القلم والقرطاس ومنتجاتهما إلى منتجات الوورد والكيبورد، وأن الإنسان المستقبلي إنسان آلي في تعليمه وتثقيفه وتفكيره، ومن طريف إطلاقاتي في تعليم طلابي منذ تسعينيات القرن المنصرم، ومنذ ظهر عالم الإنترنت العجيب، أنني كنت أقول لهم: نحن في عصر الوورد والكيبورد، وانتهى عصر الورقة والقلم، وأن الشيخ(جوجل) هو مصدر مهم للمعلومة، مهما كانت قديمة أو حديثة! وأن الكتاب والمكتبة صارتا مصدرًا ثانيًا! وأن الزمن القادم زمن العنكبوتيين الحاسوبيين (الرقميين)، لا زمن القلميين الورقيين الكِتابيين! وأن الباحث المتمكِّن، والمثقف المستقبلي هو من يجيد التعامل مع تكنولوجيا الاتصال الحديثة بكل تقنياتها وآلياتها، وما يتبعها من ذكاء اصطناعي في قادم الأيام الفاتنة.

موقع الأيام المصرية، يقدم لكم تغطية شامل ومتنوعة لكافة الأخبار والأحداث المحلية والعالمية، فى شتى المجالات، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الرياضية، الفنية، ونرصد لكم الخدمات الهامة سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر الدولار، سعر الدينار الكويتي، سعر الريال السعودي.

تم نسخ الرابط