الأحد 08 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

بصراحه .. المجتمع يعيش الآن حاله من التنمر غير مسبوقه فى تاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر ، هذا التنمر أصبح له آليات ومنطلقات ، تعاظمت جميعها حتى بات من الطبيعى أن يتجبر القوى على الضعيف ، والسفيه على الكريم ، ويصبح التطاول  منهج حياه ينطلق من سوء الأخلاق ، بالمجمل يهزأ الإنسان من أخيه الإنسان ويعمل على سحق إرادته ، وإنحداره الذى يتجلى عندما نلمس تلك النقائص وقد طالت التعامل  بين الجميع حتى الأخوه الأشقاء  فيكون النتيجه الدفع فى إتجاه إضعاف المكون المجتمعى للأسره المصريه ، وينعكس ذلك سلبا على الدوله من خلال تحطيم معنويات الناس ، وسحق إرادتهم ، ونشر الأكاذيب بينهم ، وتلك حالة نتيجتها مأساويه لأنها تهدر القيم  ، وتقضى على المبادىء  ، وتهمش الأخلاق  ، حالة يتبناها الناس مع أنفسهم تأثرا بتنامى الصراعات ، وتزكية الخلافات فيما بينهم ، حاله لاعلاقة للحكومه وأجهزتها بها إلا التفاعل مع تداعياتها بعد أن باتت خطيره ، لأنها صراع مجتمعى مجتمعى  ، صراع دامى  الكاسب فيه خاسر  .

بعيدا عن الشعارات .. ورصدا لواقع الحال .. مؤلم أن أقول الواقع مؤلم حتى قهر الألم الذات ، الأخلاق تدنت حتى باتت فى الحضيض ،  فكيف لنا أن نبنى وطنا على أشلاء الأخلاق .. السلوك أصبح يتحكم فيه العدوانيه ، والشلليه ، والمنافع الشخصيه ، فكيف إذن نعلى قيم الحق ، والخير ، والجمال الذى ننشده فى كل مجريات حياتنا .. المؤامرات تحاك بين الناس بعضهم البعض فكيف لنا أن ننشد السمو ، والرقى ، والرفعه .. القهر أصبح نبراس وجود ، وبات من يقهر أخاه محل خشية وإعتبار .

لكل العقلاء .. والمخلصين ، والوطنيين ، وأصحاب الفكر ، ومن لديهم رؤيه ، ومن يعشقون هذا الوطن الغالى ، كفى أحلاما ورديه ، كفى شعارات لولبيه ، كفى أمانى مستحيله ، الآن لابد وأن نتحدث حديث الصدق والصراحه والوضوح لعلنا ننقذ مايمكن إنقاذه ، خاصة بعد أن أصبح واقعنا مرير مرارة العلقم ، أنا أتحدث عن مجتمع يتعرض لزلزال أخلاقى ، وإنهزام مجتمعى قد يعصف به عن آخره ، أنا أتحدث عن أمه مهدده بالفناء على أيدى أبنائها ، أنا أدق ناقوس الخطر لعلنا نصل إلى مخرج من هذا النفق المظلم الذى نقبع فى أعماقه .. أنا أشعر بالخجل وأنا أتحدث عن واقع مرير ، لوطن هو عشقى وعشق كل المخلصين ، وطن نتمنى له أن يكون فى عليين .  

خلاصة القول .. المناخ العام كئيب فكيف له أن يكون حاضنه لتقدم ، ونبعا لإزدهار ، وحتى لايزايد أحدا على ماأطرحه ثقتى فى ربى بلا حدود أن ينجينا من هذا المأزق ، وأنه سبحانه سيلهم أصحاب القرار الرشد .. ثقتى فى الأجهزه المعنيه راسخه أنها قادره على سحق المجرمين العابثين ..  ثقتى فى أن مصر عظيمه بحق ، وشعبها من خيرة الشعوب من ثوابتى فى الحياه ، لكن يبقى أن الأجهزه المشهود لها بالكفاءه والقوه ، يجب أن يكون التعاطى لها مع الجريمه والمجرمين بقوه أشد من ذلك بكثير ، بعد أن باتت مقدرات دولتنا العظيمه وممتلكات الناس مطمع للمجرمين .

تم نسخ الرابط