المشاط أمام مجموعة العشرين بالبرازيل: التوترات الجيوسياسية ضاعفت الفقر والجوع في العالم
أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أهمية التحالف الدولي ضد الجوع والفقر الذي أطلقه الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفيا في إطار رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين.
وأشارت المشاط خلال اجتماعها مع يلينجتون دياس، وزير التنمية والحماية الاجتماعية البرازيلي ومنسق فرق العمل التابعة للتحالف الدولي لمجموعة العشرين ضد الجوع والفقر، ضمن فعاليات مجموعة العشرين التي انعقدت في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل إلى أهمية هذا التحالف في ظل التحديات التي يواجهها العالم منذ عام 2020، بدءًا من جائحة كورونا مرورًا بالتوترات الجيوسياسية التي أفرزت أزمات كبيرة أثرت على الأمن الغذائي، لا سيما في الدول النامية.
ناقش اللقاء الهدف من التحالف، والذي يتمثل في إيجاد وسائل وآليات مالية مشتركة وحشد التمويل لدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدفين الأول والثاني، بالتركيز على الفئات الأكثر فقرًا واحتياجًا لمكافحة الجوع والفقر ومظاهر عدم المساواة. كما تطرق اللقاء إلى تبادل المعرفة وتوجيهها للدول الأكثر احتياجًا.
الاستفادة من تجارب الدول الناجحة في مكافحة الجوع والفقر
تناول الاجتماع أهمية الاستفادة من انضمام الاتحاد الأفريقي ومؤسسات التمويل الدولية الأخرى مثل البنك الإسلامي للتنمية والبنك الدولي إلى التحالف، وتحديد دور كل جهة في مواجهة الجوع والفقر كما تم مناقشة كيفية الاستفادة من تجارب الدول الناجحة في مكافحة الجوع والفقر وتعزيز الأمن الغذائي.
وخلال الاجتماع مع وزير التنمية والحماية الاجتماعية البرازيلي، ناقشت الدكتورة رانيا المشاط أوجه التعاون في مجالات التنمية البشرية وتعزيز الاستثمار في رأس المال البشري، مؤكدة أن الثروة البشرية هي أعظم ما تمتلكه أي دولة وتعتبر نقطة قوة يجب الاستفادة منها، حيث تساهم جهود الاستثمار في رأس المال البشري في تحقيق النمو الشامل والتنمية المستدامة.
رفع معدلات النمو الاقتصادي، وتعزيز التنافسية
كما تم التطرق إلى الاستفادة من التجربة التنموية للبرازيل في إطار سعي الدولة لتفعيل قانون التخطيط الموحد الذي يهدف إلى تحسين كفاءة استخدام الموارد، ورفع معدلات النمو الاقتصادي، وتعزيز التنافسية، وزيادة مشاركة الأطراف الفاعلة في عملية التنمية، وترسيخ مبادئ المشاركة المجتمعية في إعداد الخطة.
تناول الاجتماع أيضًا الجهود في مجالات الأمن الغذائي وبرامج الحماية الاجتماعية، حيث أشارت المشاط إلى برنامج "تكافل وكرامة" الذي تنفذه الدولة المصرية لدعم الفئات الأقل دخلًا، مستعرضة آخر النجاحات التي حققها البرنامج باعتباره برنامجًا وطنيًا لدعم جهود الحماية الاجتماعية.
وفيما يتعلق ببرامج دعم صغار المزارعين، أشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي إلى تجربة الوزارة مع عدد من شركاء التنمية لتنفيذ تلك البرامج. ولفتت إلى التعاون مع عدد من المنظمات التابعة للأمم المتحدة، مثل برنامج الأغذية العالمي (WFP)، ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD)، مؤكدة أهمية دعم وتنفيذ العديد من المشروعات التي تعمل على تحقيق التنمية الزراعية والريفية، وزيادة دخل المزارعين في محافظات مصر.
استعرضت المشاط خلال اللقاء جهود الدولة المصرية في مجال بناء الإنسان من منظور متكامل يشمل كافة الجوانب، والاستثمار في رأس المال البشري الذي يُعد أحد المرتكزات الرئيسية لرؤية مصر 2030، مؤكدة اهتمام الحكومة بتنمية رأس المال البشري من خلال تحسين الخدمات الصحية والارتقاء بالمنظومة التعليمية.