الناس تترنح من موجة الغلاء الفاحش الذي اطاح بالمحروسة الي نفق مظلم، ورغم ان هذا راجع الي حالة الغليان في العالم العربي والإسلامي والغربي بسبب الحروب، وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج التي بدورها أدت إلى قيام أصحاب المنشآت متناهية الصغر بتسريح العمالة والمحصلة بطالة جديدة
كما أن زيادة الأجور ليست هي الحل الوحيد، وللأسف اي زيادة في الأجور تلتهما زياد ة الأسعار المنفلتة في غياب الرقابة والضمير الإنساني والمتاجرين بقوت الشعب، ولا احد ينكر ما تقوم به الحكومة من توفير العملات الصعبة وبالاخص الدولار لشراء المدخلات الصناعية والزراعية.
إلا ان الناس مازالت تعاني، ولو بحثنا عن السبب الجوهري لوجدنا اننا بلد استهلاكي ونستورد تقريبا كل شيء، في وقت الاقتصاد الوطني مثخن بالجراح، إذ نحن البلد الوحيد الذي يدعم رغيف العيش، ولدينا نهم الشراء للسلع الترفيهية وأرى انه ان الأوان لتقليص حجم الاستيراد لبعض تلك السلع كالتبغ والمنشطات الجنسية والبن وزراعة النباتات الطبية والقمح وغير ها الكثير ممن يمكن الاستغناء عنها
والمرجو في الوقت الحالي تكاتف كل الأجهزة الحكومية والنقابات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والمراقبين وجهاز حماية المستهلك للوقوف بجانب الحكومة وتفعيل قوانين من خلال مجلس النواب والشيوخ للحد من موجة الغلاء خاصة اننا مكبلون باقساط ديون صندوق النقد الدولي وفؤاده التي ساهمت بشكل كبير في موجة الغلاء وعشرات الإملاءات من جانب بعض الدول التي ترى ان مصر عقبة في طريق تحقيق سياستها الاستيطانية والاستعمارية
والسؤال الذي يطرح نفسه الي متي ستظل العمالة غير المنتظمة قنبلة موقوتة تهدد الاقتصاد الوطني، وهل مصر لاتملك كوادر وطنية واقتصادية لحل الأزمة، الأزمة ياسادة أراها في عدم فهم الناس لحقيقة المشكله وان سلوكياتهم المعوجة طرفا فيها، وهذا ما اكده عبد الهادي بدر من المحبين لمصر والناشط السياسي ومحمد عبد القادر امين عام النقابة المستقلة للعمالة غير المنتظمه السابقة
إن الهند مرت بظروف مشابهة ووصل الغلاء فيها الي طريق مسدود والغريب انهم لجأوا الي الجانب الروحي والاعتماد على النفس واعملوا ضمائرهم في كل شيء واقتربَوا من الله واعترفوا ان ماحل بهم سببه الرئيسي تفشي المعاصي وكثرة الذنوب
نحن في بلد الأزهر نسينا قول الله تعالي: ولو أمن اهل القرى واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء، فلنعد الي ديننا الحنيف وليعلم الجميع أن الصبر مفتاح الفرج وان الرزق مكفول لكل المخلوقات وان مصر بلد المحن والتضحيات ولن تلين وان الأوان ونحن نشاهد تلك الإنجازات والحلول الجادةان نقف خلف القيادة السياسية، وان نراعي الله ونبتعد عن الاحتكار وكل منا لايأخذ الا الضروري وان نضبط الأسعار ونوحد التسعيرة، فالسوق حاليا سمك لبن تمر هندي ولاعزاء للغلابة.
قلوبنا مع الحكومة نعم ولكن الظروف الحالية تستدعي الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه الرجوع إلى نقطة البداية، فمصر على مشارف التقدم والازدهار في ظل راعي الَوطن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وان الأوان لحصر الإعداد المتزايدة من العمالة غير المنتظمة ومحاسبة أصحاب المنشآت الصغيرة ودمج من هم في حيز القطاع غير الرسمي في القطاع الحكومي حتى لا نهدر المال العام بسبب التهرب التأميني والضريبي والخير قادم وتحيا مصر.
إسماعيل خفاجي
نائب رئيس تحرير الأخبار سابقا