الإثنين 16 سبتمبر 2024
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

دفاع سعد الدين الهلالي عن أفكار إلهام شاهين تضعه في مرمى النيران

إلهام شاهين وسعد
إلهام شاهين وسعد الدين الهلالي

حوارات كثيرة وجدل لا ينتهي، لا يزال الفنانين هم حديثي الساعة ونقطة الجدل الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تصريحاتهم المُثيرة حول حياتهم سواء الشخصية أو المهنية، ليتجاوز بعضهم الأمر إلى التطرق والخوض في الدين معتبرين أنفسهم أهلا للفتوى.

لم يقتصر الأمر على الفنانين فقط، بل انتقل إلى علماء الدين الذين أصبحوا موضع الجدل بسبب تصريحاتهم المُستحدثة في بعض الأحكام الدينية، حيث خرجوا عن نهجهم السليم لأقاويل لم يُسمع عنها من قبل،الأمر الذي يستوجب التوقف عند هذه النقطة لنعلم في أي اتجاه نسير.

إلهام شاهين وسعد الدين الهلالي 

أصل الحكاية

بدأت القصة عندما تداول رواد السوشيال ميديا، مقطع فيديو للفنانة إلهام شاهين انتقدت خلاله مخرج تلفزيوني قام بوقف التصوير عند سماعه للأذان وجمع العمال لآداء الفريضة.

واستنكرت في حديثها فعل المخرج، قائلة: "يعني الدكتور يسيب بطن المريض مفتوحة ويروح يصلي"، الأمر الذي جعلها تتعرض لانتقادات وهجوم كبير.

سعد الدين الهلالي يدافع عن إلهام شاهين

ومن هذا المنطلق، خرج سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، خلال لقاء تلفزيوني، ليدافع عن وجهة نظر الفنانة إلهام شاهين، بعد تصريحاتها الأخيرة عن الصلاة.

وقال الهلالي إن موجات الهجوم ضد الفنانة لا تستند إلى أصول دينية صحيحة، مشيرًا إلى أن كل الأحاديث التي قيلت في هذا الأمر هي اجتهادات شخصية متشددة.

إلهام وسعد الدين الهلالي

ووصف ما تعرضت له بـ"التنمر الفقهي"، نتيجة آرائها التي تفضل إعطاء الأولوية للعمل على أداء الصلاة، مستشهدًا بقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ»، مشيرًا إلى أن الإسلام يشجع كل فرد على التركيز على إصلاح ذاته ومحاسبتها دون التدخل في حياة الآخرين.

ويرى الهلالي أن رأي إلهام شاهين يعتمد على فكرة أن العمل ضرورة لكسب الرزق، وبالتالي يمكن تأجيل الصلاة إلى آخر وقتها الشرعي، معللًا ذلك بأن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كان يجمع بين الصلوات أحيانًا دون ضرورة السفر أو المطر، مما يعكس رخصة شرعية متاحة عند الحاجة على حد قوله.

 

النظر في التفسيرات التقليدية للأحكام الشرعية

أكد الدكتور الهلالي على أهمية إعادة النظر في بعض التفسيرات التقليدية للأحكام الشرعية، لا سيما تلك التي قد تعرقل مصالح الناس أو تؤثر سلبًا على حياتهم اليومية. 

وشدد على أن التمسك بالتفاصيل الشكلية دون النظر إلى المقاصد الكبرى للشريعة قد يؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها، منوهًا أن الهدف من الدين هو تيسير حياة الإنسان وخدمته، وليس وضع قيود غير مبررة.

كما لم يقتصر دفاع الهلالي على إلهام شاهين، بل أكد أيضاً على ضرورة حماية الحرية الشخصية من أي تدخلات أو ضغوط خارجية. 

وأوضح أن من حق كل فرد اتخاذ قراراته بناءً على قناعاته الشخصية، طالما أنها لا تتعارض مع القيم الأساسية للدين، معتبرًا أن احترام حرية الاختيار جزء لا يتجزأ من القيم الإسلامية.

الهلالي يثير الجدل في حكم الحجاب

ولم تكن هذه المرة الأولى التي يثير فيها الهلالي الجدل على مواقع التواصل، بل حدث ذلك مرارًا على مر السنوات الماضية بداية من التشكيك في الشهادتين مرورًا بإنكار فرضية الحجاب بالنسبة للمرأة.

وكان استاذ الفقه المقارن شكك في وقت سابق في فرضية الحجاب، حيث قال حينذاك: "لا يوجد نص يؤكد فرضية الحجاب". 

كما شكك في صحة الحديث النبوي الذي يقول "إذا بلغت المرأة المحيض لا يظهر منها غير وجهها وكفيها"، مشيرًا إلى أن هذا الحديث لم يظهر إلا بعد وفاة الرسول بقرون عدة، مما يجعله ضعيفًا حسب رأيه.

وكانت المؤسسات الدينية المتمثلة في الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، ردت على تأويلات الهلالي قائلة: "إن الحجاب فريضة محكمة كالصلاة، ولا ينكر فرضيته إلا جاهل ضال، فالحجاب شعيرة من شعائر الإسلام وفرضٌ على المرأة المسلمة التي بلغت سن التكليف".

وبدوره، أكد الأزهر أن الحجاب فرض عين على كل مسلمة، بنص القرآن وإجماع الفقهاء، ورفض أي محاولات لنفي فرضيته أو تصويره على أنه مجرد عرف اجتماعي. 

وحذر الأزهر من الانجراف نحو تمييع الثوابت الدينية، مشيرًا إلى أن الفهم الخاطئ للنصوص تحت ذريعة "الحرية" يعد منهجًا علميًا فاسدا.

تصريح الهلالي حول "الشهادتين" 

وفي وقت سابق، أثار الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الجدل بعد تصريحاته عن معنى الشهادتين في الإسلام، حيث قال إن المسلم يكفيه أن ينطق بالشهادة الأولى "لا إله إلا الله" دون الحاجة إلى الشهادة الثانية "محمد رسول الله"، بغض النظر عن إيمانه بمحمد أو المسيح.

واستند في تصريحاته المثيرة للجدل إلى أقوال علماء دين قدامى مثل ابن حجر الهيتمي، زاعمًا أن هذا الرأي قد تبناه عدد من أهل العلم، 

وأشار إلى أنه إذا تم تجاهل هذا الرأي، فإننا نصبح كأننا "أوصياء على الدين"، واعتبر أن الإيمان بمحمد أو عيسى يعود إلى قناعة الفرد، وسيحاسب عليه يوم القيامة بناءً على نية الشخص.

رد مجمع البحوث الإسلامية 

أثارت هذه التصريحات غضب مجمع البحوث الإسلامية، وهو هيئة تضم نخبة من علماء الأزهر، حيث وصفوا فكر الهلالي بالمنحرف وأنه يمس بالعقيدة الإسلامية. 

وأكد المجمع برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر حينذاك، أن الشهادتين معًا هما الركن الأول للإسلام، مستشهدًا بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد على هذا الأمر.

واستدل المجمع بحديث صحيح سأل فيه جبريل عليه السلام عن الإسلام بقوله: "يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا".

وحذر الأزهر المسلمين في مختلف أنحاء العالم من الانجراف وراء هذه الأفكار التي وصفها بالضالة والمنحرفة، مؤكدًا أنها لا تستند إلى العلماء الثقات، مشددًا على ضرورة عدم الالتفات إلى مثل هذه الأفكار وعدم الانخداع بها.

تم نسخ الرابط