الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

دائما نهاية الأسبوع أخلد إلى نفسى، وأتعايش مع ذاتى، وأستحضر ماضى جميل عايشت كل تفاصيله، كيانا وأشخاص ، أملا في أن يدرك كل الناس أن الدنيا بخير ، وأبدا لايمكن أن نفقد فيها المعانى الطيبه، أو يغادر عن عالمنا الكرام من الناس ، ماأحوجنا أن نعيش في كنفهم ولو بعضا من الوقت ، أو نستحضر من خلالهم الذكريات ..  ماأحوجنا أن نستحضر من أعماقنا المحبه الصادقه ، والأخوه الحقه ، والقيم النبيله ، والأخلاق الحميده ، يتعاظم ذلك كله إذا كان إستحضار ذلك من خلال أشخاص رحلوا عن عالمنا ، أو تحللوا من تبعات  المنصب بعد أن أدوا واجبهم على أكمل وجه ، هنا يتأكد المعنى الجميل أنه لانفاق فيما يقال ، ولامجامله فيما يطرح ، بل إنصاف مستحق ، وغاية نبيله تكمن في طمأنة النفس أن الدنيا بخير .

جاءنى في منامى مبتهجا ، متهللا ، سعيدا وهو يسيرقادما ، يحمل لى بشرى طيبه ، حيث كنت أجلس في أجواء طيبه ، إحتضننى وأخذ يبشرنى أن الشوق يأخذنا لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كنا  رفقة في أداء فريضة الحج . منذ أن إستيقظت وأنا تغمرنى السعاده بهذه الرؤيه الطيبه ، لأن من أعنيه رجل إستراحت له النفس منذ سنوات طوال حيث رسخ لدى بعض جوانب الخير ، وأدركت بصحبته كيف تكون الشهامه ، ومعنى الإنصاف ، فهاتفته سعيدا فرحا ، حفظه الله بحفظه ، سعد كثيرا بما قصصته عليه ، وسعدت كثيرا أيضا ، رغم أننى أرى فيما كنت فيه من سعاده من الطبيعى لأننى أحببته بصدق ، وكيف لاأحبه وهو المنصف الشريف ، طاهر اليد ، عف اللسان ، قوى الحجه والبيان ، لذا تعمقت المحبه منذ أن إلتقينا ، وتقاربنا ، وهى بفضل الله صادقه صدق اليقين بالوجود ، لذا ظلت حتى كتابة تلك السطور ، وستظل بإذن الله تعالى حتى أرحل عن هذا العالم  ، فهو رمز وقيمه وقامه منذ عرفته وهو عقيد وحتى برتبة لواء مساعد أول وزير الداخليه ومتحدثا رسميا بها ، وحتى اليوم بفضل الله تعالى ، كنت أشعر بالأمان عند مرورى بجوار مبنى وزارة الداخليه ومباحث أمن الدوله بلاظوغلى لأنه بداخلها ، ولأنه منصف لم يكتب الله تعالى له إنكسارا عند تعرضه للظلم وهو مساعدا أول لوزير الداخليه ، لأكتب وأغرد وأقول أثناء تمسكه بحق العوده للخدمه حتى أنصفه القضاء فعاد اللواء طارق عطيه مرفوع الرأس شامخا ، ليظل الرجل الثانى بوزارة الداخليه حتى أتم الستون عاما . ليستقر اليقين أن بينه وبين الله تعالى سرا يتعلق بصنائع المعروف التي تقى مصارع السوء ، لذا لم يكتب عليه سبحانه وتعالى إنكسارا .

ذات يوم كتبت مقالا شهيرا فى عمودى الأسبوعى بالجمهوريه " حكاية شعب " والذى كان بعنوان ، لاوفقكم الله أيها الظالمين ، وذلك عقب زيارتى له بإتحاد الشرطه الرياضى عندما نقلوه إليه من جهاز أمن الدوله قبل إحالته للمعاش تعسفا ، فقد أرادوا له بذلك إنكسارا ، وذلك برفقة صديقى العزيز الحاج أحمد القفاص إبن بلدتى بسيون رحمه الله ، والذى قال لى يومها أن هذا الرجل عظيم ومقابلته طيبه ، ثم قلت بحقه شهادة للتاريخ وهى شهادة حق ، وذلك فى محفل ضم كثر من الذين في تقديرى فقدوا القدره على الفهم الصحيح ،  لامنى من فيه من الحضور لتمسكى بالزود عنه ، والكتابه بحقه سلسلة مقالات بجريدة الجمهوريه فى عمودى الأسبوعى " حكاية شعب " ، مؤكدا أن رجلا شاركته خدمة بسطاء الحجاج وفقرائهم كأعضاء فى فريق واحد بالبعثه الرسميه للحج لايمكن أن يخذله الله أبدا ، فكانت السخريه من كلامى ، لكن بفضل الله تحقق ماتوقعته وعاد شامخا ليظل فتره طويله الرجل الثانى بوزارة الداخليه بعد محاولة تحطيمه ، وقلت لمن قابلتهم فى هذه الجلسه بعد إنصافه في شموخ ماسبق وأن قلته لهم " رجل شاركته خدمة بسطاء الحجاج وفقرائهم لايمكن أن يخذله الله أبدا " فكانت الإجابه الصمت من ناحيتهم ، والسعاده لتوفيق الله تعالى لى بالثبات على الحق .

خلاصة القول .. مرارا وتكرارا وكل الوقت أقول بصدق .. أخى الحبيب وصديقى العزيز اللواء طارق عطيه من لايعرفه يكون فقد فى الحياه كثيرا من النبلاء ، وغاب عنه من لديهم الشهامه ، ويتحلون بالشرف ، ويتجسد فيهم الإحترام ، فهو رجل بألف رجل ، ولإدراكى كرئيسا لقسم الحوادث والقضايا بجريدة الوفد في فترة من فترات تخصصى الصحفى ، ومحررا لشئون وزارة الداخليه قيمة ماقدمه للوطن وعظيم عطائه ، تمنيت أن يتم التحفظ عليه فى مكان آمن حبا فى هذا الوطن ليدرب ويعلم أجيالا متعاقبه بالأمن خاصة بجهاز الأمن الوطنى بوصفه أحد عمالقته ومفكريه ، لأن مالديه من خبره يجب الإستفاده منها فى خدمة الوطن الغالى ، وحمايته مما يحاك له من مكائد ودسائس . تحية إلى اللواء طارق عطيه أخى وحبيبى وصديقى نموذجا في هذا الوطن الغالى.

تم نسخ الرابط